الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها الضابط الصغير ، هل فكرت في مصيرك ؟

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 1 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


جيمي مبارك - الشهير بجمال مبارك - و بعض أفراد أسرة مبارك ، في بريطانيا ، كما تردد في بعض وسائل الإعلام ، و ذلك بعد تفجر ثورة الغضب ، و هو إن لم يكن في بريطانيا بالفعل ، فهو يعرف إلى أين سيفر ، و كيف سيهرب ، عند فقدانه الأمل ، ففي ظروف كهذه بالتأكيد يظل في مقر إقامته أكثر من مروحية قادرة على نقله إلى أحد المطارات السرية ، ومنها إلى خارج مصر .
حسني يعرف أيضا ماذا سيفعل قبل الوصول إلى الجحيم الأبدي ، فهو سيخوض معركة شخصية حامية إلى أخر لحظة ضد الشعب المصري ، و في النهاية إما سيسقط في يد الشعب المصري ، حيا ، و هذا ما أتمناه ، أو ميتا ، و ذلك ما لا أرجوه ، أو سيلحق ببن علي .
كبار أعضاء العصابة ، من الوزراء ، و كبار أعضاء الحزب الوطني ، و معظم كبار رجال الأعمال المنضوين تحت لواء أسرة مبارك ، و الذين في معظمهم ليسوا إلا أقنعة تدير أموال أسرة مبارك ، لدى الكثير منهم جوازات سفر أجنبية ، و في بعض الحالات لدى الفرد منهم أكثر من جواز سفر أجنبي ، بجانب جوازات السفر المصرية المزورة الهوية ، و سيحاولون الهرب إلى الدول التي حصلوا على جنسياتها .
أما أنت ، يا ضابط الشرطة الصغير ، أو المتوسط ، يا من تعمل في أحد الأجهزة القمعية التابعة لنظام آل مبارك ، هل فكرت في مستقبلك ، في مصيرك ؟؟؟
هل حدث ، و قبل أن تصدر الأوامر إلى الجنود الذين تحت إمرتك ، بإستعمال القوة المفرطة - و هو تعبير مخفف لما يحدث من بشاعات على يد جهاز أمن أسرة مبارك المركزي في أيام الغضب هذه - أن جلست مع نفسك لتفكر في مستقبلك عندما يسقط نظام آل مبارك الخبيث ، الذي تعد أنت ، و بقية رفاقك من فيلق ضباط الشرطة - أحد مخالبه ؟؟؟
هل تدبرت أمر نفسك عندما ينتهي الشعب المصري من أمر الطاغية ، و يلقى القبض على من تصل إليه يد العدالة المصرية الحقيقية من كبار أركان النظام الفاسد المنهار ، و يهرب من يستطيع أن يهرب ؟
إن كنت لم تفكر للأن ، و لم تقف وقفة ذاتية ، لتناقش تلك المسألة الشخصية الهامة ، و الملحة ، مع نفسك ، و مع أفراد أسرتك ، و مع رفاقك من فيلق ضباط أجهزة القمع التابعة لأسرة مبارك ، فأنت على خطأ كبير ، و لكن الوقت لم يفت بعد ، و إن كنت ألومك على تأخرك ، لأنه إذا لم يكن في ثورة تونس الكفاية لتنبيهك ، فقد كان في الخامس و العشرين من يناير 2011 ، يوم الغضب ، و ما تلاه من عواصف الغضب ، الكفاية لإيقاظك ، و رفع الغمة عن عقلك .
لسنوات كان حديث حزب كل مصر عن الثورة الشعبية السلمية التي تطيح بالنظام يقابل من الأجهزة الأمنية التابعة لآل مبارك بالسخرية ، و القهقهة ، و الأن لم يعد هناك حديث ، بل أفعال ، و أعمال ، يشارك فيها المواطنين المصريين من كل أطياف الشعب المصري .
إذا الأن هو وقت التفكير ، و التفكير الحاسم السريع ، لو كنت تعقل .
لا أعتقد إنك أحمق ، أو غبي ، لتظن أنك تستطيع الهرب إلى خارج مصر ، كما فعل جيمي ، أو كما يخطط ، إن كان لم يهرب بعد ، و كما يخطط كبار أركان نظام أسرة مبارك ، من السياسيين ، و الماليين .
دول الإتحاد الأوروبي لا تقبل أمثالك ، ليس لأنها مبدئية ، و لكن لأنها إنتقائية بدرجة كبيرة في قبولها لطلبات اللجوء ، و أنا هنا أتكلم عن خبرة كبيرة ، فقد تقدمت الصيف الماضي ، 2010 ، بطلبات لجوء سياسي إلى أكثر من دولة أوروبية ، مشهود لها إسما بالسمعة الطيبة في هذا الشأن ، و لكن لم يلق طلبي قبولا واحداً ، رغم برهنتي على نشاطي السياسي المعارض ، و الأخطار التي أتعرض لها في رومانيا ، و إضطهاد جهاز الإستخبارات الروماني لي ، و تعاون ذلك الجهاز مع إستخبارات نظام آل مبارك ، بمستوى يثير الدهشة حقا ، و قد ذكرت ذلك بشكل عابر في مقال : السفر بدون جواز سفر .
أما آل سعود فهم لا يستضيفون أمثالك أيضا ، فأنت في أنظارهم لست سوى مرتزق ينال أجر شهري ، و بعض الحوافز المادية بين حين ، و أخر ، و قد نلت أجرك بالفعل من النظام الذي خدمته ، و هم ليسوا بحاجة لخدماتك لأن لديهم مرتزقتهم المحليين من أمثالك .
إنك ستبقى في مصر .
ستبقى مع الشعب الذي تقف الأن ضد إرادته ، و أنت على وعي تام ، و لك كامل الحرية في الإختيار .
مصيرك إذا ، في زمن ما بعد عهد الإستبداد سيكون في يد الشعب الذي تحاربه هذه الأيام ، و لطالما حاربته من قبل طوال سنوات خدمتك لأسرة آل مبارك .
بالتأكيد لن يكون مصير مشرق ، و بالتأكيد أيضا لن يكون غير عادل ، لأننا شعب متحضر ، يعرف العدالة ، و يطبقها عندما يمسك بزمام أمره .
إذا الأن ، أيها الضابط الصغير ، أو المتوسط ، في وقت التفكير الحاسم السريع ، لإتخاذ قرارك الشخصي الفاصل ، لا يوجد أمامك سوى سؤال واحد قصير حاسم ، سيحدد مستقبلك ، أو مصيرك : لمن ستنضم ؟؟؟
للشعب المصري ، لتكفر بذلك عن تاريخك المهني المشين ، و ربما الدموي ، أم ستبقى على ولائك لمبارك ، يخوض بك ، و بأمثالك من الضباط الصغار ، و المتوسطين ، معركته ضد الشعب المصري حتى أخر لحظه في عمر نظامه ، ثم يتركك ورائه ، ليهرب إلى ملاذ آمن ، كما فعل أكثر من طاغية مخلوع ، أو ليذهب إلى الجحيم بسرعة ، كما كان مصير بعض الطغاة ؟؟؟
فكر ، و لا تتأخر علينا في الرد ، فلا توبة ستقبل عندما تبدأ أبراج القلعة في السقوط .

المنفى القسري : بوخارست - رومانيا

28-01-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت