الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في كل يوم لدينا ثورة !!

دينا الطائي

2011 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


في كل يوم لدينا ثورة !!
في كل يوم لدينا ثورة !!

ممكن أن نستشف من ألأحداث التي تتوالى علينا .. أن فكرة التغيير الثوري ليست بجديدة علينا .. لقد احترقت أمتنا على فوهات مدافع الاستعمار العسكري منتصف القرن العشرين، ثم احترقت في وجه الاستعمار السياسي وبربرية الحضارة مطلع القرن الواحد والعشرين، وها هي اليوم تحترق في وجه الاستبداد الذي يعدّ وريث الاستعمار ومُخلِّد ذكراه.. فالاحتراق في أمتنا المكلومة في كرامتها لم يبدأ الشهر الماضي، بل بدأ مع حركات التحرر منتصف القرن العشرين، وما نراه اليوم هو تحوّل عملية الاحتراق الذاتي إلى ثورة على الظلم الداخلي .
مالتغيير الثوري ؟!
باستطاعتي أن أقول .. إنها عملية صنع حالة مناهضة ومضادة لإشكالية حالة كانت قائمة .. أي عملية صنع غد مناهض ومضاد لإشكالية أي استبداد وقمع وتخلف وجهل ومرض وفقر .. ولا يمكن أن تخلق حالة التغيير أو التحول إلا إذا وجد الإنسان الذي بإمكانه أن يمثل خلاصة الظلم والقهر والفقر والمرض ,, وبذلك يكون خلق وعيا وإدراكا مناهضا ومضادا ورافضا لأي ظلم واستبداد وإرهاب بشتى أنواعه ..
وهناك ثلاث محاور بإمكانها أن تعرقل أي عملية تغيير :-
أولا .. القهر والنزاعات التي تمارسها العصبيات القومية والدينية والمذهبية ضد الأشخاص الذين قد يخرجون عنهم لإيمانهم بضرورة التغيير والذي قد يكون مصيرهم التنكيل وحتى القتل .
ثانيا .. الجهل والمرض والأمية التي لا تخدم التغيير لأنها قد تتيح للبعض أن يزايد ويطلقوا العنان لمحدودية أفقهم في تشويه عملية التغيير .
ثالثا .. الممارسات الهمجية والدموية التي تمارسها الفئات المتضررة من أي عملية تغيير .. ولعل أكثر ما يعيق التغيير هو إغتراب المواطن عن هموم وطنه وفصل نفسها عنها .
لذا لابد علينا أن نكون بمستوى ما ينتظر منا .. أي نكون عناصر تغيير جذري في عملية خلق التحول وصنع الغد وحمايته .. أي يجب علينا تحمل المسؤولية في خلق التحول .. ولعل الشر الأول الذي يجب ان نحاربه اليوم هو الجهل .. ومحدودية الأفق .. لنستطيع بعدئذ أن نقوم بالتغييرات الأخرى .. فليس من المعقول أو المقبول أن لا نأخذ الشخص المؤمن بالتغيير والتحول الثوري الديمقراطي موقفه الطليعي في عملية الخلق .. وخصوصا إذا كان الشخص قادرا على التحليل والاستنتاج واستنباط الحلول الأكثر ملائمة واستيعاب لحركة المجتمع الذي هو الجزء المغير فيه .. أي لابد ان يصطف في خندق التغيير وليس عليه الابتعاد لنحكم على أنفسنا وعلى عملية التغيير بأجمعها بالتلاشي والضياع .
فهناك أسس ومعايير يجب أن نحتكم اليها والتي تمثل منعطفات نحو التغيير ولعل وجود الإرادة الشعبية والسياسية كعنصر أساسي بالإضافة الى القدرة الذاتية والأيمان بحتمية التغيير .. ستساعدنا في ن نضع أنفسنا على أول خطوة نحو الغاية المراد تحقيقها .
وهناك عدة نقاط قد تساعدنا في بلورة فكرة التغيير لدينا ..
أولا .. تنمية المهارات والقدرات والتفكير الاستراتيجي لدى قادة التغيير .. من خلال القدرة على استشراف المستقبل واستشعار البيئة المحيطة بكل متغيراتها والقدرة على تكوين الرؤى وصياغة الأهداف الإستراتيجية والقدرة على اتخاذ القرارات ومتابعة تطبيقها ونتائج التطبيق.
ثانيا .. وضع عنصر التأهيل والتدريب لقيادة العملية .. ومع التأكيد على نظام الفريق الواحد كأساس من أسس نجاح أي عملية .
ثالثا .. توفير الدعم الشعبي و السياسي الذي يعتبر مطلبا أساسيا لنجاح أي عملية ثورية .
رابعا .. ترسيخ ونشر ثقافة التغيير والتطوير .. وتوسيع المشاركة عن طريق توعية الشعوب وتعبئتها لخلق التحول .
وأخيرا نقول ..
لو كانت شعوبنا على قدر من الوعي والبصيرة السياسية صبيحة رحيل الاستعمار، لكانت أدركت أن الحرية من الاستبداد صنوٌ للتحرر من الاستعمار، وأن الشرعية السياسية لا تُكتسب تلقائيا، وإنما تُمنح من الشعب تصريحا لا تلميحا، دون لبس ولا مجاز.. وسيظل وهَج هذا الحريق وضاء حتى تضمن أمتنا لنفسها البقاء والعزة والكرامة.. وليس مطلوبا أن يحرق شبابنا أنفسهم، فذلك ظلم لأنفسهم ولنا، بل أن يحرقوا عروش الظلم والاستبداد والفساد.
ختاما .. طوبى للشعوب الغيورة .. طوبى لكل الثوار .. ولكل الشرفاء .. عهد الخنوع والذل قد ولى .. والثورات ستضرب كل الأنظمة الطاغية دون هوادة .. حي على التغيير .. حي على التغيير ...

30 يناير 2011
دينا الطائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد اجهضوا الاحلام !!!!
علي فهد ( 2011 / 1 / 29 - 14:52 )
النقاط الاربعة التي خلصت اليها في امكانية بلورة فكرة التغيير هي جوهر الفكرة فعلا لكن النقطة الاولى هي العلة في اجهاظ النهوض الذي نحتاجه وقد اثبتت التجربة في اكثر من مرة بان الاصل في النجاح والفشل هو نوعية المتصدرين للمشهد فهم لايستوعبون ان مواقعهم تفرض استحقاقات دقيقة لكي يبقوا فيها وان لم تتحقق فان الاصطفافات ستتغير لان القياس على الهياكل المرتبة بشكل شخصي لاتنفع حين يبدء التدفق وسيكون تخلفهم عائقا للاستمرار وقد كانت امهات احلامنا نماذجا للاجهاض لان القيادات لم تستوعب الدروس ولم تكن اصلا واعية لماسيحدث بعد حين فكيف تكون واعية لماسيحدث مستقبلا !!!!
تقبلي خالص الاحترام

اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و