الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله ... الغائب عن الثورة

طلال سعيد يادكار

2011 / 1 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


من الملاحظ عن الانتفاضة الشعبية أو الثورية في مصر أو من قبل في تونس في أنه لم يرفع فيها أي شعار ديني ولم تنطلق شرارة الثورات باسم الله ولاباسم نبيه ولاتعالميه!!ولم ترتبط انتفاضة الشعبين بالسماء بل ارتبطت بالارض ولم ترتبط بالمقدس بل بالخبز ولم ترتبط بالشعائر أو العبادة بل بالعمل والبطالة !! ولم تكن مطالب الثوار أن يكون الحكم بكتاب الله وسنة نبيه ! لقد كان الله وما يزال غائبا عن الساحة . وهو غائب أيضا في البلدان العربية الاخرى المرشحة ( للانتفاضة والثورة ) والتي تنطلق فيها مسيرات ومظاهرات شبه يومية!!
في الحالة التونسية لم يكن للاسلام أي دور على الساحة التونسية منذ خمسينيات القرن الماضي حيث تم الغاء أحكام اسلامية خاصة في علاقة الرجل بالمرأة والتي جاءت في مجلة الاحوال الشخصية في عام 1956 . وتم ايضا احجام دور المؤسسات الدينية في المجتمع التونسي منذ تولي الحبيب بورقيبة الرئاسة التونسية الى أخر يوم من رئاسة بن علي, ولم ينتفض الشعب التونسي على حكامه في السابق لأسباب دينية و لم ينتفض انتفاضته الاخيرة لأسباب دينية أيضا, ولم يكن ضمن مطالبه ( الحكم بكتاب الله ) !! بل كان الله غائبا تماما عن الساحة ولم يظهر لاباسمه و بكتابه ولا حتى بنبيه !! وحتى بعد سقوط بن علي فليس هناك دور فعلي للاحزاب الاسلامية في صياغة السياسة التونسية أو المشاركة في الحكومة المقبلة!

أما في الحالة المصرية فعلى النقيض من الحالة التونسية فللاسلاميين , وخاصة حزب الاخوان المسلمين , دور فعلي ومؤثر في الواقع المصري اجتماعيا وسياسيا . وكانت مصر ولا تزال أرضا خصبة لنمو الحركات الدينية وأرضا لصراع الديانتين الاسلامية والمسيحية الى يومنا هذا. ولا ننسى مؤسسة الأزهر الدينية ودورها في المجتمع المصري ودورها أيضا في العالم الاسلامي من حيث الرقابة الدينية او اصدار الفتاوي.

ومع ذلك كله لم تنتطلق الاتفاضة المصرية باسم الله ولا باسم كتابه ولا باسم نبيه ولم يندس بين الثوار والمحتجين أفراد من الاخوان لكي يرفعوا شعارهم الخالد ( الاسلام هو الحل )!! لقد ( غاب الله ) عن الانتفاضة والثورة , ربما لم يغب , ربما نسيه الثوار الجائعون! لأن الجوع كافر! وكما قيل .. اذا ذهب الفقر الى بلد قال الكفر خذني معك!! والأزهر بشيخه وعلمائه ليس لهم أي صوت مسموع وأي دور ملموس سواء مع أو ضد الثورة, ولم نسمع أي فتوى فيما يخص الثورة الان وفي هذه المسالة المهمة والمصيرية لمصر!! فنحن تعودنا من الأزهر أن يفتينا في كل صغيرة وكبيرة في أمور ديننا أو دنيانا!! لقد غاب الله حتى عن الازهر!! حتى أن الشيخ القرضاوي في مخاطبته للثورة من محل اقامته في قطر, لم يذكر الله في هذه الانتفاضة ولم يدعوا الى الاحتكام الى كتا ب الله وسنة نبيه بل طالب فقط برحيل مبارك!! وهذا دليل على أن الدعوات الدينية وشعاراتها لاتطعم خبزا ولاتشبع جائعا!! ولم تعد تلك الشعارات تنطلي على الشعوب المضطهدة والجائعة!

فاذا كان التونسي قد نشأ في واقع علماني الى درجة كبيرة وليس له ميول دينية فان الغالبية العضمى للمصريين لهم ميول دينية ومع هذا لم يكن الله حاضرا في ثورتهم! ربما لهذا السبب ( غياب الله ) عن الساحة , ومن حسن حظ التونسيين والمصريين, غاب أيضا العنف الديني والذي يؤدي دائما الى اراقة دماء آلاف من الناس باسم ( الله ) !!

وربما وصل الناس الى درجة من الوعي الفكري الانساني بأن الصلوات لاتفتح أبواب السماء وأدركوا بأن الله لايتدخل في شؤن حياتهم .. وربما فهموا الان .. فهموا أخيرا بأن رزقهم لاينزل من السماء ولا يتحكم به ( ميكائيل ) بل يصدر من القصر الجمهوري ويتحكم به الرئيس!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صحيح ما قلت
مارا الصفار ( 2011 / 1 / 30 - 07:56 )
الاخ طلال
في اليوم الثاني لمظاهرات الغضب المصري
التقت قناة بي بي سي العربية باحد المواطنين المصريين
وسألته عن موقفهم بخصوص الاخوان المسلمين
قال : حاول بعضهم جرنا الى ان نتظاهر معهم
ولكننا رفضنا ذلك بشدة
لاننا لا نريد بلطجية من بعد حرامية

فعلا
كانت التظاهرات شعبية وتخلو من اي طابع ديني
والشعارات ايضا وطنية تعبر عن حقوق الانسان المصري البسيط

اتمنى ان يصلوا الى بر الامان دون الحاجة الى الله


2 - لم أفطن
عباس الخالدي ( 2011 / 2 / 22 - 20:52 )
لم افطن الى ذلك ياصاحبي طلال لاني يومها

اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |