الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية نظام مبارك

مجدى خليل

2011 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


بعد يوم الغضب الأول قلت لزوجتى أن الرئيس مبارك لن يكون على رأس الحكم فى يناير 2012، فكان ردها مفاجأة لى، هو لسه هنستنى ليناير الجاى، الراجل ده كره المصريين فى بعضيهم وخلى الناس معندهاش انتماء لبلدها، أغلب زملائى سافروا بره مصر وكل جيلى يتمنى الهجرة ، زوجتى ملهاش فى السياسة وولدت وعاشت فى عهد الرئيس مبارك ولا تعرف رئيس لمصر غيره منذ أن فتحت عينيها على الحياة.. ومع هذا لم يقنعها هى وجيلها أنه قاد مصر إلى الطريق الصحيح.
لقد كان يوم الغضب يوما عظيما بعث الأمل فى نفوس المصريين لقرب أنتهاء حقبة الفساد والإستبداد والظلم والزيف ونهب البلد والدولة البوليسية والفتن الطائفية التى يصنعها ويديرها أمن الدولة .
لقد كشفت أيام الغضب عن كثير من الأمور، وفى تقديرى سوف تغير المشهد فى مصر بصورة كبيرة:
1-تحول حلم جمال مبارك من حكم مصر إلى حماية نفسه وأسرته وثروته، وباتت أحتمالات توليه حكم مصر صفرية.
2-وضعت الأنتفاضة بداية النهاية الحقيقية لحكم الرئيس مبارك، وفى تقديرى أن مبارك نفسه سيتخذ خطوة دراماتيكية قبل نهاية العام بالتنازل عن الحكم لرئيس يضمن أنتقال سلمى للسلطة ويتجنب محاكمة رموز نظام مبارك.مبارك الذى تهرب على مدى ثلاثة عقود من تعيين نائبا للرئيس بحجة عدم وجود من يصلح للمهمة بين ال 80 مليون مصرى، أو لأن السادات كان محظوظا لأنه عثر على مبارك، سيضطر لإتخاذ الخطوة الأصعب وهى التنازل عن الحكم لرئيس آخر.
3-أنكشف وهم مقولة أن الاخوان المسلمين هم من يملكون مفاتيح تحريك الشارع،لقد تحرك الشباب وكان وجود الأخوان بينهم باهتا وشبه معدوم، وعلى المستوى الرسمى رفضوا المشاركة فى الأنتفاضة، وكانت شعارات الشباب الواعى تصلح لثورة( الحرية والعدالة الاجتماعية والرغيف والوظائف والتغيير ورحيل مبارك)، فى حين أن شعارات الاخوان الدينية هى أجندة تخريب مصر وتحويلها إلى دولة دينية.
4-خرجت المسيرات بشكل متحضر لأن الشباب الواعى الذى قادها خرج للتغيير وليس للتخريب، ولأن التخريب مقصور على بلطجية الحزب الوطنى والمتطرفين الإسلاميين وكلاهما كان غائبا عن المشهد.
5-منذ 11 سبتمبر 2001 انصبت الجهود الدولية على حرمان الإرهابيين من الملآذات الآمنة، لقد آن الآوان لحرمان الفاسدين والمستبدين من هذه الملآذات أيضا.
6-لقد حرفت أغلب وسائل الإعلام فى مصر شعارات الشباب من المطالبة برحيل مبارك ونظامه إلى اختزال الأمر فى رحيل الحكومة... ونعمة حرية الصحافة التى تتمتع بها مصر.
7-كان اختيار يوم الثلاثاء وليس الجمعة ايجابيا للغاية، فالمسألة ليست دينية وأنما سياسية واقتصادية وحقوقية. لقد خلق نظام السادات ومبارك حزب ضخم للمتطرفين لالهاء الشعب عن مشاكله الحقيقية، وجاء الوقت للتخلص من هذا الميراث المتخلف. كما أن اختيار يوم 25 يناير له دلالة مهمة، فهذا اليوم يجسد الصدام مع المستعمر الخارجى،والآن حان الوقت للتخلص من المستعمر الداخلى وهو الأسوأ بكثير من المستعمر الخارجى.
8-منذ سنوات انعزل مبارك فى شرم الشيخ، وانعزل نظيف فى القرية الذكية، وانعزل الأثرياء الجدد فى قصورهم الفارهة وشاليهاتهم الفخمة وتركوا الشعب يغلى، والآن حان الوقت لعزلهم عن حكم مصر والإستئثار بثروتها.
9-بعض رجال الكنيسة حذروا الأقباط من المشاركة فى أنتفاضة التغيير ويقولون أن عصر مبارك هو أزهى العصور للأقباط، هؤلاء شركاء فى الظلم والإضطهاد الواقع على شعبهم، وعصر مبارك فعلا هو أزهى العصور لهم وليس للشعب، وحسنا خرج الأقباط مع المسلمين من آجل التغيير متجاوزين هذه النصائح المشبوهة.
10-خروج الناس إلى الشوارع بهذه الكثافة هو إسقاط عملى لقانون الطوارئ وعصيان مدنى على القوانين المستبدة المقيدة لحرية التعبير.
11-تقييد وسائل الإعلام والتويتر والفيس بوك يعكس الهلع الحقيقى لدى أعمدة النظام، فالكل يتحسس رأسه ويجهز طائرته ويحزم حقائبه ويطمئن على مدخراته.
12-من المتوقع أن تحدث موجة ضخمة جدا من تهريب الأموال فى الأيام القادمة، وعلى القوى الوطنية المخلصة أن تفتح عينيها حفاظا على أموال الغلابة.
13-كانت مذبحة الزاوية الحمراء فى يونيه 1981 فال سئ على السادات، فقد رحل بعدها بشهور. وجاءت مذبحة الإسكندرية فى يناير 2011 معلنة قرب رحيل نظام مبارك.
14-جريدة الدستور هى بحق لسان حال الثوار فى أيام الغضب، والكتيبة الشجاعة بقيادة أبراهيم عيسى وضعت المصريين فى الخارج فى أجواء الأنتفاضة لحظة بلحظة.
15- ما اتمناه ليس فقط نهاية نظام مبارك ولكن نهاية نظام يوليو باكمله وتفكيك مؤسساته الأمنية والمخابراتية والفاشية التى آذاقت المصريين العذاب، وبناء مؤسسات عصرية شفافة منضبطة تخضع للقانون وللمساءلة وتصلح لمصر الحديثة
16-وأخير أجمل ما قرأت هذه الأيام هذه الكلمات من من كتاب " إرادة العبودية للفيلسوف لابويتسي
"أيها المساكين التعساء، ايتها الشعوب الغبية، أيتها الأمم البائسة بمحض إرادتها العمياء، عن خيرها، تتركون أرقى عائداتكم تسلب أمامكم، حقولكم تُنهب، منازلكم تُسرق وتُفرغ من أثاثها العتيق، التركة الأبوية. إنكم تعيشون على نحو لا تستطيعون معه القول بأنكم تملكون شيئا، يبدو الآن لفرح عظيم لكم أنكم لا تمسكون سوى نصف أملاككم وعائلاتكم وحياتكم. وكل هذا الضرر، هذا البؤس، هذا الخراب، لا يأتيكم من أعداء، إنما من عدو واحد، هو الذي تكبّرونه إلى هذا الحد، الذين تذهبون من أجله إلى الحرب بشجاعة باسلة، الذي لا تأبون أن تقدموا أنفسكم إلى الموت من أجل عظمته. هذا الذي يحكمكم إلى هذا الحد، ليس لدية سوى عينين أثنتين، يدين اثنين، جسم واحد، أي ليس لديه سوى ما لأحقر فرد من سمان مدنكم التي لا تُحصى. إلا أنّ ما يميزه عنكم هو الامتياز الذي تمنحونه غرض تدميركم. من أين حصل على كل هذه العيون التي يتجسس بها عليكم، إن لم تعطوها إياها بنفسكم؟ كيف يكون له كل هذه الأيدي لضربكم، إن لم يأخذها منكم؟ من أين له هذه الأقدام التي يسحق بها مدنكم، إن لم تكن تلك الأقدام التي هي أقدامكم؟ كيف يمكنه التسلط عليكم إن لم يكن ذلك التسلط تم بواسطتكم؟ كيف يجرؤ الحمل عليكم، إن لم يكن بالتنسيق معكم؟ ماذا يستطيع أن يفعل إن لم تكونوا متواطئين مع السارق الذي ينهبكم، شركاء في جريمة المجرم الذي يقتلكم، وخونة أنفسكم؟ تزرعون ثماركم لكي يتلفها. تفرشون وتملئون منازلكم لتغذية سرقاته، تغذّون بناتكم لكي يجد لذته التي يسكر بها، تربّون أطفالكم لكي يسوقهم في حروبه التي هي أفضل ما يقدمه لكم، لكي يسوقهم إلى المجزرة، لكي يجعلهم وزراء مطامعه، ومنفذي ثأره. إنكم تحطمون أنفسكم بجهدهم، لكي يتنعّم هو بملذّاته. تضعفون أنفسكم لكي تجعلوه أقوى وأصلب؛ للجمكم. على أنه يمكنكم التخلص من كل هذه الإهانات التي ترفضها حتى البهائم ولا تتحملها، إذا ما حاولتم، لا التخلص منها، بل إرادة ذلك. صمموا على الكف عن أن تكونوا عبيدا وها أنتم أحرار. لا أقصد أن تدفعوا به أو تزحزحوه، إنما كفوا فقط عن دعمه وسترونه يهوى ويتكسر بحجم ثقله كتمثال عملاق أُزيحت قاعدته"..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كسر حاجز الخوف
سير جالاهاد ( 2011 / 1 / 28 - 15:06 )
تحياتي علي مقال متزن وجميل وأتني معك أن يتحقق بندك رقم 15 فهو أمنيتي الخاصة وقد لا أبالغ إذ أقول أنني أعتقده أمنية مصر ككل

من أهم مكاسب هذه الثورة أنها نجحت في كسر حاجز الخوف فحتي لو لو توفق هذه المرة في إحداث التغيير المطلوب فلقد مهدت الطريق الي ثورات تصحيحية إذا لزم الأمر

فمصر تعرف معني الآن مغزي مقولة فرانكلين روزوفلت ليس هناك مايخيف الا الخوف ذاته

there is nothing to fear but fear itself

ولكن هناك شيئ واحد علينا كلنا الحذر منه وهو سرقة الثورة بإسم الدين

عندها نكون قد إستبدلنا دكتاتورية عسكرية بأخري دينية أبشع بسنوات ضوئية بكل ما عانت منه مصر

أتمني أن يبقي الدين في الصدور والمعابد


2 - معذرة عن بعض الأخطاء الاملائية
سير جالاهاد ( 2011 / 1 / 28 - 17:03 )
بسب التعجل إرتكبت بعض الاخطاء في تعليقي وهي

في السطر الاول- أنتي - والصحيح أتمني

في السطر الخامس كلمة معني زائدة ولا داعي لها والجملة تصبح- فمصر تعرف الآن مغزي مقولة فرانكلين روزوفلت

في السطر قبل الاخير كتبت-بكل ما عانت -والصحيح هو -من كل ما عانت

فمعذرة


3 - تونس السابقة ومصر اللاحقة وأمنيتنا لسوريا
نبيل السوري ( 2011 / 1 / 29 - 07:40 )
أهم ما ذكرته في مقالك أن بعبع المتأسلمين وأنهم بديل الأنظمة العربية القمعية، قد سقط في تونس، لكن الأهم في مصر، واتضح أن الإخوان طلاب سلطة وسطوة وليسوا بصدد المجازفة في سبيل ما يدّعون أنها مبادىء. الأسوأ هو الفتوى-التفصيل التي أصدرها الأزهر والتي تدل أن المؤسسات الدينية في الوطن العربي موجودة للتدليس للحاكم وتفصيل الفتاوى على مقاس حذائه وأولاده أيضاً. ونرجو أن تتعظ الشعوب العربية حين ترى أنه حتى الطغاة العرب السفلة، وبالرغم من كل تخلفهم وعهرهم، هم متقدمون عن المؤسسات الدينية التي كلها انتهازية وتريد قيادة الشعوب، في حين لايستطيعون التقدم خطوة عن فكرهم القروسطي

أهيب بكتّابنا المتنورين الأفاضل أن يركزوا على نقطة فشل وسقوط فكرة التخويف من الإسلاميين التي زرعتها أنظمة الرعب والقمع كبدائل أسوأ منها وسوّقتها للغرب الذي يدعم كل الطغاة وبدون استثناء (المعتدل والممانع) واستطاعت أن تحافظ على بقائها كنتيجة. وكذلك شرح هذه الحقيقة للغرب والزيف الذي بلعوه وفضلوا الشر الذي يعرفونه أي الطغاة، والذي اتضح أنه رأس كل الشرور

تحياتي


4 - السيد مجدي خليل المحترم
سمير سمان ( 2011 / 1 / 29 - 13:14 )
ما أن قرأت السطر الأول حتى صرخت لوحدي كما صرخت زوجتكم الفاضلة ، ملاحظاتكم قيمة ودقيقة ونتمنى لكل الأنظمة العربية الديكتاتورية السقوط وأولها الليبي ، وأنا من المصدقين أن التخويف من الاسلاميين حيلة لجأ إليها الحكام العرب ليسكت المواطنين على مخازيهم ويقبلوا بالموجود ، الاسلاميون ليسوا بهذه القوة وأحد شيوخ الأزهر أعلن أن المظاهرات حرام شرعاً . شكراً لكم سيدي


5 - على الجميع التصدي للبلطجية والحفاظ على الامن
علي سهيل ( 2011 / 1 / 29 - 18:56 )
كل انسان سياسي عاقل متزن يعرف جيدا بأن من خلال الهبات الجماهيرية والمظاهرات الشعبية الغير موجهة التي لا يسيطر عليها تكون فوضوية وتستغل من قبل المجرمين والبلطجية والحرمية لنهب وتدمير المؤسسات الحكومية ونهب الاموال العامة، وتدمير الامن العام.
الكل مع التغير الديمقراطي عبر الاطر والمؤسسات الديمقراطية وتكون المظاهرات والهبات الجماهيرية تكون داعمة لمطالب الاحزاب والمؤسسات المدنية ومطالب الفئات المظلومة.
ما يحدث في مصر هو تسلق واستغلال المجرمين والبلطجية المظاهرات لاخلال في الامن العام وسرقة ونهب وحرق المؤسسات الحكومية والعامة والخاصة والاعتداء على المواطنين وهذا الوضع إذا استمر يعني تدمير مصر كدولة وتجزيئ وتقسيم مصر إلى دويلات وشوارع يحكمها بلطجية بدون ادنى معيار لحقوق الانسان والامان، وهذا ليس مطلب الجماهير، مطلب الجماهير هو التغير للاصلح والافضل ولحياة كريمة وحرية في الرأي والكلمة، وديمقراطية حقيقية، وكل ذلك يتم من خلال المؤسسات.
في أي دولة ديمقراطية اذا اعتدى المتظاهرين على مؤسسات الدولة او المال العام او الخاص تقوم قوات الامن والشرطه بالقبض على المجرمين وتقديمهم للمحاكمة واقصى العقوبات


6 - صعب عليهم أن يحجبوا شمس الظهيرة
سامي المصري ( 2011 / 1 / 29 - 22:05 )
تعجبت إذ أسمعك تقول - بعض رجال الكنيسة حذروا الأقباط من المشاركة فى أنتفاضة التغيير ويقولون أن عصر مبارك هو أزهى العصور للأقباط، هؤلاء شركاء فى الظلم والإضطهاد الواقع على شعبهم، وعصر مبارك فعلا هو أزهى العصور لهم وليس للشعب-؛
لقد أتى الوقت وهو الآن لكل من تمتع بالعصر المبارك من رجال الكنيسة لكي يقدم حسابا عن مفاسده وسرقاته التي انزلق إليها انتهازا للفرصة، بما في ذلك الكبير المترئس على الكنيسة نفسه؛
ثورة الشباب الأحرار لا يماثلها في التاريخ المصري الحديث سوى ثورة عبد الناصر، والتي يحاول أن يشوهها الخونة من عملاء الوهابية والصهيونية، لكن صعب عليهم أن يحجبوا شمس الظهيرة؛


7 - خير مبارك
يوسف ابراهيم حنا ( 2011 / 2 / 4 - 18:52 )
دائما ارادة الشعوب تغلب سلطة الظالمين وانا زهبت الى المظاهرات رغم تصريح بعض الكهنة بعدم الزهاب وقلت للجميع ن الكنيسة تحكمنى روحيا ولكن لن تحكمنى سياسيا ولكن حتى لانكون ظالمين هناك اصوات كهنوتية ايضا شجعت على المظاهرت والبعض تركها حرية سياسية وليكم الخير الوير اثناء حكم مبارك 1: اعطاء مكان الى الاخوان واستخدامهم للضغط على العالم الخارجى يقبل ديكتاتوريته 2: غياب كامل للقانون البعض يعاقب على فعل والبعض يترك على نفس الفعل 3: استخدم الامن للترهيب والقضاء على المعارضة 4: استخدام البلطجية للقيام باعمال تخريبية ضد فءات معينة واستغلالهم فى الانتخابات 5: اكثر قضايا التعزيب والغياب القسرى تم فى عهد سيادته 6: ترك الحبل على الغارب لخطف الفتيات القبطيات 7 هروب كثيرين من منفزى العمليات ضد الاقباط لبدون عقاب 8: تواطئ الدخلية فى مقتل كثير من الاقباط :

اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل