الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ام الدنيا تهز الدنيا، من ثورة الياسمين، الى ثورة الفل!!

رزاق عبود

2011 / 1 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ام الدنيا، تهز الدنيا، من ثورة الياسمين، الى ثورة الفل!!
واخيرا استمعت الشقيقة الكبرى الى صوت الشقيقة الصغرى، وانتقل تسونامي الشباب التونسي الى الشباب المصري. ولكننا في الواقع نظلم الشعب المصري، اذا قلنا، و"اخيرا"، لان هذا الشعب الحي، لم يتوقف ابدا عن النضال، والمعارضة، والمقاومة، حتى ولو، باضعف الايمان، بالنكتة السياسية، التي تسخر، وتهزء من النظام، واركانه، ورموزه، و"تمسح فيهم الارض"! وقد تطورت هذه الوسائل، والاساليب، وتدرجت، حتى الثورة المشتعلة منذ 25 كانون الثاني، الثورة الشعبية، التي هزت العام، وليس اركان النظام المصري وحده. فالنظام، الذي "كان" يعتبر (عامل أستقرار المنطقة) لم يعد مستقرا، بل مفككا، مهزوزا،مرتبكا، ينتظر السقوط الكامل. مليون ونصف المليون من قوات الامن الخاصة، وهو رقم قياسي في العالم، والتاريخ. نظام بوليسي بامتياز يحكم ملايين الجوعى، والمعدمين، والعاطلين عن العمل. اسعار خيالية للسلع الاساسية، مقابل اجور لاتكفي للطعام، ناهيك عن الحاجيات الضرورية الاخرى. مئات، اوالاف يتمتعون بحياة ترف اسطورية، وفوق ذلك استولوا، وباثمان بخسة على قطاع الدولة، الذي بنته تلك الملايين الجائعة بجهدها، وعرقها. نظام يستمع الى وصايا البنك الدولي برفع الاسعار، وقطع الحماية عن السلع الاساسية، ولا يستمع لصريخ الجوعى، وانين المرضى، ومعاناة العاطلين. يتسلم مليارات المساعدات العسكرية ليوفر الحماية للكيان الصيوني، ولا تهمه حماية حدود بلاده، اومساعدة الملايين من سكنة المقابر. يهئ لتوريث ابنه، ولا يهمه موت ملايين الاطفال الرضع. يزود، ويجهز حرسه الامني، والجمهوري باحدث وسائل الانصات، والتعذيب، والقمع، والتضليل، وشراء الذمم. يتحدث عن الديمقراطية، ويقمع المعارضة، يتبجح بحرية التعبير، ويمنع المظاهرات، والاحتجاجات، وحتى التجمعات، او اي وسيلة رفض، او اعتراض، حتى ولو في الانترنيت. يتكلم عن الاختيار الحر ويزور الانتخابات، ويعتقل من يشكك ب"نزاهة" الانتخابات، حتى لو كان قاضيا. الفساد ينتشر كالسرطان في جسد مصر، ويسرق ابسط حاجيات الناس، واحلامهم، وامالهم. لقد افقروا هذا البلد الغني، واذلوا ذلك الشعب الابي. لكن الحقيقة البسيطة: "الضغط يولد الانفجار" تظل اقوى من التظليل، والتهليل، والتهريج، والتملق، والدعاية الفارغة، والادعاء الاجوف. ورغم استمرار جوقة النفاق، والتشويه، وحملات القمع، والتجويع المنظم، والتخريب، والنهب، والسلب، والترويع، والتخويف، واشاعة النهب، والسلب، والسرقات، واطلاق سراح السراق، والمجرمين، والغوغاء ليعيثوا في الارض فسادا. وهو ذات الاسلوب، الذي اتبعه صدام، واعاد تطبيقه بن علي، وطورته بوحشية سادية وزارة الداخلية المصرية برئاسة وزيرها القاتل. لكن المارد المصري انطلق من سجنه. هناك امل كبير، ان لاتعود الساعة الى الوراء، فهذا قانون الشعوب. لقد سقط جدار الخوف، وانتهى زمن احتكار السلطة. فرغم الالاعيب، والمناورات، والتنازلات، والالتفافات الخبيثة، والخطابات المنافقة، والتعديلات الوزارية، وكلمات التهدئة، فان السلطة الشعبية تتوسع، وتتوطد، والامن الشعبي يفرض نفسه، بعد ان تخلى حماة الحرامية عن واجبهم. برلمان شعبي عفوي تلقائي بدل البرلمان المزيف. لكن الحذر من الانقلاب العسكري الهادئ المرحلي المخادع، الذي لايعرف عنه لا الشارع، ولا من يقود الدبابة. انقلاب تقوده الحكومة، انقلاب يقوده النظام. انقلاب تؤيده، وترتب له، وتنسقه امريكا، واسرائيل. لان مصر ليست تونس، ومبارك ليس بن علي. فالتحول الثوري بعد تموز 1952 اسقط اغلب انظمة المنطقة، وتوالت الثورات الشعبية فيها، وانحسر الاستعمار في اسيا، وافريقيا. هذا الطوفان الذي بدأ في تونس، وتحول الى تسونامي عارم في مصر سيطيح باكبر العروش، ويحطم اقوى القلاع. والاهم، وهذا ما يخيفهم، سيطيح بكل مشاريع امريكا في "الشرق الاوسط الجديد"، وطمس القضية الفلسطينية، وابقاء الديكتاتوريات، و"الديمقراطيات" الشكلية العميلة باسم مكافحة الارهاب، وخطر المتشددين. لكن انتفاضة احفاد عرابي، وزغلول، والسيد، وشهدي عطية، وابناء قاهرة الغزاة، وابناء ثورة الصمود الدائم الحالية، والنفس الطويل، والاصرار على الاستمرار في تحقيق كل المطاليب التي سقط من اجلها عشرات الشهداء، والاف الضحايا، وبعد صبر، وقهر دام ثلاثين عاما، سبقه قهر، وجبر، وخيانة السادات. ومقابل الرباعي الامريكي، الاسرائيلي، اوربا المنافقة، والرجعية العربية، فان الشعب المصري، يواجه هذا الرباعي القذر، والعالم كله وكل المشككيين بقضبة الشعوب، وعقابها، وانتقامها المحتوم دائما باربع كلمات لاتقبل المساومة هي: الشعب، يريد، اسقاط، النظام! وسيسقطه عاجلا، ام اجلا باذن الشعوب!! وما بين جمعة الغضب، وجمعة الرحيل، فان الشعب المصري سيسقط نظام الظلم، والقمع، والفساد، والخيانة، وكما هزم الاعتداء الثلاثي عام 1956 سيهزم الاعتداء الرباعي على مصر الثورة، وشعبها الابي عام 2011!!
رزاق عبود
29/1/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت