الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديكتاتور يغادر المغرب في اتجاه فرنسا لمطالبتها بالتدخل لردع الشعب المغربي في حالة انتفاضته.

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2011 / 1 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


أقر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب مواقفه خلال "ثورة الياسمين التونسية " التي اطاحت بالطاغي زين العابدين بن علي، الاثنين 24 يناير 2011، قائلا " أن فرنسا لم تقدر حجم يأس الشعب التونسي ، كما إن وراء تحرير المرأة وجهود التربية والتأهيل والحيوية الاقتصادية وتبلور طبقة متوسطة ، كان هناك يأس ومعاناة وشعور بالاختناق ، يجب أن نقر بأننا لم نقدر حجم ذلك ". وأضاف ساركوزي الذي يدعم الطغاة من الحاكمين على المستعمرات الفرنسية السابقة كالمغرب ، حيث قمع التظاهرات يوقع عشرات القتلى و الجرحى و المعتقلين و المختطفين بها ، ولكنه اضطر إلى أن يغير من لهجته عندما توصلت المخابرات الفرنسية إلى أن تحرك الشعب التونسي جدي للتخلص من الديكتاتور ، في هذا الصدد قال حول الشعب التونسي "أنه شعب شقيق قرر استعادة مصيره بين أيديه. عندما نكون بهذه القرابة وعندما يكون مصيرنا الفردي والجماعي متداخلا إلى هذا الحد ، لا يمكن أن نكون دائما على المسافة الضرورية لندرك شعور الآخر". مشيرا بمؤتمره الصحافي إلى " بعض التحفظ من جانب فرنسا حيال الأحداث التي تجري في مستعمراتها أو محمياتها السابقة ، و إن رئيس الجمهورية الفرنسية يجب أن يأخذ في الاعتبار دور التاريخ في الحكم الذي يصدره على تطورات كل من هذه الدول ، و أن القوة الاستعمارية السابقة دائما تفتقر إلى الشرعية في تقييم الشؤون الداخلية في إحدى المستعمرات السابقة ، بالتالي أصر على بعض التحفظ و لا أريد أن ينظر إلى فرنسا على أنها بلد ظل على مواقفه الاستعمارية ".
على إثر هذا التصريحات الفرنسية المرتبكة التي مسكت العصى من الوسط ، و التي لم تعط الأمل الذي كانت تعطيه منذ القدم لكل ديكتاتور حاكم على محمياتها من الدول ، كما أظهرت رغبتها في تغير موقفها في مساندة الشعب الثائر ، انطلاقا من شعاراتها الثلاثة : المساواة ، و الحرية و الإخاء ، وهذا الارتباك في الموقف الفرنسي هو ما جعل الديكتاتور محمد السادس يغادر المغرب بسرية تامة متجها يوم الخميس 27 يناير الحالي صوب فرنسا رفقة خدامه وعبيده و أتباعه من الأعوان و الخونة ، المختلطين في وفد من كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين ،إضافة إلى مستشاريه ، من أجل استطلاع الموقف الفرنسي في حالة تحرك الشعب المغربي لقيامه بانتفاضة عارمة من إجل المطالبة برحيل الديكتاتور والقضاء على حكم القبيلة العلوية ، مطالبا التدخل الفرنسي لحماية عرشه من الزوال ، والعمل على مساعدته بكل الإمكانيات ليتمكن من إخماده لأية ثورة شعبية قد تندلع ، وقمعها بكل الوسائل ، وذلك بمطالبته لفرنسا بتدخلها المباشر عبر تقديم الخطط الأمنية و العسكرية لردع الثوار من الشعب المغربي من جهة ، ثم الدعم السياسي بالعمل على إجهاض أي محاولة دولية تزكي انتفاضة الشعب المغربي وثورته المرتقبة ، وذلك بالضغط على الاتحاد الأوروبي ، و منظمات حقوق الانسان و المجتمع الدولي من أجل غض الطرف عن مبدأ حقوق الإنسان و الحرية ، وعدم توجيه انتقاداتهم اللاذعة للديكتاتور وقوته المخزنية و العسكرية ، في حالة قمعها الوحشي للشعب المغربي ، الذي ستشنه تلك القوات القمعية التابعة للديكتاتور بتوجيهات فرنسية .
كما أن هناك انتشار عسكري أمني لم يسبق له مثيل في كل المناطق الحساسة بالمغرب ،إذ أن فرقا عسكرية قد تم استقدامها من المناطق الصحراوية الجنوبية ، وتم وضعها في حالة تأهب قصوى للتدخل في فض أي احتجاج شعبي واسع قد ينطلق خاصة بالمدن الكبرى. كما أن الثورة التونسية ، و المصرية التي اندلعتا في ظرف زمني وجيز أضحت مخاوفها تتنامى وسط حاشية الديكتاتور ، و القبيلة العلوية التي استعبدت الشعب المغربي ، واستغلت ثروات البلاد بغير حق ، حيث أنها تخشى من انتقال شرارة تلك التجربتين الثوريتين إلى المغرب . وقد برز هذا الخوف ، والتخوف من خلال قيام بعض العملاء والخونة من خدام الديكتاتور ، وأتباعه إلى ترويج أكاذيب ، وتوزيع إغراءات عبر تقديم الوعود ، ونشرهم لإشاعات لا يتقبلها العقل البشري مفادها : أن الديكتاتور قد قام بالثورة في المغرب منذ تربعه على كرسي العرش ، إذ يسهر شخصيا على إنجاز مشاريع اجتماعية واقتصادية وسياسية ، و بالتالي فالمغرب لا يحتاج لمثل ثورة تونس ، تلتها ثلة تصريحات لـخونة يحاولون تجنيب المغرب تداعيات قيام الثورة الشعبية بالحديث عن وجود خصوصيات وجملة إصلاحات تعد واقية من مد تلك الثورة التي أسقطت الديكتاتور التونسي ، و التي هي على وشك اسقاط الديكتاتور المصري ، دون أن يدركوا أن الثورة التونسية قد انتقلت بسرعة البرق للمزيد من الضيق و المطالبة برحيل الديكتاتور المصري، الذي ما فتيء بدوره يروج على أن مصر بلد مستقر لا يتزحزح قبل أن تحمله عاصفة التغيير ، وترمي به إلى حيث لا يدري ، و تخوفا من انتقال الثورة الشعبية إلى المغرب للقضاء على الديكتاتور، ارتأى ما يسمى بالوزراء إلى استباق الثورة باتخاذهم تدابير أمنية واجتماعية واقتصادية من باب الخوف والتخوف من تلك التجربتين التونسية والمصرية . ومن ضمن تلك التخوفات من قيام الشعب المغربي بتحرير بلاده بيده من الطاغية وحاشيته وزبانيته ، برزت حيلة الناطق الرسمي باسم ما يسمى بالحكومة المغربية الذي أعلن عن وقف وتيرة الزيادات في أسعار المواد الغذائية الأساسية بنقل 10% من اعتمادات الاستثمار صوب صندوق المقاصة لتوفير السيولة الكافية للدعم الذي قيل بأنه لا رجعة فيه.. كما وعد الوزير الأول الفاشي/ الفاسي ممثلي بعض الجمعيات من المعطلين للعمل على وقف احتجاجاتهم بناء على وعود مفادها أن الـ20 يوما المقبلة ستشهد معالجة كافة الملفات وتشغيل كل الأطر العليا المعطلة المنتمية للمجموعات التي ينتظم فيها أولئك العاطلون ، وهي خدعة لا يصدقها العقل ، إذ أين كان هذا الوزير قبل اندلاع الثورتين التونسية والمصرية ؟.
أما الديكتاتور فقد كان هدف زيارته لفرنسا بالضبط في هذا الظرف الحرج هو استعطافه لفرنسا ، ومطالبتها بمساندته بكل الطرق حتى يستطيع بفضل دعم هذه الأخيرة له كما جرت العادة بذلك التغلب على ثورة الشعب المغربي ، وفي نفس الوقت طمأنة فرنسا على أن الديكتاتور يتحكم بكل قواه في الجيش وقوات القمع التي لن تتخلى عنه في حالة إندلاع الثورة الشعبية ، كما تخلى الجيش التونسي عن الديكتاتور . متجاهلا في ذلك أن الموقف النهائي و الأخير في واقع الأمر ليس بيد الجيش المغربي الذي يعتبر مجرد دمية في يد الديكتاتور ، ولا بيد فرنسا التي تعتبر مستعمراتها القديمة مجرد محميات لاقتصادها ولنفوذها ، و لا بيد رئيسها الذي يعيش هو نفسه مشاكل بالجملة مع الشعب الفرنسي ، وقواه المعارضة لسياسته ، كما أن الشأن ليس حتى بيد أمريكا ، وإنما الحل هو بيد الشعب المغربي وحده الذي سيقدر على تحطيم كل الحواجز ، وتكسير كل الأغلال ، بالطبع إن هو أراد بلوغ درجة التحرر والانعتاق ، بل يستطيع أن يتجاوز كل المتارس من أجل تحرير نفسه من أغلال العبودية و الاستعباد ، وأن يضع بنفسه حدا للقمع و الظلم والقهر و الطغيان و العدوان الذي يتعرض له على يد المافيا الحاكمة ، و المتحكمة في السلطة و المال و الأعمال ، ، مستخدمة في ذلك القضاء من أجل حماية جرائمها بلا خوف و لا حياء ، و قمعها لكل مواطن في حالة تعبيره عن رفضه للطغيان . فهل ستستسلم فرنسا لمطالب الديكتاتور من أجل تقديم الدعم له على جميع المستويات ، نظرا لما يربطها معه من مصالح إقتصادية و تجارية وسياسية ، أم أن فرنسا ستعمل على ترتيب أوراقها و ترسم خططها لما بعد حكم الديكتاتور الذي سيرحل أجلا أو عاجلا لامحالة لما يقول الشعب المغربي كلمته ، وينزل للشارع... أم أن فرنسا ستقول في الشعب المغربي ما سبق وأن قالته في الشعب التونسي بعد فوات الآوان.. هذا ما ستظهره الأيام القادمة .
علي لهروشي
مواطن مغربي مع وقف التنفيذ
عضوا الحزب الإشتراكي الهولندي
عضو بهيئة التحرير لجريدة محلية باللغة الهولندية
أمستردام هولندا
0031618797058








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس لرياح التغيير من راد
ميس اومازيغ ( 2011 / 1 / 30 - 10:16 )
واو خلال 25 يوما المقبلة ستحل مشاكل البطالة بل ستفتح ابواب السماوات والأرض ليعيش الشعب المغربي الجنة الموعودة من قبل العصابة الحاكمة فلم الثورة؟ لا تخافوا ولا تجزعوا ايها المسؤولون ان الشعب المغربي يثق بكم اكثر مما يثق في نفسه بدونكم لن يستطيع البقاء انتم وحدكم الذين استطاعت الأم المغربية انجابكم.لا تخافوا ولا تتوسلوا لغيركم من اجل حمايتكم لن تظلموا فتيلا. كل ما يريده الشعب هو تمكينه من المسروق واعادته من حيث ما وجد ثم رحيل القصر بعد التخلي عن كل ممتلكاته مع الصبر لبضعة ايام ريثما يصدر حكم الشعب بالشنق امام الملء
رياح التغير هبت وليس لها من راد والشعب المغربي يعلم ان المقابل الذي سيدفعه من اجل الحرية والكرامة لن يوازيه اي مقابل لأي شعب آخر بالشمال الأفريقي لكن
النصر حليفنا في الأخير والذلة والمسكنة لعصابة اللصوص.
تقبل تحياتي.


2 - سترى.............
الشريف مهدي ( 2011 / 1 / 30 - 20:55 )
اطمءن ايها المناضل قد يرحل من اسميته الدكتاتور الدي هربت منه لتعيس بهولاندا وسيحل مكانه الشيخ عبد السلام يس ليقيم دولة الخلافة على منهاج النبوة وسترى انداك معنى الدكتاتورية والحكم بما انزل الله

اخر الافلام

.. إسرائيل تؤكد إصرارها على توسيع العملية البرية في رفح


.. شرطة نيويورك تعتدي على مناصرين لغزة خلال مظاهرة




.. مشاهد للدمار إثر قصف إسرائيلي على منزل عائلة خفاجة غرب رفح ب


.. أحمد الحيلة: قرار الجنائية الدولية بحق إسرائيل سيحرج الدول ا




.. في ظل تحذيرات من تداعيات عملية عسكرية.. مجلس الأمن يعقد جلسة