الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس تكتب تاريخا جديدا للمنطقة العربية

رفعت نافع الكناني

2011 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


منذ هروب الرئيس زين العابدين بن علي من تونس في جنح الظلام ، والمنطقة العربية تعيش في مرحلة من التفاعلات السريعة المتتالية ... او ما يمكن تسميتها ، مرحلة الثورات العديدة في وقت واحد . انها ثورة الامال الكبيرة والاحلام العريضة التي فتحت المجال واسعا امام تلك الشعوب المضطهدة من قبل حكامها ، ان تفتح امامها الفرص لنبذ ظروف قهرها وتخلفها وحرمناها بعد ان عانت من سياسة حكامها وقادتها الوان من الاضطهاد والكبت والارهاب والوحشية القاسية التي لا تعرف الحدود ، نتج من كل ذلك تدمير مادي وروحي عميق في وجدان تلك الشعوب ، وما اصبها من جهل وجوع وتخلف بالرغم من خيراتها الوفيرة . تلك الاوضاع كانت محل رضى القوى العالمية الكبرى متمثلة بالولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها الاوربين من خلال دعم تلك الانظمة الفاسدة والدكتاتورية بحجة تعاونها في مجال مكافحة الارهاب ، متغاضية عن سياسة تلك الدول في مجال انتهاك حقوق الانسان وعدم احترام التوجة الديمقراطي والفساد الكبير الذي ميز تلك الدول وطبقتها الحاكمة من خلال نهب ثروات شعوبها .

ان هذا الهروب السريع للرئيس السابق غير المتوقع من قبل الشعب التونسي والعالم اجمع ، خلق وضعا سياسيا صعبا ، افقد التوازن لكثير من قوى المعارضة التونسية الحقيقية في الداخل والخارج ، مما اعطى الفرصة لقوى النظام السابق مثمثلة بالوزير الاول محمد الغنوشي من العمل على تشكيل ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية اغلب عناصرها من التركيبة الحكومية السابقة مع وضع بعض الحقائب الوزارية لشخصيات ترتبط بالاتحاد العام للشغل التونسي وحزب التكتل الديمقراطي على اعتبار ان تلك الحركتين كانت معارضة للنظام السابق ... في حين يعتبرها البعض انها كانت مهادنة لنظام الاستبداد والدكتاتورية طيلة اكثر من ثلاثة وعشرون عاما من عمر رئاسة ابن علي . هذة الحكومة الجديدة رفضها الشعب التونسي واعتبرها التفافا على ثورثة الباسلة وسرقة لانتفاضتة الكبيرة ، وتوالت الاحتجاجات والمظاهرات العنيفة المتصاعدة ضد رموز النظام السابق ، بالرغم من الاعمال القاسية التي استخدمت في تفريقهم من قبل شرطة مكافحة الشغب ، مما اسقط هذة الحكومة باعتبارها تكريس من نوع اخر لسياسة النظام السابق .

وتم تشكيل حكومة انتقالية جديدة برئاسة محمد الغنوشي بعد اقصاء عدد من الوزراء المحسوبين على النظام السابق ، بالرغم من مطالبة الشارع التونسي وقواة الوطنية باسقاط حكومة الغنوشي ، باعتبارة يمثل الحرس القديم لنظام بن علي السابق ، وكان طوال ( 12 ) عام يشغل منصب رئاسة الوزراء. وغلب على التشكيلة الوزارية ان جل اعضاءها من الشخصيات التكنوقراط المستقلين ، وانها تمثل حكومة تصريف اعمال لحين الانتهاء من الفترة الانتقالية والتهيأ لاجراء انتخابات حرة ونزيهة باشراف دولي . وفي اولى تصريحات للغنوشي بعد اقرار الحكومة الحالية ، ان التحديين الرئيسسين في تونس اليوم هو ضمان الانتقال الديمقراطي وتنشيط الاقتصاد والمزيد من العدل الاجتماعي . اما القوى التي شاركت في قيام الثورة الشعبية وهزيمة راس النظام فلها مطالب رئيسية منها ... الاعتراف بكل الاحزاب والحركات السياسية مهما كانت ايدولوجيتها ، عفو عام عن جميع المعارضين السياسيين ، حل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي باعتبارة وراء كل ما لحق بالبلاد من خراب ، انتخابات حرة نزيهة باشراف دولي خلال 6 اشهر ، يجب الاعتذار من قبل الغنوشي ورجال العهد القديم للشعب التونسي عن فترة حكم بن علي ، فتح تحقيق في ارصدة زين الدين بن علي وحاشيتة من قبل الحكومة التونسية وتجميد ارصدتهم المالية في بنوك سويسرا والعالم .

لهذة المرحلة مخاوف تساور غالبية الشعب التونسي وقواة الوطنية والديمقراطية من خطر محاولات التدخل الخارجي ، وما خطاب القذافي عشية هروب بن علي خير دليل على هذا التخوف . وداخليا محاولة السيطرة على الوضع الجديد الناشيئ بعد الانتفضة الشعبية التي استطاعت تفكيك وتسقيط نظام سياسي عرف بدكتاتوريتة وفسادة الكبير ، من قبل بعض القوى الاسلامية المتطرفة ، او اعضاء من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي مستغلة الفراغ الحاصل في السلطة.... وهل ان الاحزاب الاسلامية في تونس تعترف بانشاء دولة مدنية ؟؟؟ اساسها الاعتراف بحقوق الانسان وحرية المرأة وحقوقها وثقافة المساواة وحرية الرأي والمعتقد وحرية التعبير والقرار، ام ان هناك في المستقبل أشارات لااجهاض العملية السياسية التي يعتقد انها ستقوم على اسس ديمقراطية حقيقية ، بااعتبار ان العلمانيين يدًعون ان الثورة خطط لها منذ سنين . واوضح مثال على هذا النوع من القلق ، قيام مئات من النساء التونسيات عشية عودة زعيم حزب النهضة الاسلامي راشد الغنوشي من المنفى في تونس العاصمة بمظاهرات رفعت خلالها لافتات تقول ( لا للظلامية نعم للحداثة ) و ( من اجل جمهورية ديمقراطية علمانية ) ... وقالت المحامية آمال بالطيب ( نحن هنا للتاكيد على المكاسب التي حققتها المرأة التونسية ونقول اننا غير مستعدات للتفاوض حول حريتنا مع الاسلاميين ) ... اذن الحل الملائم لهذة المرحلة كما عبرت عنة القيادات السياسية التي ساهمت في الانتفاضة ، تأليف حكومة مؤقتة من رجال مشهود لهم بالوطنية لا مكان فيها لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي ، وقانون انتخابات جديد ، يتبعة سن دستور جديد للبلاد ، من خلال تنظيم انتخابات تشريعية حرة وحقيقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف