الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رياح التغيير .. هل بدأت ؟

تاج موسى آل غدير

2011 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو للمتابع لأحوال بعض الشوارع العربية من تونس الى الجزائر ومن اليمن الى مصر, بروز ظاهرة جديدة من المعارضة في الشارع العربي ومن النوع غير المألوف لدى شرطة مكافحة الشغب التي انشأتها الحكومات العربية وحرصت على تطويرها بأستمرار, والجديد غير المألوف هنا هو نوع الشخص المتظاهر اللذي لا يخشى خراطيم المياه المضغوطة ولا الغازات المسيلة للدموع ولا حتى الهراوات القادرة على تكسير العظام وتهشيمها .. متظاهر لايخشى من رصاص القناصة المنتشرة فوق السطوح انها حقا ظاهرة جديدة, ولكن هل ان ما يحدث في بعض الدول العربية التي سميناها هو خطوات نحو التغيير الفعلي والحقيقي؟ و هذا التغيير ان حصل هل هو نحو الافضل ام نحو الاسوء؟ وإذا نظرنا بموضوعية فاحصة على حال الشعوب ماذا يمكننا ان نرى من حالة هذه الشعوب غير كونها شعوبا منقسمة مفتتنة طائفيا وتعاني من بعض المظاهر العنصرية والتخلف, وحتى المعارضات المسيسة والمؤطرة بأطر تنظيمية, اليست في معظمها مدجنة ومتواطئة ضد شعوبها.
لقد قطّعت بعض السلطات العربية الحاكمة, اوصال مجتمعاتها واغلقت عليها المنافذ وحاصرتها في جزر يسهل السيطرة عليها مانعة اي اتصال بينها وبين امثالها من بنو البشر, ومنذ اعوام كنا نقول ان على السلطات ان تفتح ابوابها وتحاور القوى الاجتماعية الحية وتصلح حالتها وادوات حكمها وتحسن لشعوبها, ولكن لايبدو لحد الان على انظمة الحكم العربية عامة انها في عجلة من امرها لتتنازل عن كبريائها واستعلائها وتلتقي مع هذا الشباب الثائر في منتصف الطريق. والحقيقة هي ان لا أحد من الحكام يستفيد ويتعلم مما حصل في التاريخ او من تجارب غيره من الحكام او حتى من تجاربه هو ومن تراكم الفشل اللذي يحجب الحاكم دوما من ان يرى ويتروى. منذ قرون كتب علينا ان نعيش مكبلين نراوح الخطى بسبب غياب الفكر النقدي والمنطق والكم الكبير من الانحرافات في حقل الاجتهاد والتأويل وتفسير التاريخ وإستنباط الاحكام, نعم منذ قرون وضعونا فقهاء الظلام تحت هيمنة اللامنطق وبنو من حولنا اسيجة من غيبوبة العقل واستبعدو كل المشتغلين في حقول المعرفة العلمية الى حد اخراجهم من الملّة والدين, لقد انشأ وعاظّ السلاطين لسلاطينهم كل ما من شأنه قيام سلطتهم المطلقة غير مدركين ان السلطة المطلقة تؤدي حتما الى الفساد المطلق, وهنا اريد ان اقول ان ما يحصل في الشارع العربي حاليا وما سيحصل في العشر سنوات القادمة سيحمل معه ازمات وازمات لن يقوى احد على مواجهتها, ان الظاهرة الجديدة التي نلاحظها في سلوك الشباب الغاضب توحي بأن مرحلة جديدة قد بدأت وان القيود والاسيجة والجزر المقطوعة قد تحمطت وان الشباب تجاوزوها. ان الوعي والاحساس بالظلم هو من يحرك الشباب نحو افاق الحرية والتطور وكسر القيود الصدئة التي تآكلت وتحطمت على ضخرة الارادة نحو حياة حرة كريمة, وليس صحيحا ما يقولوه الآن بعض المأجورين والمنافقين والمنتفعين من ان الشعوب العربية تستلهم خلاصها من المنتحرين حرقا وان هذه الشعوب تعاني خللا كبيرا وفادحا في شخصيتها وانها حتى لو استطاعت ان تحطم اغلالها وتسقط كل انظمة حكمها فإنها مع ذلك ليس لديها ما تقدمه من برامج عملية او بدائل حقيقية وواقعية, نعم ليس ما تسطره هذه الاقلام المشبوهة صحيحا, لان الشعوب لن تستلهم حركتها من ( البوعزيزي ) اللذي حرق نفسه احتجاجا لكن ( البوعزيزي ) وامثاله كانو بمثابة تلك القشة التي قسمت ظهر البعير.. فقط.

تاج موسى آل غدير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بداية التحرر
ماركو المهدي ( 2011 / 1 / 29 - 16:23 )
وأخيرا بدأت الشعوب المقهورة تخرج من عنق الزجاجة بعد قرون من الاختناق داخل القنينة التي احكمت الانظمة الاستبدادية اغلاقها حتى كادت الشعوب ان تتعفن داخلها ,تحية حارة لكل من الشعب التونسي و المصري على صمودهما المفاجئ امام جحافل البربرية والهمجية الامنية في انتظار تحرك باقي الشعوب المقهورة والذي بات يلوح في الافق القريب.

اخر الافلام

.. أطفال يضطرون للعمل في قطاع غزة لمساعدة عائلاتهم | الأخبار


.. زيارة بوتين إلى كوريا الشمالية : تقارب يثير قلق الغرب؟ • فرا




.. خطة إسرائيلية -سرية- بشأن توزيع المساعدات في غزة


.. تهديد باغتيال نصرالله.. وحزب الله يرد على التهديد! | #التاسع




.. طلاب جامعة كاليفورنيا يدينون استثمارات الإدارة مع الاحتلال