الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الشارع المصري.. طفت روح الانتقام!

جمال الخرسان

2011 / 1 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ما ان تنقطع الامال بسبب غياب الحلول المنطقية وخيارات الاصلاح المتأتية نتيجة الحراك السياسي المدني ضمن سياقات معهودة في التغيير .. وما ان تصبح فكرة الاصلاح وتعديل المسارات فكرة عديمة الجدوى وفقا لقناعات النخبة والجمهور فان الخيارات جميعها بالنسبة للشعوب تبقى قائمة على كل حال. ومن هذه الخيارات المتوقعة للبعض وغير المتوقعة للبعض الاخر غضبة شعبية مليونية نزلت للشارع المصري لاتطالب بالاصلاح ولا الترقيع بل رفعت شعار اسقاط النظام امام مرأى ومسمع الجميع! لا بل كتبت تلك الشعارات بكل جرأة على مدرعات الجيش المصري الذي دخل الشوارع نتيجة انهيار قوى الامن الداخلي وهروبها تماما عن المشهد بعد ان كانت تقمع الجماهير طيلة الايام الماضية.
عندما نصل الى مرحلة اليأس كما هو الحال مع الحالة المصرية يتدخل الجمهور وعلينا ان نقبل شئنا ام ابينا ان الجمهور شرائح وطبقات مختلفة فيه المتعلم وغير المتعلم فيه البريء والمجرم فيه جميع الفئات.. ولهذا من المتوقع جدا في اي ثورة او تدخل جماهيري غاضب ومحتقن حصول فوضى وربما تخريب هنا وهناك، هذه الظواهر جزء من اللعبة ومن يتحمل مسؤوليتها هو من اوصل الشعب الى هذا الحد من الغليان الذي يشعر من يتابعه بأن المتظاهرين يريدون الانتقام من كل ما يعود بشكل او باخر للحكومة ممتلكات او مراكز قرار سياسي.. او رجال النظام وقوى الامن التي لاتذكر الا من خلال ممارسة القمع والتنكيل بالشعوب.

السلطات المصرية عملت كل ما بوسعها لمحاربة المتظاهرين حتى اضطرت لتعطيل شبكات الهاتف النقال وحتى شبكات الانترنت وضيقت على الصحفيين في بداية الامر لكن ذلك كله اعطى نتائج سلبية بالنسبة للنظام المصري الحاكم والذي انهار تماما مساء يوم الثامن والعشرين من كانون الثاني .. ولو كانت هناك اي مبادرة من جهة تسيطر على الشارع لفعلت فعلتها وسيطرت على الدوائر السيادية وينتهي كل شيء، لكن ذلك لم يحصل وهذه فرصة استثنائية اضاعتها الجماهير الغاضبة حينما فعلت كل شيء وانتظرت حائرة لاتعرف ماذا تفعل! ذلك ذات الخطأ الذي وقعت فيه الجماهير العراقية ابان ثورة اذار عام 1991 حينما اسقطت السلطة وسيطرت على الشارع .. لكنها بقيت تنتظر الخطوة الاخيرة مما اعطى فرصة لنظام صدام حسين بالعودة من جديد.
الجماهير المصرية يبدو انها مستمرة في مسيراتها الغاضبة لكن ربما لن تصل الامور الى ما وصلت اليه مساء جمعة الغضب، والنظام المصري ربما استفاق قليلا من هول الصدمة المدوية مما يسمح له ترتيب اوراقه من جديد للامساك بزمام الامور مرة اخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرفوا على الأغنية الي بتغنيها بيسان لمحمود دايما ????


.. الاتحاد الأوروبي يمنح الضوء الأخضر النهائي لميثاق الهجرة وال




.. الأرض تضيق بالغزيين.. نزوح نحو 450 ألف شخص من رفح


.. #متداول .. تضامناً مع #فلسطين.. طالبة في جامعة #كولومبيا تمز




.. بصواريخ من حزب الله.. الجيش الإسرائيلي يعلن سقوط منطاد مراقب