الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل فهم الرئيس ما يريده المصريون؟

طارق قديس

2011 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


بعد يوم عاصف من الانتفاضة الشعبية في مصر، حيث جابت الجماهير الشوارع في السويس، وكوم امبو، و الجيزة، وغيرها من المدن المصرية، بحثاً عن الحرية المتمثلة بالمطالبة برحيل الرئيس المصري عن منصبه ، وبعد اشباكات هنا وهنالك، وقيام المتظاهرين بحرق المقر الرئيسي للحزب الحاكم، وبعد صمت مطبق من قبل النظام المصري على ما حصل ، خرج الرئيس بخطاب إنشائي بعد منتصف الليل، لم يكن على مستوى طموحات المتظاهرين، ليثبت من خلاله أن السلطة في مصر بوادٍ والشعب بوادٍ آخر .. فقد خرج ليقول أنه قد طلب من الحكومة تقديم استقالتها اليوم لتتشكل حكومة جديدة اعتباراً من يوم السبت الموافق 29/01/2011 ، وكأن الحكومة الحالية هي سبب التظاهر، وليست مجرد ألعوبة بيد الرئيس نفسه.

لقد خرج الرئيس بخطاب يثبت لنا مدى حرصه على البقاء في السلطة، ومدى استماته للحفاظ على الكرسي الذي يقعد فوقه .. وأنه لن يتنازل بسهولة عما حققه من مكاسب طيلة 30 عاماً متواصلة.

يبدو أن الرئيس يريد أن يثبت لشعبه أن المشهد في مصر لا يشبه البتة المشهد في تونس، وأن ما حدث مع الرئيس زين العابدين بن علي لن يتكرر معه، إلا أن الحقيقة تثبت بالدليل والبرهان أن الرئيس التونسي حينما خرج قبل يوم من هروبه على شاشات التلفزيون ليقول لشعبه (أنا فهمتكم) قد كان واعياً تمام الوعي لمطالب الجماهير بأنهم لم يعودوا راغبين به رئيساً ، فقام على جناح السرعة بترك كل شيء وغادر تونس إلى غير رجعة، فيما الرئيس المصري لم يفهم شعبه، فشعبه يطلب منه الرحيل بينما هو يريد البقاء .. شعبه يريد أن يقلب صفحة الماضي ، وهو يريد للماضي أن يصبح المستقبل .. شعبه يريد أن يعيد لمصر هيبتها عربياً ودولياً ، وهو يريد لمصر أن تبقى بلا هيبة بعد أن أخرجها من دفاتر التاريخ.

ربما يقول أحدهم أن الرئيس قد فهم شعبه لكنه لا يريد أن يطاوعه في ما يريد ، وهنا أقول أنه عندئذ تصبح خطيئة الرئيس أعظم لأن الرئيس هو رئيس الجميع وعليه أن يطيع شعبه وإرادته، لا أن يقف في وجهه تلبية لمصالحه الخاصة.

لذا فالأفضل أن نقول بأن الرئيس لم يفهم شعبه حتى لا تتعقد الأمور، وأن نتمنى بأن يفهمه يوماً، أن يفهمه قبل أن تأتي ساعة، تشتعل فيها الأمور أكثر مما هي عليه الآن، ربما يجد حينها الرئيس نفسه مجبراً على أن يفهم مطالب شعبه بالقوة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2011 / 1 / 29 - 04:33 )
أخي طارق المحترم تحية لك وصباح التغيير القادم . الحاكم فهم الرسالة بيد أنها حالة النزع الأخير ، والبقاء للشعوب والحب والورد ولثقافة المساواة والديمقراطية .أما العنف فهو سلاح الأنظمة الجبانة مع التحية لك

اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24