الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الادارة الامريكية لا تنحاز للتحول الديمقراطي في مصر

تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)

2011 / 1 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ليس في مصر وحدها ، انما الادارة الامريكية تعارض كل تحول من نظام دكتاتوري استبدادي الى نظام ديمقراطي نيابي قائم على اسس احترام الحريات والحقوق الاساسية اذا كان الحاكم الدكتاتور داجنا امريكيا ، لهذا لم نفاجئ ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما عندما قالت انها لا تنحاز الى شعب مصر ، بينما كان يفترض بها ووفق ادعائاتها بانها تعمل لنشر الديمقراطية في الشرق الاوسط ، ان تعلن تضامنها مع مطاليب الشعب المصري وان تدعو الحكومة المصرية الى الكف عن ممارسة القمع والقهر ضد شعبها الذي خرج في حركة جماهيرية واسعة للتعبير سلميا عن رأيه تجاه حكامه ومطالبته لهم بالغاء قوانين الطوارئ وانهاء الحكم الاستبدادي ورحيله ، بل كان عليها ان تتخذ الموقف نفسه عندما تحركت شعوب اوربا الشرقية ودعت الحكام فيها الى الرحيل والاذعان لارادة شعوبهم .
امام حركة شعب مصر المتواصلة منذ ايام والتي توهجت يوم جمعة الغضب وبلغت ذروتها ، لا تصدر عن الادارة الامريكية الا تصريحات خجولة ومبطنة وغامضة قد تخدم مصالح النظام المصري الذي يعبر بكل الاشكال عن توحشه في مواجهة الحركة الاحتجاجية لشباب مصر الباحثين عن حريتهم وكرامتهم وحقوقهم .
لا شك ان الحكام المستبدين في الدول العربية والاسلامية قد صوروا الوضع السياسي في بلدانهم بشكل مغاير للواقع ، انهم يحاولون اخافة امريكا بان البديل الوحيد عن حكوماتهم الاستبدادية الفاسدة هو حكومة اسلامية متطرفة وربما ارهابية ، بينما لا نشهد في الحركات الجماهيرية في تونس ومصر واليمن والسودان الا تأثيرا محدودا لبعض الاحزاب الاسلامية المعتدلة والتي لا تتضمن برامجها السياسية معاداة الديمقراطية او عدم احترامها لحقوق الانسان ، اغلب عناصر هذه الحركات تتشكل من الشباب الغاضب على الحاكم الفرد ونظامه القمعي في محاولة منهم لاستعادة حريتهم وحقوقهم وكرامتهم وانسانيتهم . لقد جرد الحاكم الفرد ، المواطن في الكثير من الدول الاسلامية من ماهيته كانسان وجعله معبودا ضعيفا وذليلا خاضعا يواجه نصف اله ، ومن الطبيعي ان تتحرك قوة وطاقة الشباب للتحرر واستعادة انسانيته وحقه في المواطنة . هذه الناحية لا تستوعبها السياسة الامريكية وربما حتى العقلية الامريكية لذلك كلما قامت حركة احتجاجية في بلد اسلامي تتحدث امريكا عن الاصلاحات الاقتصادية ومكافحة الجوع والبطالة في سعي منها لانقاذ الحاكم المستبد الذي يشكل بنظرها سدا يمنع وصول الاسلام المتطرف الى السلطة ، وهكذا تخسر الولايات المتحدة نفوذها وحتى احترامها يوما بعد يوم في العالم الاسلامي لانها تدعم الانظمة الاستبدادية ولا تفهم الاوضاع السياسية وطموح الشباب الاسلامي في الحرية والديمقراطية وبناء دول عصرية حضارية وحتى دول علمانية تتفاعل مع المجتمع الدولي وتساهم في التنمية الاقتصادية والبشرية .
مهما يكن ، الحراك الجماهيري الشعبي الذي اندلع في تونس وتولد منها مثيلاتها اليوم في مصر واليمن وربما غدا هنا وهناك ، اظهر ان الشعوب العربية ومعها الشعوب الاسلامية ليست شعوبا عقيمة تقبل الخنوع والذل وتقدس حكامها كما كانت تتهم سابقا ، واظهر ان الشعوب قادرة على النهوض وكسب معركة الكرامة والحرية من غير دعم او مساندة خارجية وحتى خارج اطار التنظيمات السياسية ، وكشف ايضا ان ادعاء الحكام بان الاسلام السياسي المتطرف هو البديل عنهم قول باطل ومخادع وان خشية الولايات المتحدة وتقييمها لاوضاع البلدان الاسلامية لا ينبع من تصورات واقعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الموقف الامريكي من الانتفاضة الشعبية في مصر
سهاد بابان ( 2011 / 1 / 29 - 03:48 )
من الواضح للعيان أن الموقف الامريكي متأرجح ما بين التأييد السلبي لنظام حكم حسني مبارك و الظهور بمظهر الحياد بما يخص الموقف الجماهير المصرية الداعية للتغير. وحث النظام المصري و بأسلوب التوصيه و أسداء النصح ألأخوي, للقيام ببعض الاجراءات الاصلاحية لترضية القطاعات الجماهيرية المتضررة و الغاضبة من الصعوبات المعيشية التي تواجهها في حياتها اليومية.
ولكن يتضح و بحصول التطورات المستمرة و مع تصاعد و اتساع ثقل قوى المعارضة السياسية المصرية في الوسط الجماهير و ما تبعه من تطورات تتعلق بأقالة الحكومة المصرية و الدعوة لتشكيل حكومة بديلة من المتوقع أن تكون حكومة طواريء هدفها أدارة البلاد ضمن مرحلة أنتقالية سوف يلعب فيها الجنرالات المصريين الدور الاكبر فيها , كل ذلك سوف يحرج الموقف الامريكي كثيرا في الاوساط الدولية و كواليس السياسة العالمية و على الاكثر سوف يدفع الساسة الاميركان لتغيير موقفهم و اللجوء الى البديل الآخر الذي قد يحفظ لهم ماء الوجه في منطقة الشرق الاوسط.

اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل