الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجاء عدم التعرض للإخوة الإرهابيين !

علاء الزيدي

2004 / 10 / 4
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


في أحد المواقع العراقية على الإنترنت ( موقع صوت العراق ) وقـَّعتُ ، ضمن باقة من الزملاء الآخرين ، سجلا للتعازي فتحه الموقع ، بمناسبة استشهاد شقيق الزميل الكاتب سلام كوبع العتيبي ، برصاص قوات الاحتلال الأميركية أو الإرهابيين الأجانب والمحليين ، أثناء مواجهة بين هذين الطرفين الأخيرين ، اتخذت لها من الطرق العامة السريعة مسرحا دمويا ، غير عابئة بأرواح الأبرياء من المسافرين ، الذين لا ناقة لهم ولا جمل لا بحرب أميركا الدولية ضد الإرهاب الذي أنجبته في معسكرات مخابراتها المركزية ، ثم لما اشتد ساعده رماها ، و لا بحرب إرهابيي " المقاومة " البعثية والوهابية ضد أميركا .
مهما كان من أمر ، فإن ما لفت نظري في هذا الموضوع ، الطلب الغريب الذي تقدمت به إحدى الموقـِّعات على سجل التعازي . فقد طلبت من " الإخوة جميعا عدم التعرض إلى المذاهب بأي شكل من الأشكال " . و غرابة الطلب كامنة في أن أحداً لم يتعرض لأيِّ مذهب من مذاهب الناس ، الدينية أو السياسية أو الأدبية أو الفنية وإلخ …
شيءٌ واحد أشار إليه بعض التواقيع ، ومنها توقيعي ، هو الإرهاب الوهابي .. أو السلفي . أما منذ متى أصبحت الوهابية أو السلفية مذهبا قائما بذاته إلى جانب المذاهب السنية الأربعة ، فهذا مما لا علم لي به . لكن الذي أعرفه بالتأكيد هو أن أيا من أقطاب و غلاة وعتاة هذا الفكر الظلامي لم يدَّعِ أنه ينتمي إلى مذهب اسمه الوهابية أو السلفية . بل إن الكثيرين يسمونهم مذهبا وهم يتمنّعون !
الإشكالية قائمة – فيما أرى – في أن ثمة الكثير من المسلمين السنة ممن يحسبون الوهابي والسلفي عليهم . فمثلا : ندّد حاجم الحسني ( من قادة حزب الإخوان في العراق وكان عضوا في مجلس الحكم السابق وأعتقد أنه وزير الصناعة الآن ) بمن اتهم الوهابيين بالتدبير لاغتيال الشهيد السيد محمد باقر الحكيم في العام المنصرم ، رغم أن كل الوقائع السابقة واللاحقة والاعترافات التي ترفض أميركا نشرها تشير إلى هذه الفئة دون غيرها بأصابع الإدانة والتجريم ، وليس الاتهام فقط !
وأرى أن مبعث تنديد الحسني ، هو الخشية من أن يثأر المعنيون بجرائم الوهابيين ، من السنة الأبرياء ، مادام هو يمزج في ذهنه بين الوهابيين والسنة !
وليس حاجم الحسني وحده من وقع في هذا الخطأ أو الإلتباس ( على افتراض حسن النية ) بل حتى إيران ، تلك الجارة ذات الغالبية الشيعية المطلقة وقعت في نفس الخطأ فيما يتعلق بشأن داخلي إيراني . فقبل ما يقارب العقد من الزمن ، تسلل وهابي باكستاني أو وهابي بلوشي إيراني إلى داخل مرقد الإمام الرضا في يوم عاشوراء وترك عبوة ناسفة هناك أدى انفجارها إلى استشهاد وجرح العشرات من الزوار الأبرياء وإهانة ذلك المكان الطاهر الذي لا يجرؤ على انتهاك حرمته إلا كافر بكل شرائع السماء والأرض النبيلة ، لكن الحكومة الإيرانية سارعت إلى اتهام جهة معارضة سياسية هي " مجاهدين خلق "رغم معرفة سلطات الأمن الإيرانية بالهوية الدقيقة للفاعل أو الفاعلين ، وهم من الاتجاه الوهابي السلفي ، التكفيري والإرهابي والوحشي في مجمل سلوكه .
لعل السلطات الإيرانية أرادت أن تنتقم من منظمة " المجاهدين " المتطرفة التي قامت بتنفيذ مئات الأعمال الإرهابية ضد إيران . لكن ألم يكن ذلك يعني اعترافا ضمنيا أو حتى صريحا بأن الوهابية عنوان عريض لكل سُنـّيٍّ ، بحيث تستشعر الدولة الشيعية الخطر على أرواح مواطنيها السنة لأن وهابيا نفذ اعتداءً في مكان شيعي مقدس ؟
الوهابية فكر ظلامي مريض . وجرائم الوهابيين من الصعب إحصاؤها في الماضي والحاضر . في الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام وأفغانستان وباكستان وإيران واليمن والشيشان وكل مكان . وقد امتلأت مئات الكتب و أشرطة الأخبار و الأفلام بتفصيلات وصور مسهبة لتأريخ هذه الفرقة الضالة . ولا يمكن أن يخفي الحقيقية الجهنمية للوهابية تلفعها بعباءة السلف الصالح أو حملها أسماء التوحيد أو الإصلاح أو الإسلام ، بل هي كل واحد و موحد محوره وأساسه تكفير جميع البشر واستحلال دمائهم وأموالهم وأعراضهم وإصدار الفتاوى المجانية بالتكفير والقتل والتعذيب والنهب والسلب وقطع الطرق ، فلماذا يحرق بعض الإخوة والأخوات السنة – في العراق – كل الجسور مع إخوتهم الشيعة عبر الدفاع عن هذه الفئة الإرهابية التي تأكل نفسها ومعشرها ومحازبيها والمدافعين عنها إن لم تجد ما تأكله ، كالنار تماما ، أو كجهنم التي هي المصير الوحيد لهؤلاء الأوباش ؟!
المطلوب بإصرار شديد ، أن يتبرأ السنة وخصوصا سنة العراق من جرائم الوهابيين ، وإلا ظن الظانون إثما في بعض الأحيان أن هناك تواطؤاً بين الطرفين على استهداف الغالبية الشيعية في العراق . وهو مما لا تحمد عقباه على وحدة العراق ومستقبله وحاضره وأمن مواطنيه جميعا بكافة قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم الدينية والسياسية والفكرية .
ألا قد بلـَّغت .. أللهمَّ فاشهد !

------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأحزاب الانفصالية في كتالونيا تخسر الأغلبية في الانتخابات ا


.. بلينكن: الاجتياح الواسع لرفح سيزرع الفوضى ولن يؤدي إلى القضا




.. ترقب في إسرائيل لأمر جديد من محكمة العدل الدولية في قضية الإ


.. طائرتان مسيرتان عبرتا من لبنان إلى إسرائيل وانفجرتا في منطقة




.. الإعلام العبري يرصد التوتر المتصاعد بين إسرائيل والولايات ال