الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ٱلنهوض ٱلكبير للروح

سمير إبراهيم خليل حسن

2011 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


نفخ ٱللّه من روحه فى ٱلبشر ليخلف بأسمآئه ٱلحسنى ومنها ٱلحىّ ٱلقيّوم ٱلعليم ٱلقوى ٱلعزيز ٱلقهّار. وكان ٱلبشر يقوم بٱلروح فىۤ أطوار من تاريخه ليظهر أنّ مَن كان وحشا يفسد فى ٱلأرض ويسفك ٱلدِّمآء صار إنس يسعى بما فيه من روح ٱللّه ليقوم ويكمل إنسه بٱلنظر وٱلعلم حتّى يحمل ٱسم ٱلمثل "عيسى" إنسان.
ونرى ٱليوم مثلا عن هذا ٱلإنسان يقوم فى تونس يكسّر طبقات متكلّسة وضعها طاغوت يرى فيمن نُفخ فيه من روح ٱللّه قطيعَ أنعامٍ عليه أن يطيع راعٍ ليس له من ٱلعلم إلا ٱلضرب بمزمار ومخاطبة لكلب.
وما حدث ويحدث فى تونس يبيّن فعل ٱلروح. فإنسانها يكسّر ٱلطبقات ٱلمتكلسة عن نفسه. ويخرج من قلبه ٱلخوف ٱلذى حرص ٱلطاغوت عليه. فقد هيمن على ٱلتعليم فى مدارسه. وبطش بكلِّ مَن قام يحتجّ عليه. وكفر على جميع وسآئل ٱلمعرفة وٱلعلم وٱلاتصال. وكلّ ذلك ليبقى ٱلشعب جاهلا أعمى عمَّا فى نفسه من قوّة ٱللّه.
لقد غفل ٱلطاغوت عن جهله وظلم نفسه فلم يعلم أنّ ٱللّه قوىّ عزيز قهّار. وأنّ "مِن روحه" ٱلذى يكسّر طبقات ٱلتكلّس عن نفسه ويخرج من قلبه ٱلخوف قوىّ عزيز لا يقهر.

فى مقال سابق حمل عنان "قيام ٱلإنسان يبدأ فى تونس" رأيت أن ما حدث فى تونس هو بداية لقيام ٱلإنسان معلنا عن حكمه لنفسه بعهد وميثاق لا يحدّ من قيامه وعلوّ إنسانيته. ولم أكن أنتظر ٱنتشار هذا ٱلحدث خارج تونس قبل كماله فيها. وها هو ينتشر فى ٱليمن وفى مصر. ومنذ أربعة أيام بلغ نهوض ٱلإنسان فى مصر حدًّا يذهل جميع ٱلمراقبين. فٱلحدث فى مصر تطور فىۤ أربعة أيام وقطع ما قطعه فى تونس خلال فترة شهر ونصف. وكأن ٱلإنسان ٱلمصرى لا يريد أن يسبقه أحد بإعلان إنسانيته وحاجتها لحكم إنسان.

لقد سبق وسخر ممثل للطاغوت ٱلجاهل فى مصر من تأثير ما حدث فى تونس على ٱلمصريين فقال: (أن أنتقال أحداث تونس إلى مصر كلام فارغ!!). مبيِّنا كيف يرى طاغوت مصر ٱلمصريين. فهو يظنّ أن شعب مصر قطيع أنعام يطيع راعيه وليس إنسانا فيه من روح ٱلقوى ٱلعزيز ٱلقهّار يفعل ما يريد. وهو ٱليوم لا يدرى ماذا يفعل بعد أن رأىۤ إنسان مصر ينهض بقوّة وعزّ ويقول للطاغوت "كفى".. "ٱرحل".. أنت موميآء ميّت ونحن أحيآء فينا من روح ٱلحىِّ ٱلقيوم نقوم ولن نترك ميّتًا وحزب أموات يتحكمون بحياتنا ومسئولية كلٍّ منَّا عنها.

ليس للموميآء نظر لترى ماذا يحدث فى تونس وماذا يحدث فى مصر. وهى لا تفهم أنّ مكانها هو ٱلقبر وليس رأس ٱلسلطة لمجتمع إنسان حىٍّ ينهض بما فيه من قوّة ٱللّه ليدكّ عروش موتى تشرب دمآء أحيآء لتبقى.
ولأنّ ٱلميِّت لا يرى كفره على جميع وسآئل ٱلرأى. ولم يكن يعلم أنّ أبنآء تونس ومصر أحيآء يبحثون عن خروج من سجن طاغوت مظلم. وقد وجدوا فى ٱلانترنيت وسيلة للتواصل وتبادل ٱلأرآء فى كيف يكون ٱلخروج. وبهذه ٱلوسيلة كسروا جدران ٱلكفر جميعها وتعرفوا على ما يفعله ٱلطاغوت بهم من ذلٍّ وقهر وفقر وعمى. وقد أفلح ٱلتونسيون وٱلمصريون فى خروجهم من ٱلسجن وفى قيامهم.
وأقول لإنسان مصر إنّك ٱلأن تحتلّ جميع محطات ٱلتلفزيون. وأن ٱلجميع مذهول من قيامك وعلوِّ مسئوليتك وأنت تسير فى شوارع بلادك تطلب بعزم رحيل سلطة موتىۤ أماتوا كلَّ حياة فى مصر. وأنّ ٱلجميع مذهول من إحاطتك للمؤسسات تحميها من أعمال جماعات تسىء لمسيرتك ٱلعظيمة. فلا تغفل عمّا تفعله ولا تغفل عن مسئوليتك وسينصرك ٱللّه بما فيك من روحه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بارك الله فيك
ريان عبد الله ( 2011 / 1 / 30 - 05:42 )
بارك الله في شخصك وفي روحك استاذ سمير ونتمنى أن تتفعل وتتنزل الروح في كل إنسان وفي كل مكان
ونتمنى لو تستطيع أن تشرح لنا كيفية المساعدة على تفعيل وتنشيط الروح في الإنسان
تحية طيبة


2 - أرجو لهذا الانسان أن يواصل قيامه
سيّد بن جعفر ( 2011 / 1 / 30 - 22:40 )
تحية كبيرة لك أستاذ سمير, واضح أنك تنصر قيام هذا الانسان في تونس وفي مصر وفي كل مكان. وأرجو لك طول العمر ودوام النصح والبيان.
الأخ ريان عبدالله
أحييك على ما قلته, وبالإذن من الاستاذ سمير, أجيب على ما سألت عنه, بما فهمته من متابعتي لما يكتبه الاستاذ, فما فينا من روح يفعّل بطرد كل فكرة أو عمل أو صفة ليس من أفعال وصفات أسماء الله الحسنى, وقد بدأ الاستاذ المقال بالتذكير بأسماء حسنى تتعلق بما يحدث في تونس ومصر (ٱلحىّ ٱلقيّوم ٱلعليم ٱلقوى ٱلعزيز ٱلقهّار), ومن أقوال الاستاذ في هذه المسألة, أنّ اسماء ضعيف وجاهل وخائف ليست من أسماء الله, وعندما تكون هذه الاسماء هي ما نحن عليه, لا يكون ما فينا من روح مفعّل وحسب, بل يكون المفعّل هو منهاج إبليس.

اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث