الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


.... مصر ثانيا .... فمن الثالث ؟

الطيب آيت حمودة

2011 / 1 / 29
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ما وقع لرابع يوم من الإنتفاضة المصرية في (أيام غضبها الشعبي ) بمطالب وجيهة أعلاها سقفا إسقاط النظام عن آخره ، بعد جثومه على مقدرات العباد والبلاد أزيد من ثلاثة عقود مرشحة للزيادة ، وليس بغريب على هذا الشعب أن يكون وقودا لانتفاضة عارمة تعم أرجاء الوطن الإسلامي بمشرقه ومغربه .
الشعب المصري الذي عُرف بحلمه وتسامحه ضاق ذرعا من حكم (آل حسني مبارك ) وحزبه الوطني الذي مزق البلاد أطيافا وشيعا ، واشترى ذمم الناس بأموالهم وهم لا يعلمون ! صبر هذا الشعب صبر أيوب على هذه السلطة الجائرة التي لم تردعها زفرات الضعفاء ، ولاصرخات المظلومين ، ولاخربشات المفكرين ، وصرحت بالفم المليان أن ما وقع في تونس لا يمكنه أن يتكرر في مصر !، لأن مصر بلد قوي بترسانته الأمنية التي ستوظف لإخماد وإجهاض أي تحرك جماهيري يريد التغيير ؟؟ فأحجب الأنترنيت ، وعطل الخلوي لعزل البشر ، ولكن هيهيا ت ..... فإرادة الشعوب لا تقهر ، وثورته لا يوقفها لا (الأمن ولا العسكر) ، لإن هؤلاء منه ، فضربهم أوقتلهم لشعبهم لإرضاء الحاكم مبعث جنون ، والجيش مهمته حماية الحدود ورد العدوان الخارجي لا كبت الشعب وقهره وقتله ؟
**أيام (آل مبارك معدودة ).
لا أستبعد أن يكون آل مبارك في حالة استنفار قصوى للهجرة خارج الديار ، فمنهم من فر، ومنهم من هو في طريق الفرار ، وأعتقد أن سيناريو هروب ( زين العابدين بن علي ) سيتكرر بأصدق تجلياته ، وأن إعداد كيفية الهروب خُطط لها مسبقا نحو وجهة ما ، قد تكون السعودية ! أوإسرائيل !! ، لأن الدول الأخرى لا تجرأ على ضرب الشعب المصري وإرادته في المقتل ، وأستغرب لنظام لا يخجل ؟ ، و يستعمل كل هذه الأساليب للبقاء في السلطة ولو على جماجم شعوبهم ، فهاهي المدن المصرية الكبرى تشتعل غضبا ، وجزء من خيرات مصر ابتلعها الغضب الشعبي الجارف ( مقرات الحزب الوطني أحرقت ، مركبات الأمن دمرت ، وقد يمتد الحريق إلى المتحف القومي المصري ( وهو شيء لا نتمناه )،والجنيه المصري سجل تراجعا مخيفا في بورصتها بخسائر تعد بالملايير ، ولا شك بأن المارد خرج من قمقمه ، ولا يقدر أحد على إرجاعه إلا بعد تحقيق التغيير الجذري الذي ينشده ، فلا تنبيهات هيلاري كلينتون حتنفع ، ولا تخوفات إسرائيل حتشفع ، ولا تهديدات و تنازلات حسني مبارك ستفيد ، ولا استقالة الحكومة ستسكت الشارع ، خاصة وأن تصريحات البيت الأبيض والإتحاد الأوربي في صف الشعب ، وهي تهدد بإعادة النظر في مساعداتها لمصر مبارك في حالة تمادي نظامه في قمع الحريات واستخدام العنف ضد المتظاهرين ؟؟ فنظامه واقع لا محالة بين المطرقة والسندان ..، فتسونامي التغيير إذا هبّ واضحا مزمجرا ، وفي هبوبه تُقتلع كل الرداءة التي عشعشت وفرخت لسنين طوال ..
** دول عربية في الإنتظار ...
لا أستبعد أن تكون الحكومات الديكتاتورية في اليمن ، وسوريا ، والجزائر ، قد عضد ت مثيلها في مصر ، ومحاولة ترويع الشعب وتخويفه بحصار المواقع ، ونشر المزيد من قوات الأمن ، يعني أن النظام مستعد للمجابهة بتفويض من جنيس له قريب أو بعيد ... ومن ينكر بأن الأنظمة العربية تسند بعضها في السراء والضراء ضد شعوبهم ؟.
تقديري أن النظام المصري دخل غرفة الإنعاش ، فهو لم يعرف كيفية التصرف ، أو أن تخميناته وتقديراته لم تكن صائبة ، فقولهم بأن تكرار ثورة تونس في مصر غير ممكنة ؟ ضرب من ضروب سوء التقدير ، فالواقع أثبت أن نداء من الفايسبوكيين ألهب النفوس، وأخرج الناس من دورها للتعبير عن غضبها ، في يوم الغضب الأكبر من يوم الجمعة الثامن والعشرين من شهر يناير شهر الإنتفاضات والثورات .

مجمل القول أن الأنظمة الفاسدة المارقة في الوطن المعروف بالعربي بدأت في حزم أمتعتها، لأنها فقدت مصداقياتها ، فلا هي قادرة على التغيير السليم الذي تنشده شعوبها ، ولا الشعوب بقادرة على احتمال المزيد من أخطاء حكامها وديكتاتورياتهم ، فسيحدث الطلاقُ بالثلاث بينهما إن عاجلا أم آجلا ، ... فمصر ثانية ... ، وقد تكون اليمن... من بعدها باعتبارها أكثر البلدان المرشحة لاستقطاب المد الثوري الزاحف الذي لا يبقي ولا يذر ، وبعدها ستهوى كل النظم الفاسدة تباعا ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2011 / 1 / 29 - 08:30 )
أخي الكاتب المحترم تحية لك ، رداً على سؤالك الجميع على قائمة الويتنك ليست . قد تتأخر الرحلة عن الإقلاع لكنها في النهاية ستقلع مع التحية لك

اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟