الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفاراتنا

أيمن الدقر

2004 / 10 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


منذ انتهاء الحرب الباردة حفلت الساحة السياسية العالمية بمتغيرات أدّت إلى انقلاب في المفاهيم والممارسات، وتغيرت اللعبة السياسية، وقُلبت رأساً على عقب، خاصة في المناطق الهامة والمحورية في العالم، كمنطقة الشرق الأوسط التي ارتفعت حرارتها إلى درجة لم تكن بالحسبان، فتسارعت الأحداث بعد سقوط المعسكر الاشتراكي، فبرزت الولايات المتحدة الأمريكية التي أرادت الاستفادة من الظرف الجديد معلنة نفسها القوة الوحيدة في العالم وبشكل مكشوف هذه المرة ودون أي رادع، وأدى ذلك كله إلى ارتفاع وتيرة العمل السياسي في المنطقة والاندفاع لتحقيق أحلام استعمارية كانت تقف في وجهها بعض الدول العربية وتساندها منظومة الدول الاشتراكية التي انتهت، وبعدها فتحت أحداث 11 أيلول الباب على مصراعيه للتدخل العسكري تحت ذرائع عدة كالإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، وتم خلط الأوراق والعبث بالمفاهيم كتحويل الاستعمار إلى تحرير، كما في العراق، وتبرير المذابح الإسرائيلية في الضفة والقطاع وتسميتها بالدفاع عن النفس، وتسمية المقاومة الوطنية بالإرهاب.
كان وراء ذلك كله إعادة هيكلة المنطقة وتشكيلها حسب رؤية غريبة عنها، وبدأ طرح ما سمي بالمبادرات.
وبالطبع لا يمكن لأحد إغفال دور سوريا التي تقع وسط الصراع، وهي تلعب دوراً إقليمياً فاعلاً تسعى لتعزيزه من خلال الانفتاح السياسي على جميع شعوب العالم، لمساندة مواقفها المؤيدة للشرعية الدولية وإبراز دورها الحضاري وشرح مواقفها ومسبباتها.
وهنا يأتي دور الخارجية السورية والمسؤوليات الملقاة على عاتقها ضمن إطار المواقف السورية، وخاصة في السفارات والقنصليات المنتشرة في أنحاء العالم، إذ إنه من المفترض أن تنفتح السفارات من خلال أجهزتها على المجتمعات التي تعيش فيها، وأن تخاطبها بلغتها فتقدم الثقافة العربية بأساليب متحضرة، وتقوم بتعريف تلك المجتمعات على السياسة السورية ومنطقية ما تطرحه، سواء من خلال اللقاءات المستمرة مع الجاليات السورية أو تفعيل العلاقات معها ودفعها للمشاركة في نشاطات السفارات وتشجيعها، أو من خلال عقد الندوات واللقاءات وإقامة المعارض بهدف الوصول إلى الرأي العام الذي يجهل أبسط الأمور والحقائق عن سوريا وسياساتها ومواقفها.
ولكن من سيدير كل هذا في سفاراتنا؟ أليس من المطلوب أن تقوم الخارجية السورية بتطوير كوادرها وانتقاء المختصين بكل نشاط على حدة؟
أليس من المطلوب الآن وضع خارطة تبيّن الحاجات التخصصية للسفارات السورية في الخارج ووضع استراتيجية عمل دقيقة لكل عامل فيها وباختصاص معين يتم تأهيله ومن ثم إرساله؟
أليس من المطلوب وضع معايير جديدة في انتقاء الكوادر تتماشى مع العصر ومتطلباته؟
الحقيقة أنه من غير المعقول مثلاً أن نعين ملحقاً ثقافياً في سفارة سوريا, في دولة أجنبية لا يتحدث (ملحقنا) لغتها، وفي سفارة أخرى ملحقاً إعلامياً ونوظف له مترجماً كي يقرأ له ما تكتبه عنا الصحف والمجلات باللغة التي لايعرفها! والحقائق كثيرة..
إن تجربة للخارجية السورية ظهر نجاحها مؤخراً نتمنى أن تُعمم على جميع السفارات، وهي تجربة السفارة السورية في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي نجحت نجاحاً لافتاً لم تعهده سفاراتنا لا في واشنطن ولا في أي دولة من دول العالم سابقاً..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو