الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( مفيش حد أحسن من حد )

حامد كعيد الجبوري

2011 / 1 / 30
كتابات ساخرة


هناك مثل شعبي عراقي وهو بيت من الشعر الشعبي جميل جدا يقول ، ( يا ريت حوبتنه تبين / طبيبين والثالث أمزين ) ، ومن المؤكد أن الكثير لا يعرف معنى هذا البيت الذي أصبح مثلا ، و ( يا ريت ) هي للتمني ، و ( حوبتنه ) بمعنى الظليمة التي وقعت علينا ودعونا الله ليأخذ لنا حقنا ممن ظلمنا ، و ( تبين) بمعنى تظهر العلامة على ذلك الظالم ، و ( طبيبين ) بمعنى أن ذلك الظالم الذي أفترى علينا يمرض ويذهب لطبيبين فقط لعلاجه ، وأما الثالث فهو الحلاق الذي يكون على يده موت ذلك الظالم ، والحلاق هنا هو الطبيب الجراح الذي يموت الظالم تحت مشرط يده ، كل هذا المثل والتوضيح له بسبب تلك الأقاويل التي لا يزال العرب يرددونها اتجاه الشعب العراقي ، وعودة ل 9 / 4 / 2003 م وسقوط صنم الدكتاتورية صدام والفراغ الذي أفتعله الجيش الأمريكي المحتل ، وتخريب ألبنا التحتية العراقية ، وفتح أبواب المصارف الحكومية من قبل المحتل ليسرقها قسم من الأحزاب والمرتزقة ، والكل يتذكر كيف تصدى العراقيون الشرفاء لمفردة ( علي بابا ) ، وكيف وقف الشعراء وبخاصة الشعبيون منها لدرء تلك الفرية على الشعب العراقي ، ويذكر الجميع أيضا أن الناس ، بل قل العوام منهم سرقوا مقرات الحزب المنحل ، وثكنات الجيش العراقي الذي سرّح نفسه من الخدمة آنذاك ، ولم يكن هناك تواجد فعلي للشرطة العراقية ، ومع كل هذا لم تسجل حادثة سطو أو سرقة لبيوت المواطنين ، وهذا يدلل على أن الشعب العراقي كان مترقبا للتغيير لا غير ، وأذكر هنا أن أحد أقاربي سرق من مقر الحزب المنحل جهاز حاسوب ، ولأن سكني قريب لذلك المقر فقد جاء قريبي بالذي سرقه ليضعه أمانة لدينا ليعود ثانية لجلب شئ مسروق آخر ، قلت له أني لا أوافق على إدخال شئ مسروق لداري ، قال لي أن الكل الآن يسرق كل شئ ، قلت له أنا لست من الكل ولا أسمح ببقاء الحاجة المسروقة لدي ، أجابني وماذا سأفعل إذن ؟ ، قلت له أعد الذي سرقته الى تلك اللجان التي شكلت لتستلم المسروقات وخذ وصلا به ، ذهب الرجل الى تلك اللجان التي اكتشفنا أن القسم الكبير منها مزيف ، وكانوا يأخذون المسروقات من السراق ، بمعنى أدق أن هؤلاء عصابة اتخذت من الدين وسيلة لتسرق ما سرقه الأصغر منهم من السراق ، وحادثة المتحف العراقي معروفة للجميع ، فاللصوص الأمريكان أخذوا السمين وتركوا الغث لغيرهم وهكذا .
ما حدث في جمهورية مصر العربية ، وقبلها في تونس الخضراء ربما يتشابه مع ما حدث في العراق ، معلوم ان الجوع سيف مسلط على الرقاب جميعا ، وهذا ليس تبريرا للسرقة ، وقديما أطلقها الاشتراكي الإسلامي أبو ذر الغفاري حيث قال ، ( عجبت لمن لا يجد قوته لا يحمل سيفه ) ، وليس في بلاد العرب وحسب بل في العالم أجمع ، كلنا يتذكر ما حدث في فرنسا قبل سنوات قليلة من تحطيم لواجهات المحلات وسرقة محتوياتها ، والجوع كما قلنا قاتلا فها هو جد الرئيس الأمريكي الأقدم ( ريغان ) يأكل من جثة صديق له مات وهما ببلاد الاسكيمو بعد أن واجهتهم عاصفة ثلجية أضاعا من خلالها الطريق ، وما ألصقه العرب بنا وعيرونا به من نهب للمتحف العراقي حدث ببلاد الفراعنة أيضا ، مع ملاحظة الفارق ، الجيش الأمريكي المحتل للعراق يحطم أبواب المتحف ليسرقه ، في حين أن أبناء الشعب المصري حطموا أبواب متحفهم ليسرقوه دون قوات أمريكية مساعدة ، لم يسرق العراقيون بيوت أهليهم في حين نجد ( البلطجية ) المصرية تسرق بيوت أهل مصر الشرفاء ، وما حدث من نهب للمصارف الحكومية في العراق حدث أيضا بمصر ، ولكن العراقيون لم يحطموا محلات الناس أو التجار لينهبوها ، ونرى الشعب المصري فعلها ، وشاهدنا ما حدث على الفضائيات من محاولة أقتحام مرآب للسيارات يملكه تاجر مصري ، وكيف دافع ذلك التاجر وأبنائه عن ممتلكاته العامة ، والله أنها ليست شماتة بهم ، ولكنها تذكير لهم بأن الشعوب أجمعها تمارس نفس الممارسات بعينها ، سواء بالشرق أو الغرب ، الشمال أم الجنوب ، اللهم لا شماتة وأحفظ الشعوب العربية وغيرها من شر الأشرار ، وطمع الطامعين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابي ذر الغفاري الاشتراكي الاسلامي؟
د قاسم الجلبي ( 2011 / 1 / 30 - 10:48 )
سيدي , مقاله قيمه تذكرنا بما فعله العراقيون من سلب ونهب لمقرات الحزب الفاشي وسلب اموال الشعب من البنك المركزي العراقي , واليوم يعاد في ارض الكنانه المصريه الثائره . اخي تعلمنا من الكتب الماركيسيه ومن رواد الفكر التقدمي تعلمنا بوجود فلسفه اشتراكيه واحده وهي الاشتراكيه الماركيسيه و وظهر لنا اليوم ومن مقالتكم هذه بوجود مفهوم الاشتراكي الاسلامي ابي ذر الغفاري والمطلوب سيدي ماهي هذه الاشتراكيه الاسلاميه؟والاسلاميون يحرمون الفوائد الماليه المترتبه من وجود الراءسمال في البنوك وهو عنصر مهم لتحريك دفه الاقتصاد في النظامين الراءسمالي والاشتراكي , ولكم مني فائق التقدير


2 - الثروة المنهوبة
سعد المهدي ( 2011 / 1 / 30 - 11:14 )
من سرق مصرف الزوية قبل اشهر من سرق المصارف بعد سقوط الصنم ثم من يسرق الثروة الان ان موضف بسيط في ادارة امانة بغداد اصبح يملك العمارات والفلل الفارهه في مصر ودبي ان مدير ضريبة او كمارك يملك ضعف مايملكه حسني مبارك. ثم انت تتهجمم على الشعب المصري الذي تحدى اعتى نظام بوليس في المنطقة فيي وقت 21 بالمائة من ميزانية العراق تذهب الى اشخاص لايتجاوز عددهم الالف.الاولى ان تنصح الشعب العراقي قي استعادة ثرواته سوى المنهوبة ايام صدام او التي نهبت الان


3 - د قاسم و / الثروة المنهوبة
حامد كعيد الجبوري ( 2011 / 1 / 30 - 12:48 )
الدكتور قاسم الجلبي بودي أن تعيد قراءة الموضوعة لأني قلت أعتقد وهذا رأيي الشخصي أن الشخصية الأسلامية أبو ذر الغفاري هو الأشتراكي الأول ومن خلال فعله وتقريره وممارساته ، وهذا لا يعني أن الرجل أشتراكيا ثم ألم تلاحظ قول النواب مخاطبا علي ع وهو يقول له لو تأتي هذه الأيام لحاربوك وسموك شيوعيا وهذا لا يعني أن علي ع شيوعي ، وأما أستاذنا سعد المهدي فأقول لك أخي أنا لم أدافع عن اللصوص والسراق بيومنا هذا وما قبله وما بعده وأعرف تماما أن الشعب المصري لا ينام على ذل وحاشاه ذلك ولكن البلطجية كما يوصفون عاثوا في الأرض فسادا وشكرا لك لتفهمك الواقع العراقي السئ سواء بأيام الطاغية المقبور أو لما بعد الطاغية


4 - رحيم
حامد كعيد الجبوري ( 2011 / 1 / 31 - 07:14 )
لا اعرف ماهي المخالفة في النشر اولا وشكرا لك استاذي الفاضل هذه النفحات الشيوعية الجميلة وكل ما ذكرته انت حقيقة واقعة دمت وسلمت

اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج