الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين أصابع القدر ... الملف الأمني

باسم السعيدي

2004 / 10 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ما يحاول فعله القتلة – على اختلاف انتماءاتهم واديانهم- هو ملاعبة البشر لعبة القدر ، لكنها ليست لعبة –وان كانت كذلك في نظرهم- ، انها ممارسة تستبطن سايكوباثية القرون ، وتظهر شعاراتية الألفيَّتين ، وحين يلاعبك اولئك ... لن تكون موجوداً لترى ضحكاتهم على خسارتك .
وفي الوقت الذي يلاحقونك فيه – تدبيجاً بالدم للشعاراتية الملعونة – تكون بالنسبة لهم لعبة ، يثبتون من خلالها لأنفسهم أن مخزونهم الاعتقادي لن ينفد ، ولكنك – ذلك الذي يسير دون أن يدري في مجال دائرة الموت المؤدلج- تظن أنك في طريقك لتسقي واحدة من ورود تلك الحياة التي تتمناها لأطفالك ، أو تحضر تلك اللقمة لهم ، التي لطالما كنت تتمنى أن يحضرها لك ذووك حين كنت تحبو صغيراً على مسلك الحياة ، لكن لن تعيش لتنظر ببؤبؤيك دمعة صغيرك الذي فقد تلك اللقمة .
حين تذهب بعيداً ، تخرج من خلال بوابة الدار ، تحملك الآمال ، الى هدفك في أن تخطو خطوة الى الأمام ، في تأطير مستواك الحياتي ضمن مدى أوسع ، متأبطاً حقبة كاملة من اليقظة ، وترسم خطواتك على ورقة وقلم صغير ، ظانَّاً ، أن ما تصبو اليه ، ليس سوى قضية صغيرة في هذا العالم المترامي الأطراف ، وأن الكون الذي تريد فيه مكاناً لأحلامك ، لن يهتز اذا ما سعيت لبناء بيتك ، فانك لن تخرب بيوت الآخرين .
في تلكم الدفقة من الانبعاث الى أن تخط بيمينك كلمة في هذا العالم ، يأتي هؤلاء المتلاعبون بأوراق القدر ، ليحرقوا كتابك كله ، ولن تكون موجوداً ، لتبصق في وجوههم القذرة ، تلك التي تضحك ، بلا حتى كلمة أسف ، لأنك ستكون قد تحولت الى كومة لحم ، لن تصلح لشيء سوى أن تودع في عمق مترين تحت الأرض ، في أحسن الأحوال ، هذا ان بقيت تدعى كومة لحم ، ولم تتبخر ، بين هراءات الغضب ( الذي يدعونه اسلاما ، أو تحريراً) .
حين تتبتل عن ملذاتها ، كما يأمرك الزهد الرباني ، وتعاف كل ملمس الأفعى الناعم ، من أجل أن تحصل على رضا الرب ، سيأتي هؤلاء ، ويقفون في طريقك –الذي تذهب من خلاله- الى أن تمنح ما تملك لتمسح دمعة من على خد يتيم ، ويتقربون بك الى ( هبلهم السوداوي) ، ولن تكون موجوداً حتى لتربت على كتف ذلك اليتيم الذي فقدك .
كل من يريد أن يكون حجراً ، في هذا البناء الذي يدعونه (العراق) هو هدف لتسليتهم ، ولن يكون موجودا ً ، ليشمئز من دناءاتهم ، لكنه يعلم أن لا الحجاج ، ولا غيره ، من طغام الأرض ، تمكن من هدم هذا البناء ، وأنهم لا يلعبون هذه اللعبة الدموية الا ليتركوا بصمة من (السخام) على وجه الدين ، والوطنية ، والانسانية .
ولله أمر هو بالغه ، وان ظن هؤلاء بأن ضحكهم الملطَّخ بالعار هو نصر ، الا انهم يجهلون - تماماً كما كان صدام يجهل – بأن الشعوب لن تموت ، كما يموت الطغاة !!
بغداد 30/ أيلول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا