الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب واسراره وما يدور حوله / الجزء الثاني

جميل جمعة

2011 / 1 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


إن الإرهاب لايزهق الأرواح والتجاوز على الأحوال والممتلكات فحسب بل هو بحد ذاته فقدان الأمل بالحياة والشعور بالتهديد المستمر واليأس ونتيجة الفوضى التي لايمكن حسبان عواقبها على البشر والبيئة معا وهذا الوضع يجعل الناس تعيش في قلق دائم وعدم التوازن وفقدان العدالة في ظل عدم تكافوْ الفرص بينها.يقول المثل :( ترخص الحياة حيث تقل سبل العيش).
إن الإرهاب دخل العراق مع دخول الأمريكان وقاموا بزرع الفتنة الطائفية والصراع القومي والطائفي والديني حيث لم تسجل سابقة لما يحدث من الماسي التي حلت بشعبنا المنكوب والجريح والذي عانى الويلات تحت ظل الحكم الدكتاتوري الشمولي من البطش وبأقسى الأساليب من قتل وتجويع ومصادرة الحريات والهدف هو تركيع هذا الشعب المعروف بنضاله وصموده بوجه الغزاة والمحتلين وبالتعاون مع عملائها في دول الجوار وتاريخ العراق شاهد على ذلك لقد حاولوا جميعا مع أسيادهم والمتعاونين معهم في الداخل والخارج ساعين لتحقيق هدفهم في تقسيم العراق تحت مسميات مضللة وذلك بنشر روح العداء والحقد والنعرة الطائفية لشرذمتها مستغلين وجود المحتل الذي مول ودعم في نشر ثقافة الطائفية والعنصرية البغيضة بهدف تقسيم هذا البلد إلى دويلات والذي كان ومنذ آلاف السنين موحدا ومتآخيا بجميع قومياته ومكوناته العرقية والدينية ,وأنا شخصيا كعراقي أبا عن جد ومن المكون المسيحي لم اشعر يوما ومنذ نعومة اضافيري ولم أفكر أو افرق بين أصدقائي في المدرسة أو أثناء اللقاءات من هو عربي أو كردي مسلم أو مسحي ارمني أو تركماني يزيدي أو شبكي فقد عملت أمريكا بنقل عصابات من أمريكا وأوربا إلى العراق منذ اليوم الأول من غزوها والكل يدرك ذلك وكل ذلك من المحاولات الجديدة لسياستها الامبريالية تحت شعار الديمقراطية في الإعلام وكأنها مكسب لحقوق الإنسان بعد أن شعرت بفقدان مواقعها نتيجة العولمة وفشلها في حل مشكلة البطالة وتامين العيش الكريم لمواطنيها فبدأت تتخطى حدود الدول بحجة الدعوة إلى التحضر ونشر الديمقراطية بهدف تغطية الصراعات الطبقية والاجتماعية والخلافات ما بين دول المنظومة الامبريالية والدول التابعة والمتعاونة معها جاء في مقال الكاتب الكريم الأخ سليم مطر تحت عنوان :"حكى لي حكيم أمريكي وهو على فراش الموت" حيث ذكر في الفقرة : أمريكا وسياسة الخداع (( تقوم أمريكا بعمليات إرهابية ضد مصالحها وتنسبها لخصومها لكي تعطي تبريرا لإعلان الحرب عليهم ))
وذكر بعض الأمثلة منها :حربها ضد اليابان والعمليات الإرهابية ضد كوبا وحرب فيتنام وقامت بإنشاء عصابات إرهابية في أوربا لمكافحة النفوذ الشيوعي ,وأسطورة بن لادن - القاعدة في الشرق الأوسط.وأذكر هنا إضافة إلى هذه الحقائق الحروب الوقائية والاستباقية التي أعلنها الرئيس بوش كما أدعت أمريكا في حربها على أفغانستان في عام 2001 وغزوها العراق عام 2003 بحجة دعم الإرهاب وامتلاك أسلحة الدمار الشامل .
إن ما يجري للعراق وللعراقيين دون استثناء مؤلم جدا لذا وعلى كل عراقي شهم ويعرف ما لكلمة الوطن من معنى فعليه ومن الواجب أن يكون وطنيا قبل أن يكون قوميا لكي يكون إنسانا شهما وذو أخلاق نزيهة ليدافع عن وطنه وشعبه وقوميته في آن واحد كون المعركة هي مصيرية وواحدة والمستهدف ليس مكون دون غيره بل الهدف هو تفكيك الترابط القائم بين مكونات الشعب العراقي في عملية مدروسة ومخطط لتقسيم العراق وهذا يتطلب وقبل كل شي خلق حالة من الفوضى والاقتتال بين الأخوة أبناء الشعب الواحد.هنا وانطلاقا من الشعور بالحب والإخلاص للوطن والشعب ينبغي الإشارة إلى مايحدث لأهلي وإخوتي من المسيحيين وخاصة في الآونة الأخيرة وليس بالبعيد ما حدث من هجوم وحشي على المصليين في كنيسة سيدة النجاة في وسط بغداد حيث قامت مجموعة من الإرهابيين بالجريمة البشعة نفذت وبدم بارد بقتل المصليين الآمنين العزل أطفالا ونساء وهم يصلون داعين من الله أن يحفظ شعبهم من عبث المجرمين ويحمي وطنهم من كل سوء ومن اجل تحقيق الأمن والعدل والمساواة وكذلك أسلوب السطو الذي تمارسه هذه الجماعات وقتلهم داخل منازلهم كيف أبدا وبأي كلمة هل يكفي تقديم التعازي لأهل الشهداء والتنديد بالإرهاب وهل يكفي طلب الرحمة لهولاء الضحايا الأبرياء الذين سالت دمائهم تحت قبة الكنيسة وهم يؤدون طقوسهم الدينية .لماذا الاستشهاد والمعركة لم تبدأ وغير قائمة ولماذا الموت وبهذه الطريقة الوحشية لمن لم يرتكبوا ذنب وبدون سبب عدا كونهم يحملون الجنسية العراقية وينتمون لدينهم المسيحي وهم من الاصلاء لهذا البلد أم هناك أجندة لانعرفها خطط لها خلف الكواليس جهات خارجية معادية يقررون مصيرنا , حياتنا وموتنا فأصبحت حياة هذا الشعب المنكوب الجريح مرهونة مقابل الشهادة والموت. أن الاحتقان الطائفي وان وجد فهو صناعة أجنبية حتى لو كانت الأيادي المنفذة من الداخل فهناك صلة خارجية معادية تدعمها وتمولها لتحقيق أهدافها وعليه يجب أن نضع مصلحة العراق فوق جميع المصالح وفي الأولوية دفاعا عن هذا الوطن الذي نحن مدينين له وفي كل الأحوال ومن اجل العيش بكرامة وتوفير الأمن والسلام , هنا أرى انه من الواجب علينا جميعا تقديم التعازي لجميع أبناء الشعب العراقي والتنديد بكل أنواع وأشكال الإرهاب بغض النظر عن الجهة المستهدفة ومطالبة السلطة بوقفه وتوفير الأمن للمواطنين وحمايتهم باعتبارها المسؤولة في هذا الشأن إن هذا الشعب الذي عان ويعاني وبجميع مكوناته القومية وألاثنية منذ ما يقارب خمسة عقود لا لسبب بل لأنه شعب أصيل وقف ويقف صفا واحد وصمد في مواجهة جميع المخططات الاستعمارية التي واجهته وضد محاولات الذين لايريدون لهذا البلد الاستقرار والرخاء والعيش الكريم. في هذا الوقت العصيب الذي يمر به شعبنا ادعوا أهلي وإخوتي في المواطنة وبدون استثناء للوقوف كرجل واحد بوجه الأعداء في الخارج والمتعاونين معهم في الداخل فالوطن لايعوض لنفكر جليا بما يجري لشعبنا من قتل وتجويع وفقر وتشريد لنطالب الضمير العالمي بالإجابة على أسئلتنا ألان وفورا , لماذا كل هذا والى متى ومن هو الرابح ومن هو الخاسر في النهاية ولماذا الشعب العراقي بالذات والبلد الحضاري العراق ...؟
نعود إلى موضوعنا والذي بدأنا به وهو الإرهاب وقبل الخوض والتعمق والبحث في حيثياته علينا أن ندرك أهدافه ومعرفة المعنى والتعريف الحقيقي له وللوصول لهذه الحقيقة علينا أولا وقبل كل شئ أن نحدد مصدره وأسبابه التي أدت للقيام بمثل هذه الجرائم ومن هم القائمين بتنفيذه والاهم من ذلك تحديد الجهات التي تقف وراءه وتموله ماديا أو عقائديا وفي جميع الأحوال فان نتائجه وخيمة من حيث الخسارة البشرية والمادية والبيئية وعلينا أن ندرك أيضا بان كل جريمة يمكن وصفها بالإرهاب إذ يصح ذلك حين يخرج القائمين بها في سبيل تحقيق الهدف أو المطلب عن المألوف وعن قاعدة النضال المشروع حتى لو حدث وكان موضوعه المطالبة بحق مشروع أصلا واستنادا إلى القاعدة الشرعية قد ينطبق عليه صفة الإرهاب,ومن اجل الوصول إلى تعريف حقيقي للإرهاب علينا أن نعرف بان كل عمل إرهابي يعد مخالفة للقوانين وكذلك عند توفرا لنية للقيام به مع سبق الاصرار لدى الفاعل والخطرالجسيم المروع الذي يسببه فهذا يعتبر إرهاب بحد ذاته يجب مواجهته وردعه بكل ما أوتي به من قوة وهنا يقع الدور الأساسي والمهم علي السلطة كونها المسؤولة وبالدرجة الأولى في توفير وحماية امن المواطن دون تميز . إن جميع أشكال التعدي والتجاوز على حقوق الناس فردا أو جماعة دون حق وهذا ما يحدث في العراق الآن وكذلك التعدي على البيئة والطبيعة في الوقت الذي لا احد يستطيع نكران ما للطبيعة من فضل على الإنسان إلا فاقد الوعي والبصيرة فهو إرهاب.إن المواقف السليمة والرادعة للإرهاب على الجميع أن يتصف بالانفتاح والإرادة والمسالمة والسمات المميزة للتواضع وهي كفيلة في توفير العدالة والمساواة وإذا خطينا خطوة إلى الأبعد والأعمق نرى أن الإرهاب لم يقتصر على بلد معين بل يعم أكثرية بلدان العالم إذ لم نقل جميعها ولم يقتصر على جنسية أو قومية محددة بل تواجه البشرية في كل مكان هذا المرض الخبيث واللعين والهدف من ذلك هو تغطية للصراعات الطبقية في العالم وعند فهم ذلك نستطيع من إيجاد فرص اللقاء والتفاهم والتوحيد بوجه كل هذه الموامرات لانقاد العالم من جميع هذه الكوارث والعمل من اجل تحقيق السلام . لقد آن الأوان بان يتوحد العالم المتمدن ويقف بقوة في مواجهة الإرهاب وتنظيف البيئة الموسخة بالفساد المالي والحاضنة له في العالم وفي المنطقة بشكل خاص وإلا فأن السلم العالمي سيتعرض للخطر والتهديد وستكون مواجهته صعبة المنال لان قوى الإرهاب مدعومة ومتخصصة بشكل لاحدود له مع سبق الإصرار, إن الإنسان في العراق اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى للدعم والمساندة والحماية والقيام بفضح كل هذه المخططات وهذا لايقتصر على إخوتهم العراقيين فحسب بل وان كافة شعوب العالم وخاصة شعوب المنطقة مطالبين بالوقوف إلى جانب هذا الشعب في محنته ليتمكن من تجاوزها والتوجه نحو الأعمار وتوفير الأمن والعيش بكرامة كون أن الإرهاب لايستهدف فئة معينة دون غيرها ولكنه موجه ضد الإنسان والإنسانية في العالم بشكل عام وضد الإنسان في العراق وضد المكونات الأقلية المستضعفة وبالتحديد المكون المسيحي بشكل خاص بهدف خلق الفوضى والرعب لذا علينا جميعا النهوض والشعور بالمسؤولية تجاه شعبنا ووطننا والقيام بدورنا الوطني والقومي الفعال لوقف هذه الظاهرة البشعة والخبيثة وعلى البشرية جمعاء الوقوف جنبا إلى جنب لدرء الأخطار الناجمة من الهجمة الشرسة التي تطال الأبرياء جميعا كبيرا وصغيرا نساء وأطفال ولتحقيق ذلك يتطلب الوقوف في جبهة واحدة وقوية ضد الإرهاب وكذلك هنا يبرز الدور الإعلامي المهني والشريف ومهمته في فضح وتعرية الإرهاب وأهدافه والكشف عن مموليه والواقفين خلفه والداعمين له في جميع الأشكال ماديا ومعنويا وهنا يجب الإشارة إلى موضوع مهم الذي يؤدي بدوره إلى إثارة التناقضات وتعميق الخلافات بين الأشقاء من مختلف المكونات والطوائف إن شئنا أم أبينا وذلك بنشر الثقافات الطائفية واستخدام الإعلام الموجه بجميع أشكاله كدعاية تخدم هذه الطائفة أو تلك والرد المتبادل بالمثل وعن طريق شاشات التلفزة والفيديو وعلى المواقع الالكترونية الذي انتشر بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة والتي تعتبر من اخطر الوسائل التي تقف عائقا أمام التقارب والتفاهم والتوحيد والوقوف جنبا إلى جنب وفضح جميع هذه المخططات وأهدافها العدوانية والعيش معا تحت خيمة واحدة يسودها التآخي والمحبة والسلام ولا يجوز أن يغيب عن بالنا دور الإعلام الإرهابي الدولي الذي يقلب الحقائق ويشوه الوقائع ويقلب الإعلام الصحيح إلى إعلام مغلوط وخادع ليغطي على فرص الحلول السلمية والسليمة وكما نعلم جميعا بأن الإرهاب لم يستهدف الإنسان وأمنه بل يذهب إلى أبعد من ذلك كونه كارثة إنسانية وبيئية تقتل البشر وبدون تميز وتدمر البيئة التي هي مصدر ومقوم أساسي لديمومة الحياة . وكما ذكرنا بان الإرهاب يقتل ويدمر هنا نعود إلى الحديث حول موضوع ساخن ومهم ويهمنا جميعا كعراقيين مايجري في عراقنا من اقتتال بين الإخوة في المواطنة والذين عاشوا ومنذ آلاف السنين ولازالوا يعيشون تحت خيمة العراق متآخيين وامنين دون صراعات طائفية أو عقائدية أود أن أوكد بأنه مصنوع محليا أو خارجيا يصدر ويستورد أحيانا إذ تطلب الأمر, هذا ما يؤكد لنا بان الهجمة الإرهابية الشرسة على شعبنا هي من اجل خلق وتعميق التناقضات والنزاعات التي لم تكن يوما ما قائمة أو موجودة والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها الصراع الفكري والديني بين الإسلام والمسيحيين كما يدعي به التكفيريين والمرتدين على هذا الدين أو ذاك جماعات وإفراد هنا وهناك فلا وجود له بشكل رسمي أوشرعي بل هو تخطيط وتصميم مدروس من قبل الجماعات التكفيرية والمتطرفة والمدعومة من جهات معينة دولية وإقليمية . فان أي تشويه لصورة هذه الطائفة أو تلك الهدف من وراءه خلق الفتن وتعميق الخلافات بدلا من محاولة البحث وإيجاد السبل الكفيلة للتقارب والحوار السلمي والديمقراطي من اجل التوافق والعمل معا لإنقاذ شعبنا والعالم من ماسي الحروب وكوارث البيئة , قد نشعر جميعنا ببعض الخوف ولكن لانستسلم لمشاعرنا ولا نقع في نفس الأخطاء التي تمارس من قبل الإرهابيين وهم قلة تدعمهم جهة قوية ومتنفذة وهولاء هم المتطرفين عديمي الضمائر الذين يرتكبون العنف والإرهاب لتحقيق حالة الخوف والرعب بين الناس عامة والمستضعفين خاصة فأنهم قلة ولكن علينا وقبل كل شئ التركيز على الملايين من الناس الآخرين من جميع الأديان الذين هم شعب الإيمان . عندما نفكر في شخص متطرف علينا أيضا أن نفكر بالأخر , نفكر في عالم وفي طبيب في المهندس والمعلم وكذلك إن نتذكر الذين ماتوا في الحادي عشر من سبتمبر والذين ماتوا ويموتون كل يوم ضحايا الإرهاب في الجوامع والكنائس والحسينيات في أماكن العمل وفي بيوتهم وفي ألاماكن العامة , وقبل التحدث حول عدم قانونية وشرعية الإرهاب والقيام به فهو يعتبر جريمة عظمى وإبادة جماعية مقصودة من أجل تحقيق الأهداف الخبيثة واللاأنسانية التي خطط لها مسبقا وكذلك الأعمال التي تمارسها الأنظمة الدكتاتورية ضد شعوبها من حرمان واعتقال واضطهاد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج