الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض الشعوب لازالت على قيد الحياة

ايدن قسون
Aidn Qassoon

2011 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


منذ زمن بعيد لم نسمع أو نرى شعبا من شعوب العالم وخصوصا احد الشعوب العربية وقد انتفض انتفاضةَ استشهادية بوجه نظامه الحاكم (الدكتاتوري). وإن كانت انتفاضة الشعب التونسي الأبي هذه قد أتت بعد انتفاضة الشعب العراقي عام 1991 والتي قمعت بأعتى أشكال الوحشية والإجرام, ثم أتت انتفاضة الشعب الإيراني الأخيرة على خلفية الانتخابات الايرانية وفشلت في تحقيق مآربها لأسباب عديدة لا نود الخوض في تفصيلاتها الان. ولكن عدة فروق تميزت بها انتفاضة الشعب التونسي أدت إلى تحقيق النتيجة المرجوة منها من خلال الإطاحة بنظامه الدكتاتوري الفاسد, من تلك الفروق أن الدكتاتورية لها درجات وفي حالة النظامين العراقي السابق والإيراني الحالي فإن دكتاتورية ووحشية هذه الأنظمة كانت في قمتها نسبة الى نظام تونس المطاح به, وهنالك الفروق الثقافية والفكرية بين هذه الشعوب، حيث يعتبر الشعب التونسي المتأثر بالثقافة الغربية –والفرنسية على وجه الخصوص- يعتبر شعبا متقدما ثقافيا وفكريا بشكل أو بآخر. وهنالك عامل التكنولوجيا المتطورة التي لعبت دورا هاما في تحشيد وتنظيم الشارع التونسي كالوثائق المنشورة على موقع ويكيليكس والتي تتهم النظام التونسي بالدكتاتورية والفساد والانترنت والأجهزة الخلوية التي لعبت دورا في تنظيم الشارع وتأجيجه. كل هذه العوامل إضافة إلى العوامل الداخلية من سوء الأحوال الاقتصادية إلى سأم الشعب من عدم تغيير النظام لمدة 23 سنة وتضييق الحريات.. إلخ كلها ساهمت بشكل كبير وصغير في قيام هذه الانتفاضة المباركة التي دلت على توق الشعب التونسي للحرية والتغيير إضافة إلى تحصيل حقوقه المشروعة من نظامه الفاسد ما جعل لعاب الشعوب العربية المكبوتة يسيل شوقا للديمقراطية والحريات المدنية المشروعة والحقوق والتغيير, وبقراءة بسيطة للواقع العربي في الفترة الحالية نستطيع أن نستنتج ان كثير من الشعوب العربية بدأت تقتدي بالنموذج التونسي الفدائي من اجل الإصلاح في حكوماتها, ولكن كي نكون واقعيين لا بد لنا ان نلاحظ ان بعض الحكومات العربية يصعب جدا تغييرها أو إرغام رؤوسها على التنحي عن السلطة, إذ لبعض هذه الحكومات جذور متأصلة في قمع شعوبها والفتك بأي عقل يميل الى مثل هذه الأفكار _الخائنة_ للنظام والدولة. إذ في بعض الدول العربية تعدى الامر الفساد الحكومي وانعدام التغيير الى البطش والاجرام وقمع كل منابع التفكير مهما كانت درجة تباينه مع أي وجهة نظر للسلطة الحاكمة في ذلك البلد ما جعل هذه الشعوب مغلوبة على امرها وضعيفة ومتفككة اجتماعيا وسطحية في تفكيرها بشكل عام ما يصب اخيرا في صالح بقاء الحال على ما هو عليه ويستمر التغيير حلما للاقلية الواعية فقط.
ومن ذلك ما كان موجودا فعلا في العراق قبل اسقاط النظام المجرم السابق من قبل الولايات المتحدة الامريكية, إذ كان اسقاط النظام العراقي السابق حلما مستحيل التحقيق بالنسبة للشعب العراقي الذي كان محروما من ابسط مقومات الحياة قبل سقوط النظام وهو عائم على بحر من الثروات الطبيعية. ولكي نفهم سبب صعوبة أو استحالة اسقاط وتغيير بعض الانظمة العربية نستطيع ان نقارنها بالنظام العراقي المباد من حيث السياستين الداخلية والخارجية.
فمن ناحية السياسة الداخلية كلنا وكعراقيين شهدنا مدى بطش واجرام السلطة الحاكمة في زمن صدام المباد, فالوضع الاقتصادي للعوائل العراقية كان في أسوأ حالاته, والوضع الثقافي كذلك إذ كانت أي حركة ثقافية من أي نوع ممنوعة ان لم تكن تمجد بطولات ومغامرات النظام وحروب القائد الخرفة, ومن السيطرة وكبت وتضييق الخناق على الشعب ( حيثكان والدي يحنق علي دائما اذا سببت او انتقدت القائد العظيم كلما رأيته على شاشة التلفاز في داخل البيت, وليس السبب حبه لذلك القائد بل كان السبب هو مصلحة العائلة كي لا تضيع في سراديب وسجون النظام الخفية التي تحتوي على أساليب تعذيب أشبه بالخرافات والتي ابتلعت على مر السنين الكثير من الأفراد والعائلات العراقية البريئة).
وكثير من الأسباب التي كانت تجعل من المستحيل الإطاحة بالنظام العراقي السابق بحركة داخلية منظمة او بانتفاضة شعبية كانت لتقابل بالدبابات والمدرعات كما قوبلت الانتفاضة التي سبقتها عام 1991.
وإذا كان ما ذكر سالفا اعلاه هو نموذج لكثير من الأنظمة العربية الحاكمة حاليا
فكيف بالله عليكم يكون في الامكان تغيير النظام في هذه الدول أو الوقوف بوجهه. وخصوصا في الدول العربية التي تحتوي على اكبر نسبة جهلة في العالم (بحسب تقرير الامم المتحدة الاخير للتربية والتعليم في العالم).
اذا فان لتغيير الانظمة العربية محورين اثنين: الاول منهما هو في حالة وجود امكانية كبيرة للتغيير ويتم ذلك من خلال التظاهر والرفض والمقاومة بلا توقف الى ان تتحقق اهداف الانتفاض.
والمحور الثاني يتعلق ببعض الانظمة الدموية المجرمة والتي يصعب بل ويستحيل التظاهر ضدها او انتقادها علنا وهذه الانظمة تحتاج معجزة او بحر من الدماء لتغييرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحسنتم رائع جدا
حميد كركوكي ( 2011 / 1 / 30 - 13:19 )
أنا معكم، وباالنسبة إلى المصر لا أعتقد أن أسرائيل أو أمريكا تتخلى عن قرقوش مصر المبارك و أعتقد أن مبارك سوف تدعم من قبل جميع الرجعية العربية على رأسها السعود و أمريكا للحفاظ والبقاء ، وأن هذه الثورة تصبح كشقيقتها في إيران (العام الماضي) في محل النسيان ، لأن الأجهزة القمعية في مصر تتشابه الأجهزة القمعية لدى ملالي طهران . و سياسة أمريكا لا تتخلاّ عن قناة السويس و لا عن السفارة الأسرائيلية في القاهرة ! هذا وشكرا لكم

اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد