الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هب رياح ثورة الشعب التونسي على الشعب المصري؟

صباح قدوري

2011 / 1 / 30
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


نعم... واخيرا وليس اخرا، قد هب هذا الرياح على انتفاضة الشعب المصري البطل. ودخلت هذه الانتفاضة المجيدة يومها الخامس على التوالي، لتشمل معظم محافظات مصر الكبرى، وخاصة في قلب العاصمة القاهرة. لقد حشد وتجمع في ميدان التحرير والاماكن الاخرى مئات الالوف من الشعب المصري. معظمهم من الشباب وبمشاركة النساء وفئات اخرى من الجماهير الغاضبة، ليطلقوا بصيحاتهم عالية ضد حسني مبارك وازلامه في السلطة الديكتاتورية. قادوا هؤلاء، البلاد الى المجاعة والاحتقان السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، من خلال حجب الحريات العامة والديمقراطية عن الشعب ، وتفشي ظاهرة الفساد الاداري والمالي بنطاق واسع في كافة المستويات الادارية والحزب الحاكم، وفرض قانون الطواري منذو سنة 1981 ولحد اليوم ، والتزوير والغش في الانتخابات التشريعية والراسية ومجالس المحلية.

تصرخ الجماهير المصرية في انتفاضتها المباركة ، لتقل كلمتها الاخيرة، ضد الفقر والقهر والقمع وهدرالكرامات ونهب الاموال والممتلكات العامة ، مطالبا بالتغير والاصلاح الجذري في السلطة ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية، والاعلامية، وبرحيل حسني مبارك ورؤوس نظامه، وايداعم رهن العدالة لمحاكمتهم، وانزال عقاب الشعب العادل بحق مرتكبي الجرائم.

ان الاجراءات المتاخرة التي قام بها الديكتاتور حسني مبارك واجهزته القمعية بعد ثلاثة ايام من اندلاع شرارة الانتفاضة، لمعالجة الوضع الثوري الملتهب في الشارع المصري، وذلك في اعلان حالة منع التجوال في الشوارع لساعات عديدة( من 3 بعد الظهر الى 8 صباحا)، وقطع وسائل الاتصالات من التلفونات النقال والانترنيت والفيسبوك والتويتر واليويتوب عن المواطنين، وحجب مواقع الصحف الالكترونية، ومنع اخذ الصور وتغطية الاخبار عن الانتفاضة، وما يجري من التظاهرات والاحتجاجات في شوارع المدن المصرية من قبل الصحفيين والقنوات الفضائية المختلفة، والتعتيم الاعلامي بكل وسائل عن الانتفاضة . وتعين رئيس جهازه القمعي-الاستخباراتي عمر سليمان نائبا له ، واحمد شفيق رئيسا للحكومة الجديدة والمكلف بتشكيلها، والايعاز الى الجيش باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، للانتشار الواسع في الشوارع واماكن التجمع والتظاهرات، ، وذلك لمنع الجماهير من استمرراها في الاحتجاجات والتظاهرات والتعبير عن غضبها من اجل انهاء الحكم الحالي، واقامة حكومة وطنية بديلة، قادرة على تلبية وتحقق تطلعات ومطاليب الشعب المطروحة، في انهاء النظام الديكتاتوري، واجراء الاصلاحات الجذرية على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ولتحقيق الحياة الحرة الكريمة للشعب المصري.

ان هذه الاجراءات الترقيعية التي اقدم عليها حسني مبارك ومن معه من حاشيته في السلطة، والسكوت النسبي من الولايات المتحدة الامريكية ومن قبل دول الغرب الكبرى الحليف الاستراتجي للنظام ،على رغم من دعمها الضمني لهذه الاجراءت الشكلية ، لا تلبي بسقف الطلبات والطموحات التي ينتفض الشعب المصري من اجلها، واصراره وتواصله على التغير الجذري في النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وفي مقدمته ازاحة براس النظام واجهزته القمعية ومؤسساته الغير الشرعية، والمسلط عليها ظاهرة التزوير والغش والفساد والمحسوبية، وابعاد ممثلي الشعب الحقيقيين في المشاركة والادارة.

ان التظاهرات والاحتجاجات الحاشدة لا تزال مستمرة بالقوى في معظم مدن مصر الكبرى، ولا رجعة عنها، رغم انتشار الواسع للجيش والانسحاب النسبي لقوات الشرطة، وهناك تعاون بين المجالس الشعبية التي شكلت من الجماهير المنتفضة والجيش لحماية اموال وممتلكات الخاصة والعامة، الا ان لا يزال هناك خوف من مواجهتها بالقوة او تشويه اهدافها النبيلة من قبل بلطجية النظام المقهور، ولا يزال هناك سقوط عشرات من الشهداء ومئات من الجرحة ، واندساس مجرمين ومخربين ولصوص من اجهزة الامنية والقمعية للسلطة الحاكمة في صفوف المتظاهرين، والقيام باعمال الشغب والسلب ومحاولة تحريف الانتفاضة وترعيب وتهديد المواطنين، وكذلك المساندة الضمنية من الولايات المتحدة الامريكية ودول الغرب الكبرى للنظام، وتقديم كل اشكال المساعدات والخدمات له، من اجل ترحيل مبارك واستمرار بقاء النظام في مصر وتغيره بوجه اخرى يبقى ان يكون مواليا ومنفذا لسياستها في المنطقة مستقبلا. وعلى رغم من كل ذلك، اذ لا بد ان تهدف هذه الانتفاضة بضربتها القاضية ضد النظام الديكتاتوري، وتحقق المكاسب الاساسية والمهمة في ضمان الحرية وحقوق المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتعددية في السلطة، وتكافأ الفرص وازالة التميز والتفرقة الطبقية والدينية، والشفافية والنزاهة، وضمان العيش ايضا بكرامة، من خلال تامين الخبز والعمل والمساواة الحقيقية للشعب المصري

تحية اكبار من دجلة والفرات ومن اعالي جبال كردستان الى النيل الغاضب، ومن الشعب العراقي المناضل الى الشعب المصري التائير، حتى يحقق كلمته الاخيرة في نصرالقريب.... فالربيع قادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا