الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنتدى التنويري في نابلس نظم جلسة ثقافية حول الثورة الشعبية في تونس

أبو زيد حموضة

2011 / 1 / 31
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


عجبت ممن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه .. أبو ذر الغفاري

نظم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني ( تنوير ) في باكورة نشاطاته بعد انتخابات الهيئة الادارية الجديدة جلسة ثقافية بعنوان (قراءة في الثورة الشعبية التونسية) تحدث فيها كل من الاعلامية التونسية الفلسطينية نجاة البكري و الاعلامي الفلسطيني فتحي البرقاوي والمحامي المحاضر في جامعة النجاح الوطنية د. يوسف عبد الحق.
أدار الحوار رئيس المنتدى المنتخب المهندس زياد عميرة الذي حيا الشقيقة تونس، شعبا وثورة، التي احتضنت قيادات الشعب الفلسطيني وكوادره ومقاتليه بعيد خروج الثورة من لبنان عام 1982. وحذر من الثورة المضادة في تونس ومن العسكر( الشرطة والدرك والقوات المسلحة وأجهزة المخابرات وأن الدولة .. الخ ) الذي سينقلب لفرض الطاعة على الشعب مهما أبدى من مؤاخاة مؤقته مع قوى الثورة. فبالرغم أن العسكر يستمد قوته من المجتمع فانه يضع سلطته فوق هذا المجتمع، ونوه عميرة الى أن العسكر في النهاية هوالقوة الاكثر تنظيما وتسليحا، وهو ليس أكثر من أداة للهيمنة والاضطهاد والترويض في يد الدولة والسلطة الحاكمة ، وله سمات شركة لها حساباتها الخاصة، وما على قوى الثورة إلا الانتباه بعيون يقظة للمحافظة على مكتسباتها لتحقيق أهدافها الكبرى.

التونسية الفلسطينية نجاة البكري اقلت في الكلام كونها اعلامية ، واستهلت حديثها بقصيدة لأبي قاسم الشابي :
( خلقت طليقا كطيف النسيم وحرا كنور الضحى في سماه ) فالانسان العربي، سواء كان في تونس أو أي بلد عربي، يريد حرية ويريد كرامة وعدالة، وأن ما جرى في تونس ليس ثورة الجوع والعطش كما يروج له الاعلام العربي، وانما الحرية والعدالة وراس السلطة، مستشهدة بشعارات الثورة التي رفعت ( خبز وكرامة نعم، بن علي لا )
ورفضت المتحدثة نعت ثورة تونس بالاسم المخملي ( ثورة الياسمين )، قائلة : فرنسا سمت الثورة بالياسمين اعتقادا منها أن الرئيس المخلوع بن علي سيرجع، وقالت الشباب التونسي يسمي الثورة ( بثورة الصبّار) الصبّار المليئ بالشوك والارادة لحماية ذاته وكناية عن قوة صدى الثورة ومفعولها في ملاحقة الجلادين والفاسدين، ولأن ما حدث سيسير قدما للتغير نحو الافضل ولن يعود للوراء، وأضافت علينا أن نتنفس حرية وكرامة لأنهما كانا مفقودين. أما النظام البوليسي فكتم الانفاس لأكثر من عقدين من الزمان.
وحول تدخل الجيش وسيطرته على زمام الحكم استبعدت المتحدثة نجاة سيطرة الجيش على الحكم في تونس باعتبار نُفس تونس ليس عسكريا وليست من دول الطوق مع الكيان التوسعي الصهيوني، كما أنها اشارت الى أن الجيش يعمل عناصره جنبا الى جنب مع عموم المواطنين في رصف الشوارع ويشارك في قطاف الزيتون ويساهم في الاعمال الأخرى الكثيرة، لذا فهو قريب من الناس وهمومهم ومشاكلهم ... وتطرقت الى موقف قائد الجيش الجنرال رشيد عمار التاريخي الذي رفض أوامر بن علي باطلاق الرصاص على صدور المتظاهرين المسالمين مخيرا بن علي بين ترك البلد أو تسليمه للشعب التونسي، وبعدئذ خرج الجنرال وطمئن الناس بعدم اطلاق الرصاص عليهم ومن حقهم التظاهر والتعبير عن مطالبهم.
ثم عزت المتحدثة سبب الازمة الاقتصادية ليس بكثرة أو قلة الاستثمارات وانما بالتوزيع العادل للثروات على الشعب التونسي، وأن سرقة الثروات هو سبب الازمة. ثم اضافت أن لأ أحد يجوع في الأزمات والكل يتكافل، لكن الجوع يولد جوع، وفي ظل الجوع نفتقد للتنمية لعدم استثماره حضاريا.
وفي ختام كلمتها قالت نجاة البكري : أنا جد متفائلة وكنت وسأبقى مع المعارضة التي تبقى في الوطن كونها تحفز المواطن الدفاع عن حقه، وتنطق باسم ونبض الشارع، وتسعى لتصويب الامور، لكنها تخسر عند تعرض نشطائها للسجون والابعاد.

المتحدث الآخر فتحي البرقاوي، كونه اعلاميا، كانت مداخلته على شكل سسلسلة من الاسئلة التي تدور في خلد كل باحث ومراقب يبحث عن اجوبه لما يجري في تونس، فقد تساءل : هل من المبكر قطاف الياسمين واقتلاع 23 عاما من الاشواك التي زرعها نظام بن علي ؟ وعن مخاوف من ترشيح الجنرال رشيد عمار للرئاسة كونه رمزا للسطوة في تونس؟ وعن نقل السلطة السريع الى أركان النظام ذاته ؟ وتساءل المتحدث عن القوة ذات الحضورالتي تمسك بزمام الامور في تونس؟
أما المعارضة فهي ليست منظمة، فهل يركب الموجة من لا يعبر حقيقة عن ضمير من قاموا بها؟ وهل الاحزاب والنقابات وقوى المجتمع المدني قادرة على دير الازمة وتداعياتها ؟ ولا حظ المتحدث البرقاوي أن أهم ما حدث في تونس هو افشال توريث الحكم عند الحكام العرب واسراعهم في اتخاذ اجراءات اصلاحية لحماية أنفسهم في تخفيض ومراقبة اسعار السلع الاساسية فثورة تونس ( أطعمت الكويتين ودفأت السوريين ) .
المتحدث الاخير هو المحامي د.يوسف عبد الحق المحاضر في جامعة النجاح الوطنية، وأهم ما جاء في مداخلته تصوره لاحتمالات أربع تواجه الاقتصاد السياسي للثورة الشعبية في تونس، في مقدمتها، ظهور تيار اصولي مغلق يعيث في البلاد فسادا ، معتبرا المتحدث، ضعف هذا الخيار، مقرا بوجود الحركة الاسلامية في تونس، لكنه ليس محركا اساسيا في ما يحدث ، عدى عن استنارة هذه الحركة كونها غير مغلقة وتدعو للتعددية والديمقراطية.
أما الاحتمال الثاني فقد عزاه المتحدث الى العسكر. لافتا بذلك أن يأتي الجنرال رشيد عمار أو غيره لاستلام سدة الحكم، فهو خيار موجود لكنه ضعيف، معقبا ، أن بن علي كان من الرؤساء القلة ذوي الصلة مباشرة بمجلس الامن القومي الامريكي وليس عن طريق رئيس الوزراء ووزارة الخارجية، مثل هذا الاقصاء أوعز للشعب وقوى الامن التباحث والتقارب لقطف ثمار الثورة.
واضاف المتحدث أن الشعب التونسي وحركته الشعبية تتمتع بثقافة سياسية وحزبية متقدمة على كل الشعوب العربية، فاتحاد الشغل أقوى من كل الاتحادات العربية وقيادته تحلل الواقع وتبحث دوما عن التطور. وأضاف الحق أعتقد أن قفز الجيش على الحكم يبقى احتمالا ضعيفا كونه يخشى المواجهات العنيفة مع الشعب.
ورأى عبد الحق في الاحتمال الثالث الخطر الأكبر، فبواقي النظام السابق مضافا لها من في الأمن والعسكر وطبقة رأس المال التي انتفعت أكثر من 23 عاما ، كل هؤلاء سيعملون معاً، بدهاء امبريالي مخطط لمتصاص الثورة الشعبية ومظاهر ذلك الحكومة التي عينها بن علي.
ودعا الحق، في الاحتمال الاخير، قوى التقدم والقومية والديمقراطية والثورة التفاهم على تطوير تدريجي لنتائج الثورة لأنها شعبية وليست عسكرية، ووضع برنامج واقعي لتطبيقه والعمل عليه.



منسق الاعلام أبو زيد حموضة
فلسطين نابلس
28/1/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يحبط مخططا إيرانيا تخريبيا يهدف للعبث بأمن واستقرار ا


.. وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان: حماس والسنوار




.. 3 شهداء برصاص الاحتلال وعدد من الإصابات في مدينة طولكرم بالض


.. مسيرات في مدن فلسطينية عدة لإحياء الذكرى الـ76 للنكبة




.. بعد انسحابها.. قوات الاحتلال تخلف دمارا واسعا في حي الزيتون