الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرطة في خدمة النظام..

جمال الهنداوي

2011 / 1 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


عصية على النسيان..ومؤلمة.. هي تلك الصورة التي نقلتها لنا شاشات التلفزة قبل شهور..وهي تصور رجل الانقاذ المصري الذي يقف منفردا مسلحا بجاروفة ميدان يدوية خفيفة مقابل الكتل الضخمة من الضخور والكونكريت المسلح بالفولاذ التي تتساقطت على رؤوس سكان العشوائيات في كارثة انهيار المباني في منطقة جبل المقطم..
هذه الصورة وان كان من الممكن وضعها كأطار لحالة الحكومة المصرية الجديدة وهي في مواجهة الغضبة الجماهيرية المحتجة الرافضة المقاومة لكل ما من شأنه ان يعيد عقارب الزمن الى الوراء..ولكننا نرى انها قد تكون مدخلا لقراءة لا تقل خطورة وتشير الى سياسة يبدو انها متبعة في جميع الدول الديكتاتورية القمعية من خلال اضعاف مؤسسات الدولة الرسمية والشرعية مقابل تغويل المؤسسات الامنية الطفيلية الموازية والملتصقة بجسد النظام والمتخندقة في موقف العداء المطلق للشعب..
هذه التداعيات تقرع العقل عنوة عند استحضار صور افراد قوى القمع المركزي بملابسهم الانيقة وآلياتهم الحديثة وتجهيزاتهم المتكاملة واسلحتهم المتطورة وتدريبهم العالي وتحصلهم على آخر ما توصلت اليه تكنولوجيا القمع والترهيب وكسر ارادة الشعوب..وبصورة متقاطعة تماما مع صورة قوى الجيش المصري النظامي الشرعي والبطل الشريف الذي نقلت لنا الفضائيات انتشاره وتحمله زمام المسؤولية الوطنية بآليات وتجهيزات قد لا تبتعد كثيراً عن مخلفات الحقبة السوفيتية..
وهذه الحالة تذكرنا بالوجوه المترفة المترعة بالعافية والعيون المنتفخة من السهر في المنتديات الليلية التي كانت تميز افراد الحرس الرئاسي بخطوطه اللامتناهية والمتمددة على مستوى لا يقل عن عدة فرق عسكرية كاملة التجهيز مجهزة ببذخ واسراف ومتمتعة بتفوق واضح ومسند ومقنن على قوات الجيش العراقي النظامي الذي اصبح ارتداء زيه العسكري –والذي يستنكف منه اعضاء الحرس الخاص ويستبدلوه بالزي الهجين المسمى بالزيتزني-وسيلة مبتكرة من قبل بعض المتسولين الظرفاء لاستدرار التعاطف الشعبي معهم لاثارته الحزن والاسى في نفوس المواطنين اكثر من شخصية الاكتع او البصير..
تقليد يبدو انه مستنسخ ومتبع في بلداننا شبرا بشبر..وذراع بذراع..عن طريق احاطة الحاكم لنفسه باحزمة متداخلة ومتناسلة من النخب المدربة والمعلوفة جيدا ووضعها في حالة تفوق ستراتيجي كاسح امام جميع مراكز القوى الرسمية التي يفترض ان تكون هي الاولى بالرعاية والدعم والاحترام..وتكون مهمة هذه القوات هي تأمين سلامة وديمومة وحماية رأس النظام الحاكم فقط والدفاع عنه حد الطوفان..وضمن عقيدة فاسدة متناقضة تماما مع دور الاجهزة الامنية البديهي في السهر على أمن المواطن والحفاظ على الممتلكات العامة.. ويحاط بعناية فائقة من قبل المستويات العليا لدرجة اننا نرى ملك عربي عتيد يغالب اوجاع الظهر ويستغل الوقت ما بين جلسات التخدير ليعين ابنه ىعلى رأس احد هذه الاجهزة..
تقليد قد يكون مفيدا للانظمة القمعية العربية من خلال تأمين عدم قدرة الجيش على ممارسة هوايته الرائجة في المنطقة في تنظيم الانقلابات العسكرية..وقد يوفر مجالا متعاظما من النهب عن طريق تخصيص الميزانيات العسكرية الضخمة دون مقابل حقيقي على الارض.. ولكنه ليس من الحكمة عدم التنبه الى نتائجه الكارثية المدمرة على الوحدة الوطنية..وخصوصا بعد وضوح الكارتونية الهشة للاجهزة الخاصة التي تعتمد على الولاء والقرابة اكثر من القدرة والكفاءة والانضباط المهني المطلوب..
نصيحة ..ليس مشمولا بها من قضي نحبه السياسي..ولكنها لمن ما زال منهم ينتظر..بالعمل على تحقيق توازن ما بين مصلحة الحاكم والمحكوم..واطلاق الحريات السياسية واحترام حقوق الانسان..والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية بين ابناء الشعب..والتركيز على الشؤون الداخلية للبلاد ونبذ التدخلات الخارجية..فان الشعب العربي الآن بقضه وقضيضه اصبح يتسائل..ولم لا.. وما الذي ينقصنا..ونظرة سريعة على شرائط الاخبار قد تأتي لكم بما لا ترتضونه من جواب..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت