الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة الصبر الجميل

رحمن خضير عباس

2011 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


حينما صوب الأسلامبولي رشاشته الى رأس حسني مبارك . تمتم ببعض كلمات لم يسمعها انذاك سوى حسني مبارك نفسه . وقد علم الجميع بفحواها , اثناء محاكمة الأسلامبولي , الذي قال انه كان قادراً على قتل مبارك في تلك اللحظة .لكنه تركه لأنه لايريد سوى السادات . كان ذلك في حادث المنصة الشهير الذي ادّى الى اغتيال الرئيس السادات قبل ثلاثة عقود . ولقد اختير مبارك رئيسا لمصر باعتباره نائبا للرئيس بحسب الدستور . وكان الأعتقاد انذاك بان مبارك سيكون رئيسا لفترة انتقالية فقط . وذلك لأنه لم يكن معروفا ولايمتلك المؤهلات التي تجعله رئيسا لبلد بحجم مصر , التي تمتلك موقعا سياسيا حساسا . وفي بداية ولايته انقلب بلطف وكياسة على منجزات سلفه . ولاسيما علاقة الأخير المتشنجة بالقوى المعارضة . فشهدت مصر انفتاحاً على المعارضة , وفسحة من الحرية وبعض العمليات التجميلية للوضع الأقتصادي المتردي . مع الألتزام بمعاهدة كامب ديفيد . التي اصبحت امراً واقعا كما انها لاتحسب من مثالبه باعتبارها اقترنت بسلفه . واستطاع ان يدير دفة القيادة مستفيدا من الأخطاء والأزمات التي حدثت في المنطقة العربية كالحرب الأيرانية – العراقية ,ثم غزو الكويت التي ادت الى تدمير العراق . اضافة الى الوضع في لبنان والصراع الفلسطيني الأسرائيلي . اي ان الأوضاع المضطربة في في المنطقة , تجعل بعض الحكام يعتقدون بان قيادتهم حكيمة وينبغي ان تستمر الى الأبد . وهذا الأعتقاد جعل منه يعتقد بانه هبة النيل وانه وحزبه الوطني ينبغي ان يظلا في السلطة مهما كلف الأمر . كما ان هناك محاولات حثيثة للتوريث وذلك من خلال النفوذ الذي حصل عليه نجله جمال مبارك في الحزب الحاكم وفي مؤسسات الدولة . وحينما اجريت الأنتخابات الأخيرة . رافقها تزوير فاضح اجهز على العملية الديمقراطية , وكرس نفوذ الحزب الحاكم . مما جعل قطاعات من الشعب تعيش حالة من الغليان والغضب . نظرا للواقع المعيشي المزري وغلاء اسعار السلع الضرورية , وارتفاع معدلات البطالة الى اعلى مستوياتها .
لقد استشرى الفساد الأداري . واصبح النظام غير مكترث لما يجري في البلد من مشاكل اقتصادية تفاقمت واصبحت دون حلول . واكتفى النظام بمحاولة تجميل صورته وترحيل الأزمات الى عوامل خارجية
وتهميش كل انواع المعارضة . بل انه انتقم من كل من تسول له نفسه ان يتحدى – ولو شكليا – الرئيس كما حدث لمرشح الرئاسة ايمن نور !! .
كان المصريون وما زالوا , يهادنون السلطة ويحاولون حل المشاكل العالقة بشيء من التروي . وما حدث من عنف يوعز الى منظمات اسلاموية متطرفة . ولكن بعد ان بلغ السيل الزبى لم يتحمل هؤلاء المسحوقون والمهمشون اكثر مما يحتملوا . فهبت كل شرائح المجتمع مطالبة ليس بالخبز – مع اهميته – بل بالتغيير لوجه السلطة الذي كشف عن قبحه وشراسته . واعتقد انه من الخطأ الأستهانة بهذا الغضب ومن الخطأ ايضا تجيير هذه الهبّة الكبيرة لمؤامرة خارجية . ومن الأولى ان يعترف النظام باخطائه وان يتنازل عن الحكم ليتيح الفرصة للقوى الوطنية ان تاخذ زمام الأمر وان توصل البلد الى بر الآمان .
لقد كان للجنرال ديغول الفضل الكبير لبناء الجمهورية الفرنسية بعد ان ناضل في سبيل تحريرها من الأحتلال النازي . ولكن الشبيبة الفرنسية في الستينات رفضته , لأنها وجدته لاينسجم وعصرها . واستجاب ديغول لأرادة شعبه وترك الكرسي الذي فصّله على مقاسه . فهل يفهم مبارك هذه المعادلة في الوطنية والأيثار ويرحل ؟ اشك في ذلك . لأن الرجل لايمتلك افقا ديمقراطيا حتى يسلم السلطة سلميّاً .
اوتاوة في 29 /01 / 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على أرجاء قطاع غزة مع اشتداد المعارك في شرق رفح


.. أوكرانيا، روسيا، غزة: هل ستغير الانتخابات البرلمانية الأوروب




.. أوكرانيا: موسكو تشن هجوما بريا على خاركيف وكييف تخلي بلدات ف


.. لبنان.. جدل واتهام للمسرحي وجدي معوض بالعمالة لإسرائيل




.. متاعب جديدة لشركة الطيران الأمريكية بوينغ.. واختفاء مجهول لع