الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمعة اليتيمة

دينا قدري
(Dina Kadry)

2011 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


اليوم الجمعة 28 يناير يختم به المصريون أخر يوم جمعة في تاريخ استمر ثلاثين عاما من الدمار زامن تولي فيه حسني مبارك حكم مصرغدرا وبقي فيه قسرا وعنوة ,هو التاريخ الأسوأ في حياة المصريين فلم تشهد مصر كل هذا الحجم من الفساد الاداري والقهر والقمع والضياع الخلقي والديني والاجتماعي والاقتصادي ولم يعد للمصري قيمة داخل بلده أو خارجه ولو لم يكف كل ما فعلته حكومة مبارك بشعب مصر فيكفيه أن يحكمه بقانون "الطوارئ" الذي يعد اسمه وحده من المضحكات المبكيات فحق أن يسمى قانون "الثوابت".....
ولا نخفي سرا حين نقول أن الكثيريين ظنوا أن لن تقوم لهذا الشعب قائمة وأنه أصبح يقتات الأهانة والذل لأنه لم يعد يجد ما يقتاته,لكنها الحياة والقوانين الطبيعية التي تثبت دائما أنها الأقوى والأدوم وأن نقطة الثبات هي جزءالجزء من الثانية وها قد تجاوز المصريون تلك النقطة ليخرج الجوع والحرمان والقسوة والنفس المباحة هادرا في وجه الظلم والطغيان ,وما تفعله بطانة السلطان حاليا ما هو إلا "حلاوة روح" يرممون به الجنة التي هوت فوق عروشها والتي غنموا من خيراتها الكثير والكثير بعدما اغتصبوها من أصحابها الشرعيين ,وصالوا وجالوا نهبا وتخريبا وقضوا فيها على الأخضر واليابس ...
ساعات معدودة هي المتبقية في حياة النظام المتهاوي , ساعات معدودة وتصل رسالة المظلومين الى كل الظالمين في كل أنحاء المعمورة قاطبة أحذروا العملاق القادم احذروه فأنتم من خلقتوه ومن أحكمتم فيه القابضة الباطشة , وأعليتم فيه الزئير الهادر , وعلمتموه كيف يحطم أغلال رقه وعبوديته ,فقد أثخنته جراحكم ولم يعد في جسده مكانا لعذاباتكم بعدما حشرجت النفس وبلغت الحلقوم, ساعات معدودة في جمعتكم اليتيمة فاصلة ما بين مجدكم الزائف الذي شوهت عمليات الترقيع والترميم وجهه الممتلئ بالتجاعيد, وبين سقوط القناع وانكشاف المستور, ساعات ويخط الشعب المصري في كتاب التاريخ سطرا أبيضا وسط الأسطر السوداء الذي ملأتم به صفحاته....
هذا هو الدرس الذي لايتعلمه الطغاة أبدا, مهما التصقوا بكراسيهم واحكموا الالتصاق فلن ينجوا مطلقا من حركة الكراسي الدائرة فهي سنة كونية ولو كانوا يقرأون لعلموا أن الحق والعدل والمساواة هي القوانين الأصيلة وأن لها البقاء وما عداها عوارض تزول وتفنى ,لقد دارت العجلة فمن يستطيع إيقافها , ونحن لانرجم الغيب ولكن معول حكمنا أن الساعات لاتعود إلى الوراء أبدا وإن كان درس" تونس "هو الأقرب فالتاريخ قال كلمته من زمن وقصص البطولات فيه شواهد والحرية آتية أتية بيضاء أو حمراء , كما لن تكون غضبة المصريين هي الأخيرة ولكنها دون شك جرس إنذار لباقي الأنظمة , ومن لايقبل مبادئ الحياةوالعدالة وفروضها فعليه أن يحمل عصاه ويرحل ويقنع من الغنيمة بالإياب وإلا ستحل جمعته اليتيمة ....ولات حين مندم......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا