الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجواب عند الشعوب

محمد نفاع

2011 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كم هو صادق المبدأ الجدلي – التراكمات الكمية وتحولها الى تغيرات كيفية، وهذا المبدأ هو شقيق بقية القوانين الجدلية- ومنها: وحدة وصراع الاضداد، الذي هو جوهر الديالكتيك في الفلسفة، تماما كما ان المركزية الدمقراطية هي جوهر التنظيم الحزبي، ونقصد "الحزب من نوع جديد" الذي ارتبط اسمه ومبادئه بلينين، وكذلك القانون الثالث المسمى نفي النفي.
ما حدث ويحدث في تونس مثلا، كان مفاجأة للجميع، لكن لم يكن مفاجأة كما يبدو لقانون التراكمات الكمية.
لقد تميز حكم زين العابدين بن علي بالموالاة التامة للامبريالية الامريكية، وكانت له معاملة خاصة هناك ايضا في طقوس الاستقبال بسبب عمق الصلة بين ابن علي والامبريالية الامريكية. وتميزت فترة حكم الرئيس المخلوع اضافة الى ذلك بالافقار المدقع والبطالة الواسعة، وسياسة كم الافواه والاعتقالات التعسفية، والتعذيب الاجرامي ضد المعتقلين، وسكتت امريكا على كل ذلك رغم ادعائها الكاذب بالدفاع عن الحرية وحقوق الانسان، وهي من اكثر المؤيدين لنظم الارهاب والاضطهاد مثل اسرائيل والعديد من النظم العربية وغيرها. لم يخطط للثورة في تونس، بل قام الشعب المعذب بالثورة ثأرا لكرامته وثأرا لحقوقه المهدورة، وثأرا لفقره، في حين ان زبانية الحكم ظلوا يرفلون في "النعيم" بسبب الاستغلال والفساد، وينقلون ثروة الشعب الى الغرب الرأسمالي الاستعماري.
وقد تحولت الثورة، وحتى بدأت، على قاعدة طبقية سياسية، مع مطلب واضح هو خلع النظام العفن. وها هي الولايات المتحدة اكبر مجرم في العصر الحاضر بحق الشعوب والعمال والسلام، تدّعي بتأييد مطالب الشعب التونسي، لتركب على موجة الاحتجاج، بينما كانت من اكبر المؤيدين للنظام البائد.
الثورة قطعت شوطا هاما، ولكن هنالك من يضع العراقيل، ومحاولة اعادة اقطاب الحكم الذين طُردوا من الباب للعودة من النافذة. وهنالك العديد من المتربّصين بالثورة، والعديد من الوعاظ والناصحين خوفا من انتقال هذه العدوى الى عروشهم.
يبدو اننا في بداية مرحلة جديدة هامة، فما يجري من مظاهرات في جمهورية مصر العربية، وفي الجزائر وفي الاردن لا يجب الاستهانة بها ابدا، وقد يقول الشعب كلمته اليوم او غدا، لكن هذا هو الاتجاه، هذا هو المسار.
هنالك نجاح هام لقوى الرابع عشر من يناير في تونس، وهنالك فشل ذريع لقوى الرابع عشر من آذار في لبنان. ان اية حكومة تقوم في لبنان الآن هي افضل بما لا يقاس من حكومة الشيخ سعد الحريري.
وكل التلويح بالمحكمة الدولية، وسلاح المقاومة، لا يخدم سوى مصالح امريكا واسرائيل والرجعية في المنطقة التي بدأت تدرك ان وجودها على كف عفريت، وحسنا جدا ان بعض القوى التي كانت تنضوي في تيار "المستقبل" استدركت الاخطار المحدقة بلبنان واتخذت مواقف مسؤولة وشجاعة كما فعل السيد وليد جنبلاط.
قلنا في السابق ونكرر اليوم ان مقياس الوطنية الحقة، ومقياس القومية الحقة، هو في مدى النضال ضد الاستعمار الامريكي واسرائيل والرجعية العربية.
إن ما حدث ويحدث في تونس وغيرها، هو بارقة الامل، هو مجرى التاريخ، هو الامل، هو القوة، لا توجد قوة تضاهي قوة الشعب الموحّد حول قضاياه الجوهرية وكرامته الوطنية.
احيانا تكون ولادة الثورة ولادة طبيعية، واحيانا ولادة قيصرية، بحسب الظرف ودور العامل الذاتي ومدى وعيه وتماسكه ووحدته.
كل ما يغضب امريكا واسرائيل هو جيد، ولذلك ننظر بايجاب كبير الى كل من يقاوم الاحتلال الاسرائيلي الامريكي والاطلسي في فلسطين، ولبنان والعراق وافغانستان. وما اصدق القول: مع كل اضطهاد مقاومة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قومجي لا يمكن اصلاحه
يعقوب ابراهامي ( 2011 / 1 / 28 - 12:20 )
انتبهوا الى الجملة التالية التي تفتق عنها ذهن صديق حزب الله: (ان مقياس الوطنية الحقة، ومقياس القومية الحقة، هو في مدى النضال ضد الاستعمار الامريكي واسرائيل والرجعية العربية.)
انتبهتم الى الحيلة؟ الأستعمار الأمريكي، الرجعية العربية، ولكن اسرائيل وليس الرجعية الأسرائيلية أو الأحتلال الأسرائيلي

اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها