الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدروس الثمينة من الثورتين التونسية والمصرية ..؟ - ا

جريس الهامس

2011 / 1 / 30
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الدروس الثمينة من الثورة التونسية المظفرة ..؟ - 1
في بلاد مدمرة نسي شعبها من هو .؟ وسحق الإستبداد المزمن الذاكرة الجمعية ومسح وجه التاريخ فيها , وأتاح ,الفرصة أمام عصابة المنافقين والقوادين واللصوص الملتفة حول عائلته وعائلة زوجته لنهب المال العام والخاص واغتصاب لقمة العيش من فم الجياع كما فعلت ومازالت تفعل عصابة المافيا الأسدية طيلة أربعة عقود في سورية بدعم مباشر من الغرب الإستعماري وإسرائيل .. حيث لم تعد تعرف أيها المواطن الشريف الذي تأكل خبزك من عرق جبينك.. أهلك فيها ولم يتعرفوا عليك خوفاً وهلعاً من عسس السلطان الطاغية ..؟ تصحّر كل شيئ.. كل شيء تصحّر .. يشكو الظمأ والجوع والعطالة ... الأفواه الجائعة ,,العاطفة الإنسانية المجمدة ...حتى علاقات القرابة والعائلة تحتاج لأمر شاهاني من الباب الأعظم لتسير على سجيتها أما الصداقة ورفقة النضال والوطنية التي عشناها في شبابنا لم يعد لها وجود عند تجار المبادئ وطواويس التنظير والبهورة كله تصحر .. إلا ماندر من ( العثاقي ) القديمة وبعض الزنابق الشابة النادرة الثابتة بين الصخور تتحدى تصحر الزمن وعقل السلطان الطاغية ....حتى مجرى نهر عاصمتنا القديم الذي كنا نسبح فيه ونحن صغار اختفى من الوجود كأنه قرر الإنتحار خجلاً وغاب ..,,

وجاءت ثورة تونس الرائدة لتعيد لنا شبابنا طفرة واحدة .. لاأستطيع وصفها تسمرنا أمام التلفاز والنيت والفيسبوك بالتناوب مع عزيزتي مريم نسينا الطعام كأننا في شوارع دمشق في الخمسينات والستينات نسقط حلف بغداد – ونسقط ديكتاتورية الشيشكلي ونرغمه على الفرار في 25 شباط 1954 تاريخ لاينسى يومها صعدنا على أول دبابة لأصدقائنا العسكريين قدمت من معسكرات قطنا أمام مبنى الإذاعة السورية القديم في شارع جمال باشا .. يوم صعد قائدها من برجها يومها وهو يهتف يحيا الشعب يحيا الشعب ..ورفعناه على أكتافنا ... هل يذكرتلك ماّثر شعبنا من بقي حياً من رفاقنا ..لاأعلم ؟؟؟ هكذا كانت العلاقة بين الشعب والجيش في سورية في العهد الجمهوري .. قبل إغتصاب السلطة من الشعب بواسطة العسكر تنفيذاً لماّرب أجنبية معروفة بعد الثامن من اّذار 63 حتى اليوم أوصلتنا إلى الحضيض ...وأعتقد جازماً اليوم إن موقف جيشنا السوري عندما يوضع في مواجهة ثورة الشعب السوري القادمة ضد نظام الإستبداد واللصوصية الأسدي ,, لن يكون غير موقف الجيش الوطني التونسي والجيش الوطني المصري ... وأعود لبعض سمات الثورة في تونس ومصر بين التطابق والإختلاف..
- بدأ ثورة تونس الشهيد بوعزيزي الذي أحرق نفسه لينير الطريق بجسده للجياع الحفاة في بلاده ليثوروا ويستردوا حقهم في الحياة والحرية والكرامة من الطاغية إبن علي وعصابته ..
- بدأت الثورة من الريف التونسي – من أفقر منطقة فيه - محافظة بوزيد – التي كان الرئيس السابق بورقيبة يطلق عليهم " ولد الحفيانة " ويحاول دوماً إسترضاءهم ,, إذا بدأها الفقراء المعدمين الذين لايخسرون من الثورة غير قيودهم وعبوديتهم وأنضمت إليهم سائر الطبقات المهمشة والمسحوقة ومجموعات المثقفين الديمقراطيين كالمحاميين والصحفيين والكتاب وغيرهم ..
- - انتقلت إلى المدن والمحافظات الأخرى كالنار في الهشيم وهنا لعبت الأحزاب التقدمية والإتحاد العام للشغل دوراً تنظيمياً مقبولاً وطرح لأول مرة شعار إسقاط النظام الديكتاتوري والحزب الأوحد ...وتحققت نظرية ماوتسي تونغ في الثورة الصينية في بلدان العالم الثالث الزراعية : ( تطويق المدن بالأرياف ) وبهذا كانت المعركة الحاسمة بعد فرار إبن علي في تونس العاصمة التي أضحت بيد الثوار الزاحفين من كل المناطق بعد تصفية جميع مراكز الحزب الحاكم وأوكار الطاغية وحاشيته كلها ..
- المعركة لم تنتهي بطرد بقايا النظام الأوليغارشي من الحكومة وإن كان الجزء الرئيسي من الثورة قد أنجز .. فلا يزال نفوذ البورجوازية الكومبرادورية التابع لفرنسا وأمريكا وألمانيا بشكل عام قوياً يحتاج لتقليم وفرض حقوق الشغيلة التوانسة المغتصبة على الشركات الأجنبية التي تغص بها تونس المظفرة وشعبها البطل...
- إن إنتصار ثورة الفقراء والمهمشين والديمقراطيين في تونس كحركة تحرر وطني بالإعتماد على النفس .. ودون أية مساعدة أممية أو قومية هو بادرة هامة ورائدة شجعت جياع الوطن العربي كله والمضطهدين فيه من أنظمة الإستبداد والمافيات الحزبية والعائلية وحكم الفرد الشمولي والعنصري في كل مكان ..
- من مصر أرض الكنانة التي أرغمت اليوم الطاغية حسني مبارك على تعيين نائب له وإقالة حكومته .. وسوف يرحل طاغية مصر ليلحق بإبن علي في الساعات القادمة ولن تفيده نصائح " هيلاري " في شيء ...إلى اليمن وطاغيتها ,, إلى السودان وطاغيته ,, إلى الجزائر والأردن وقريبأً جدا إلى سوريا الأسد ولايظن الطغاة كلهم في المنطقة ومعهم ولي الفقيه في طهران أنهم في منجاة من المصير نفسه ...
... وأنصح في النهاية طاغية دمشق والمافيا الأسدية المحيطة به بالرحيل وتسليم السلطة لحكومة إنتقالية مؤقتة
تحتكم لصناديق الإقتراع في إنتخابات حرة ونزيهة بإشراف الأمم المتحدة لإنتخاب السلطات في الجمهورية العربية السورية البرلمانية الثانية وفق دستور علماني ديمقراطي حديث .. أنصح طاغية دمشق لتجنيب سورية الحبيبة الفوضى والتخريب والضحايا قبل فوات الأوان ...
وسأتابع في حلقات قادمة ثورة مصر " ارض الكنانة " التي تطرق أبواب النصر النهائي وفرار الطاغية بعد أن أسقط بيد أوباما وناتنياهو في حمايته دون أن أنسى التحية للجيش التونسي والجيش المصري اللذين وقفا بجانب الشعب وثورته وخياراته الديمقراطية .. ولن يكون جيشنا السوري رغم كل العبث الأسدي لإفساده – أقل وطنية من الاّخرين .....
لاهاي – 30 / 1 جريس الهامس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية تقدير للاستاذ جريس الهامس
مكارم ابراهيم ( 2011 / 1 / 30 - 19:27 )
تحية طيبة سيدي الفاضل جريس الهامس
وشكرا على المقالة وتحية للجيش التونسي والمصري لوقوفهما مع الشعب
وللاعلام ان السبت القادم 5 شباط سيكون دور الانتفاضة للشعب السوري نرجوا من الجيش ان يقف مع الشعب
امتناني وتقديري الفائق
مكارم


2 - ليس عيبا أن نتعلم من الخصوم
fares awad ( 2011 / 1 / 31 - 13:55 )
هل بذرة الديمقراطية أمريكية المنشأ
أنا من قرية تهتم بالزراعة, والتي تنضج في أواخر الخريف, وتشتهر المنطقة بزراعة البازلاء, وكوني فلاح من الدرجة الرابعة أو الخامسة ,سألت فلاحا من الدرجة الأولى ,ما نوع ومصدر البذار فقال بكل بساطة وثقة أمريكية أو (أبنتها) وتعني الكلمة الثانية أن الأولى زرعت في البلد وأصبحت هجينة وسعر كيلو البذار بحدود خمسماية ليرة سورية تقريبا إن وجدت .
وتحتاج فترة لأقل من شهر كي تنبت , وبعد أقل من ستة أشهر يتم القطاف وغالبا مايتحكم بالزراعة هو ندرة مياه الري بعد شهر حزيران .
انهامقدمة زراعية لاستنتاجات سياسية وإيديولوجية وهبات اجتماعية بدأت تعم الوطن العربي وربما الرياح عصفت من العرب الأفارقة رغم أن البذرة بالأساس كانت في عرب أسيا .
هل ماقامت به العدوانية الأمريكية في العراق كان البذرة التي بدأت تنمو فوق الأرض في واقعنا العربي ؟
أيمكن تغيير النظام السياسي وماتبعه من تحول اجتماعي له دور المقدمة في التحول؟
هل سيتم تشكيل شرق أوسط جديد على قاعدة العداء لأمريكا وبقيادات وطنية محلية ومستقلة بقرارها السياسي بعد أن شاهدت الجماهير العربية عبر شاشات التلفاز ك


3 - تغيير في موعد الانتفاضة في سوريا
مكارم ابراهيم ( 2011 / 1 / 31 - 20:16 )
تحية من جديد سيدي الفاضل جريس
اريد فقط الاعلام بتغير موعد الانتفاضة للشعب السوري الى يوم الجمعة 4 شباط حسب الاعلان
وفي الواقع تحدثت مع البعض وارى ان هناك نسبة كبيرة من مؤيدي بشار الاسد عفوا الدكتور بشار الاسد وسيخرجون في مظاهرات مضادة للمنتفضين بقولهم انه القوة الوحيدة ضد اسرائيل في المنطقة في الواقع هناك من يراهن بعدم حدوث اي تظاهرات في سوريا
على كل حال سننتظر ونرى
مع خالص احترامي وتقديري
مكارم


4 - حقبة الحرية لم تعد سراباً
نقولا الزهر ( 2011 / 2 / 1 - 01:05 )
أبوحنين العزيز. ما يجري في مصر سمفونية رائعة لم تر مثلها أرض الكنانة منذ عام 1919 لقد سقطت بعد تونس ومصر مقولات كثيرة.ومن أهمها مقولة:كما تكونوا يولى عليكم.وكذلك سقطت مقولة أن العرب لا يريدون الديموقراطية ويستمرئون الاستبداد، وكذلك سقطت مقولة وفزاعة الإخوان المسلمين التي كانت تطبل بها الأنظمة العربية.تحياتي


5 - إلى الأخت مكارم والأخ فارس
جريس الهامس ( 2011 / 2 / 1 - 08:33 )
الأخت مكارم شكراً لمرورك و تبليغ موعد إنتفاضة شعبنا السوري كما وصلت على النت والفيسبوك من عدة مصادر وسواء كان الموعد في 4 أو 5 شباط الحالي المهم تحقيق المعجزة الشعبية في في الحقيقة رغم أنف الإستبداد ...؟
وإلى الأخ فارس عواد : الديمقراطية ليست بذرة أمريكية ولن تكون مادامت أمريكا القطب الأوحد للرأسمالية المتوحشة التي تنهب شعوب العالم .. الديمقراطية حكم الشعب بالشعب نشأت في أثينا قبل الميلاد وأنتخت الحضارة اليونانية الرائدة وفلاسفتها الرواد في العالم .. أما إنتاج الحبوب والبذار الأمريكي الجيد فهو من إنتاج الفلاح الأمريكي والعامل الأمريكي وعلماء المختبر وليس من إنتاج المستعمرين الأمريكان وشعوب بلادنا والشعوب الأوربية أنتجت حصارات وتقدم علمي في المناخات الإنسانية الملائمة وفي حقب قديمة وحديثة وهذا موضوع خارج الموضوع . الشعوب تريد الخبز والعمل والحرية وليس العداء لأمريكا كما قلت والأمر معكوس أمريكا هي التيدعمت أنظمة الإستبداد والديكتاتورية والفساد في العلالم الثالث ومعها إسرائيل وأوربا الأنظمة وليست الشعوب أمريكا هي التي تعادي شعوبنا بدعمها للأنظمة الفاشية


6 - العزيز أبا نسرين
جريس الهامس ( 2011 / 2 / 1 - 08:54 )
أشكر مرورك علينا وأقول إن ثورات الشعوب العربية التي إنتقلت من تونس إلى مصلا واليمن والسودان والأردن وغيرها انتقال النار في الهشيم أسقطت تابومن المفاهيم والمسلمات الرجعية والإرهابية القمعية التي كرستها أنظمة الإستبداد والديكتاتورية من جهة والقوى الظلامية من جهة أخرى كما تفضلت .. كما أسقطت نظريات الدكاكين الحزبية وقياداتها المشخصنة التي فشلت في التغيير .. وهكذا سبقت الجماهير القيادات بأشواط وصنعت قياداتها في الساحة من صفوفها ثم التحقت الأحزاب بها .. في سورية أسقطت مجلداً من التضليل والتخويف والأراجيف .... المستقبل للشعوب وحقها في الحياة الحرة الكريمة مودتي نعتز بكم .

اخر الافلام

.. فرنسا -غارقة في المجهول-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان، من س


.. هل فرنسا قادرة على تشكيل -ائتلاف حكومي-؟ • فرانس 24




.. -مواجهات محتدمة- وإطلاق الغاز المسيل للدموع في ساحة الجمهوري


.. رفع علم فلسطين على جسر موستار الأثري بالبوسنة والهرسك




.. عاجل| 10 شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي على جباليا النزلة