الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نواب للأمة أم على الأمة

مسعود محمد

2011 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


أدخلت استقالة وزراء الثامن من آذار بالتواطىء مع الوزير الوديعة البلاد في نفق أزمة جديدة. حادثتان كشفتا المدى الانقلابي لهذه الاستقالات، البروفه الانقلابية، عندما توزع يوم الثلاثاء الفائت تجمعات من مئات الشباب من عناصر حزب الله بلباس أسود على بضع مناطق في البسطة، رأس النبع، بشارة الخوري، ومستديرتي الطيونه وشاتيلا، وبئر حسن، بالتوازي مع كلام عن توزيع أسلحة على حلفاء الحزب خاصة في المناطق الشرقية، لدب الرعب بقلوب المواطنين والتأثير على نتيجة الاستشارات النيابية. الحادث الثاني حصل يوم السبت الماضي عنما ألغى فندق جابرييل في الأشرفية، تحت الضغط، اجتماع لكوادر وشباب قوى الرابع عشر من آذار، مما دفع الشباب باشارة رمزية الى استكمال الاجتماع بالشارع رفضا لقمع الحريات وتأكيدا على حقهم بالتعبير. الحادثتان نموذج واضح لما يمكن أن تكون عليه الصورة في مرحلة ما بعد استلام قوى الثامن من آذار للسلطة السياسية في البلد في حال نجحوا بتسمية رئيس للحكومة، وبالتالي تشكيل حكومة اللون الواحد. عشية الاستشارات النيابية الملزمة الانظار كلها متجهة نحو نواب الأمة المفترض بهم التعبير عن هواجسها، وحماية مصالحها. الخطوة الانقلابية تحمل في طياتها ملامح تتعلق بموقع لبنان في النظام الاقليمي الجديد الذي تحدث عنه الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لدى زيارته الأخيرة الى لبنان. وهو النظام الذي تطمح الى فرضه طهران في مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي من العراق وأفغانستان، الاستقالات جاءت قبل نحو اسبوع من اجتماع دول 5+1 لبحث المقترحات حول الملف النووي الايراني، تلك المفاوضات التي انتهت أمس في اسطنبول بالفشل، حسب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. ويبدو أن حزب الله والمعارضة من خلال خطوة الاستقالات ارادوا استدراج واشنطن لبدء مفاوضات حول المحكمة ومواضيع أخرى على غرار ما حصل في العراق، من هنا على نواب الأمة التنبه الى أن المسألة لم تعد خلافا داخليا، أو تداولا للسلطة كما يروج له، بل أصبح الخلاف على موقع لبنان ووجهته وصورته. على نواب الأمة الاختيار فيما بين لبنان الانفتاح والرسالة، أو لبنانستان كنموذج يحاكي نموذج غزة بعزلتها، ومعارضتها للمجتمع الدولي، وبالقمع الذي تمارسه سلطة حماس، بالتكاذب الذي تمارسه عبر اعلانها الاصرار على المقاومة مقابل منع العمليات عن بقية الفصائل الفلسطينية والتعايش مع العدو الصهيوني مقابل استمرار حكمها، وخنق الرأي الآخر لضبط الأمور لصالحها.
الى النائب وليد جنبلاط، منذ فترة وانت تتحفنا بنظريات التخلي عن المبادىء والشهداء لحفظ السلم الأهلي، وتتواتر التسريبات حول تهديدك بالقتل، وتهديد الطائفة الدرزية الكريمة بالاجتياح. على قاعدة هذا الخوف، تخليت عن قناعاتك، وعدت لصفوف اليسار متفاخرا بانتمائك اليه، وعدت الى لغة الانعزال والعزل، لتنقذ عنقك والطائفة. يقال انك قارىء جيد للطالع والكتب، وقادر على القراءة فيما بين السطور، هل حفظ السلم الأهلي يكون بالعراضات العسكرية، وتهديد الناس؟ أدعوك الى قراءة تجربة اليسار الايراني الذي تحالف مع الامام الخميني وسهل له وصوله الى السلطة واستلام الحكم. هل تعلم كيف كوفىء اليسار الايراني؟ بالذبح والالغاء يا سعادة النائب اليساري، نذكرك بمصير رفاقك باليسار الايراني لعل الذكرى تحيي ما تبقى لديك من ضمير. هل المطلوب من أكثر من نصف الشعب اللبناني بعدما انتخبك وحملك الأمانة التخلي عن قضيته لحفظ دمائك؟ وهل دمائك أغلى من دماء شهدائنا؟ نواب الأمة في كتلة اللقاء الديمقراطي هل انتم نواب الأمة أم نواب وليد جنبلاط، وفاء للذين تحت الأرض وخدمة للذين فوق الأرض، شاوروا ضميركم واحفظوا الأمة التي أعطتكم شرف تمثيلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا