الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المترفون والتنظير في الشان العراقي

ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)

2004 / 10 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


يصر منظرو الترف الاوربي والأمريكي وهم مجموعة تعيش في بحبوحة (التقاعد) أو) رواتب العمل في مؤسسات ألغرب ) ويتيح لهم الوقت أن يكتبوا في كل مجالات القضية العراقية والتي تصبح غالبا ضحية لتنظيراتهم البائسة ، يكتب أحدهم ( أن جماعة مقتدى الصدر لصوص ورعاع....الخ ) متناسيا أن أي تجمع هو جزء من المجتمع وبالتالي فهي تضم الجيد والسيء ، وأنه لاتوجد جماعة ملائكة في العالم كله ، فكيف بالعراق الذي حكمه طاغية دكتاتور لثلاثة عقود من الزمن شوه خلالها كل الصور الجميلة في الحياة العراقية ،ثم سقط على يد قوة عسكرية احترف أصحابها وموجهوها تصدير ( الرشوة والفساد ) يضاف إلى ذلك أنهم بنوا معركتهم مع حليفهم الذي ساندوه ودعموا سياساته لسنوات طويلة على الكذب ، واذا كان بين جماعة مقتدى ( لصوص ورعاع(كما يقولون فإن أحزاب العراق الأخرى لاتخلوا من نماذج أكثر سوءا ، وخاصة تلك التي صنعها ( العامل الخارجي ) خلال السنوات التي تلت حرب الخليج لثانية ، فهناك ( لصوص التمويل الخارجي ) و( مهربو الآثار أيام السقوط ألاولى ) و ( المرتشون الجدد ) وأخيرا
( القومسيونجية ) الذين انتشروا في وزارات الدولة التي تتفكك بالرشوة والفساد ، ولكن هذا المترف لايرى من برجه العاجي سوى ألفقراء ليصفهم ب (اللصوص والرعاع ) فهم السبب في كل ماجرى من خراب ، ومن تأخير في عمليات البناء التي ستدر الملايين على جيوب من لايراهم (منظرنا الهمام ) ولايتعب نفسه بمتابعة أخبارهم في صحافة الغرب نفسه فالهدف هو الكتابة وليس التدقيق قبلها.
( ملحوظة أنا لست من أنصار مقتدى ولا أي رجل دين آخر )
يكتب آخر ليصور العراق واحة للديمقراطية بعد سقوط صدام حسين ( كان يمكن أن تكون كذلك فعلا لولا السياسات الأمريكية التي تلت الاحتلال ) والتي استهدفت تدمير كل شيء لأهداف وغايات باتت معروفة ولو أردنا أن نعدد الشواهد، ومن المصادر الغربية نفسها، لاحتجنا إلى صفحات وأيام ولتلقينا ردودا من هذا المترف وغيره تتهمنا بأننا من أنصار نظرية المؤامرة ومن غير المؤمنين بـ ( الحداثة والليبرالية الجديدة ) ولكن ألا يشيرذلك الذي جرى إلى مؤامرة فعلا؟ لماذا تركت حدود البلد مفتوحة لكل من هب ودب ليتحول العراق إلى ساحة للارهاب ؟ من جاء بأصحاب العمائم إلى مجلس الحكم فأثار شهية كل من لبس العمامة، شيعية أم سنية للسلطة ؟ من أصدر قرار حل الجيش العراقي وهل كل الجيش كان صداميا ؟ لماذا حلت قوات حرس الحدود ضمن ذلك القرار وتركت الحدود مفتوحة ؟ كيف سرقت الموجودات الثابتة للعشرات من أهم المصانع والمنشآت وهربت إلى دول الجوار ؟ لاشك بأن منظرو الترف الذين يحرصون على عدم إغضاب مرجعيتهم أ لجديدة سيقولون إنها أخطاء !! وإننا معشر( المتخلفين المتمسكين بالثوابت الوطنية مازلنا نعيش أسرى قضية المؤامرة ).
يكتب مترف آخر فيقول إن الإرهاب لاعلاقة له بالفقر أو بالاحتلال، كما أنه ليس مشكلة أمريكية وأن سببه هو رجال الدين المسلمون، معتدلين وغير معتدلين، ثم يخترع ( الليفة )، كما يقول البغاددة، ليقدم لنا الدليل وهو أن أسامة بن لادن مهندس وخريج إنكلترا ومليونير وأن أيمن الظواهري دكتور والذين نفذوا جرائم التفجيرات في الحادي عشر من سبتمبر طلاب دراسات عليا ومن أسر ميسورة وهكذا يحل أعقد قضية تواجه العالم ، ولأن للعمر أحكامه سنذكر (المترف المتنعم ) أن أسامة بن لادن صناعة أمريكية هو وجماعته وهذا الاستنتاج لايحتاج الى عقل كبير ليكتشفه وأنه ليس نتاج إيمان بنظرية المؤامرة (فعندما أذن بريجنسكي للجهاد في أفغانستان كان هؤلاء أول المصلين وراءه)، وبجهد بسيط ومتابعة موضوعية سيرى أن الذي التحق بالجهاد الأمريكي ضد دولة الكفر في أفغانستان كان جلهم من الفقراء والمسحوقين اليائسين من المستقبل. إن أغلب الملتحقين كانوا من اليمن شبابا جهلة تربوا في حركات سياسية كانت مدعومة بشكل مباشر أو غير مباشر من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة بهدف الوقوف بوجه نظام اليمن الجنوبية. وبالمناسبة فإن جذور بن لادن يمنية وكان يخطط بعد الانتهاء من ( جهاده الأفغاني ) للجهاد ضد ( الكفر في اليمن الديمقراطية) وأن عددا كبيرا من انصاره العائدين من افغانستان قاتلوا الى جانب اليمن الشمالي في حربه الاخيرة ضد الجنوب ، أما الذين جاؤا من مصر فهم نتاج مرحلة الانفتاح التي زادت الفقراء فقرا والمترفين ترفا واليائسين يأسا. وهكذا حال القادمين من باكستان فقر وجهل وتخلف ومدارس دينية بالاسم فقط تضخ في عقولهم إسلاما ناقصا متفجرا هدفه الوحيد محاربة ( الكفر السوفيتي ) بمباركة من حكومات باكستانية موالية للولايات المتحدة ، أي أن مايجري بموافقة الحليف الكبير ، ونذكر ( المحلل المترف ) الذي يستحق ان نلقبه بـالـ ( محلل ولكن بفتح اللام وتشديدها ) بأن طالبان نفسها كانت صناعة باكستانية بمباركة أمريكية ولديه الوقت الكافي للعودة إلى أرشيف وقراءة مسيرتها التي أذهلتنا يومها، نحن العاملين على ديسك الأخبار في الصحف، بذلك الظهور المفاجىء والقوي والسريع ونوع السلاح المستخدم. المطلوب بمن يكتب أن يقرأ أكثر مما يكتب، هكذا على الأقل تعلمنا من معلمينا في صحافة العراق وفي مقدمتهم الراحل الكبير مجيد الونداوي ، أتمنى عليه أن يقرأ ثم يكتب لنا بعلمية وبأسانيد عن دور المؤسسة الدينية العراقية بالتحديد ودورها في تفريخ الارهاب على مدى السنوات الأربعين الأخيرة من عمر العراق ، والتي نستطيع أن نثيت له أنها ظلت مهمشة وغير مؤثرة ومحسوبة الحركة من النظام الدكتاتوري وكانت مهمتها أدارة دور العبادة ليس الا . .
ويكتب آخر عفوا ( يطحن ناعما ) كما يقولون للامريكان ويشكرهم ويتمسح بهم لانهم حرروا العراق ويغمض عينيه عن كل تجاوزاتهم واخطائهم , ويسدها تماما عن كل مايجري في الساحة العراقية التي تحولت الى ساحة صراع أقليمية ودولية جمعت كل مخابرات ألدنيا تحت سمع ألدولة العظمى التي يسعى للحصول على جنسيتها وهذا مايهمه أكثر من أي شيء آخر يغمض عينيه عن تحليلات كتاب ألغرب الواقعيين والمنصفين ، ويصمت صمت ألقبور عن كل التجاوزات ألاسرائلية وعن عمليات ألذبح أليومي التي تجري بمباركة الادارة الامريكية ألتي يبشر بديمقراطيتها ليل نهار ، بل ان قلمه الليبرالي اللامع لم يهتز حين سقطت مرام النابلسية ابنة الاحد عشر عاما برصاص قناص اسرائيلي يبدو انه كان يتسلى بصيد ألبشر .
يبدو أن ألتاريخ يكرر نفسه في ألستينات والسبعينات كان المعيار للتقدمية أن يعتبر ألمرء كل مايجري في الاتحاد ألسوفيتي صحيحا لانه ألمرجعية التي لاتخطىء ومن ينتقدها يصبح ليبراليا ومعاديا للتقدمية ، اليوم اصبحت ألمرجعية لليبراليون ألجدد هي ألولايات ألمتحدة ولذا فان على أي (ليبرالي ) أو ( حداثي ) أن يعتبر كل ماتقول به أو تفعله هو ألصحيح , وأن يغلق عيونه تماما عن أخطائها وتجاوزاتها ، وبالعكس فان من ينتقد تلك السياسات يصبح ( متخلفا ) ولايستطيع أستيعاب (الحداثة ) وقد يدرج ضمن المدافعين عن الارهاب.. وليت ( المنظرين المترفين يتركون العراق وشأنه ) أ و يزورونه للوقوف على أوضاعه ومن ثم يكتبون تحليلاتهم ، لان مايفعلونه الان ليس أفضل مما يفعله ( ألمحللون ) من ألجانب ألآخر الذين لايستطيعون رؤية عراق بلا صدام حسين










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24