الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين حمرة الخجل؟!

دينا قدري
(Dina Kadry)

2011 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


شعب مصر الشامخ وثوارها الأبطال ... زادت التحديات التي تواجهونها وإن طال بكم عهد العناءفلقد قصر طريقكم واقتربتم من نهايته بتحقيق هدفكم وسقوط دولة الظلم ... و الشرفاء في كل العالم يقفون من خلفكم ويشدون أزركم والاحتجاجات والتظاهرات تملأ العالم ويتجاوب صداها من شرق الأرض وغربها في ملحمة فريدة تشهد بعظمة مصر وبشجاعة أبنائها وقوة الإرادة الشعبية التي اجتمعت على قلب رجل واحد يقول لا للاستبداد ولا للقمع ولا للطغيان وبرغم الصورة الزائفة لتماسك مبارك فهو تماسك هش ما يلبث أن يزول سريعا لأن كل من يؤازورنه هم على شاكلته مرتعدو الفرائص مرعوبون من كلمة الحق يعلمون تماما أن أنظمتهم الفاشلة وأصنامهم الصماء لابد وأن تكسر بفأس " إبراهيم "ولن ينفعهم كبيرهم الذي لايملك لهم نفعا ولا ضرا ... والكل سيأتي عليه الدور فمصر هي البوابة التي إن فتحت عصفت بهم العواصف وأقتلعتهم من جذورهم.....
فلا تأبهوا بمثل هؤلاء فأنتم على حق وهم على باطل .. لقد أنكشف الزيف وسقط القناع فلقد أدان النظام نفسه بمواقفه الآنتقامية من الشعب الأعزل والتي هي لأكبر دليل على بشاعة هذا النظام فأولا يعزل الطاغي مبارك -بغباء غير مسبوق - أمة بأسرها بقطع الإنترنت والإتصالات الهاتفية وكأنه يستطيع حبس الجماهير الزاحفة الغاضبة في زجاجة ومن ثم يلقيها في البحر.. ولكنه لم يستطع عزل الكاميرات العالمية عن نقل صور حية لثورة الغضب وحينما أكتشف أن العالم كله قد شاهد كيف امتص كلاب الداخلية رحيق الحياة من شباب كل ذنبه أنه طالب بحريته المسحوقة وكرامته المهدورة فكان عشرات القتلى ومئات الجرحى وخرج الإعلام المصري الذي هو إحدى أدوات السلطة ليهون من حجم ثورة الغضب وخرج بعض المسؤولين الذين خلت عروقهم من الدماء لينكروا تماما أن لا أساس للصحة من أن الشباب يطالبون بإسقاط مبارك ولتفقأوا أنتم عيونكم التي لاترى وآذانكم التي لاتعرف كيف تسمع.. ولما لم تنفعه هذه الخطوة تبعها بأخرى أشد منها غباء فانسحبت فجأة أداة البطش والجبروت الشرطة
"العادلية" لتطلق بلطجيتها ولصوصها سواء من أفراد الداخلية بملابسهم المدنية أو من تستعين بهم في كل الانتخابات ليملأوا قلوب الضعفاء من الأطفال والشيوخ رعبا وليؤكدوا على أنهم هم الوحيدون القادرون على حفظ النظام وباتت مصر ليلتين متتاليتين في حالة إنفلات أمني خطير والزبانية قد أسعدتهم حالة الهلع والفزع التي عمت الشارع المصري ..ولا عزاء لأصحاب الحياء... فكون رجالات مصر من أنفسهم لجانا شعبية تقوم بالدور المفقود لوزارة الداخلية وشاهدنا الشباب من بداية من سن 11 إلى الكهول -على شاشات التلفاز- يقومون بجمع القمامة من الشوارع بعد إن امتنعت البلدية عن أداء أعمال النظافة - بأوامر من القيادات المصرية -وينظمون المرور -الذي أختفى بأوامر من القيادة العليا - ويصنعون من أجسادهم متاريس في مواجهة المسجلين الخطر وحاملي السيوف والسنج ويصلون الليل بالنهار حماية لأعراضهم وبيوتهم وأموالهم وليسجل التاريخ بهذه اللجان مفخرة أخرى ودرسا عظيما من دروس الوطنية ..
وبدأ النظام يشعر بأن الأرض تميد تحت أقدامه وأن هذا الشعب العنيد يفسد عليه مخططاته فكانت اللعبة الأشد غباء ..إقالة الحكومة وتعيينها مرة أخرى مع التركيز على تقديمها للشعب بصورة أكثر مدنية باستبدال الصفة البوليسية بألفاظ أخرى على شاكلة "الدكتور أو الاستاذ " مع تغيير وزير الداخلية والمالية والثقافة وبقاء الجميع في مناصبهم وكانت أيضا كلمة ثورة الغضب واضحة جلية لا لمبارك ولكل من يأتي بهم ...
وإن كانت ثورة المصريين كشفت عن دم بارد لحكومات وأنظمة عربية وإقليمية نعلم جميعا أسبابها ولم تعد سرا خافيا فقد كشفت أيضا عن دم بارد
لحكومات وقيادات غربية ونخص منها بالذكر أمريكيا "بلاد الديمقراطية " وإنجلترا " بلد الملكية " فهم لايخجلون من موقفهم المائع الواضح الميوعة ففي بداية الثورة كان الصمت المطبق لدول هي التي تحرك العالم كله طبقا لخريطة مصالحها ولما لم يكن هناك بد من توضيح مواقفها أمسكت العصا من المنتصف فهي ليست "مع" أو" ضد" وحينما بدا جليا أن الشعب الحانق أختار إما إسقاط حكم مبارك وإما الاستمرار بالتظاهر والاعتصام بدأ منحى الحديث يختلف قليلا من تأييد لحرية التعبير مع توصية بالتعامل مع المطالب الشعبية دون قسوة أو عنف دون كلمة واحدة " تدين "العمل الإجرامي الذي يقوم به النظام المصري تجاه الثائرين وكأن الأرواح التي أزهقت لاثمن لها والدمار الذي حل بالمنشآت والسرقات التي طالت المجتمع والأفراد لاثمن لها وأن الشعب المقبل على أزمة غذائية نتيجة الشلل الذي أصاب معظم أجهزة الدولة لا ثمن له وكل هذا لأن عميلهم في الشرق الأوسط متعنت وعنيد وحتى وإن عم الخراب والدمار الشعب فهو لايبالي ولايهتم وهم أيضا لايهتمون إلا بمصالحهم ...وليذهب كل الكلام عن الحريات والديمقراطية وإرادة الشعوب في تقرير مصيرها إلى الجحيم....
واليوم مشهد آخر من مشاهد الكرامة بعد أن دعا ثوار الغضب إلى مظاهرة مليونية قوبلت باستعدادات أمنية حاشدة وقوبلت بقطع السكك الحديدية حتى تصعب الانتقالات ولا يتجمع الثائرون الغاضبون في ميدان التحرير بالقاهرة ..كم تم بالفعل في بعض أنحاء الأسكندرية مدينة الغضب الثانية قطع الكهرباء والمياه عن بعض ضواحيها ....وما كل هذه الممارسات الا وسائل لتخويف المتظاهرين والضغط عليهم ..لكن استغلال السلطات والخصومة غير الشريفة أمر قد أعتاده المصريين وأن لم يقبلوه أبدا وحان الوقت لاسدال الستار عن ثلاثة عقود ظلم وقهر واستبداد ...وإن كان النظام وأعوانه وأصدقائه ليس لديهم من حمرة الخجل الكثير ولا القليل ...فلدى أبناء مصر الكثير من الدماء الحارة اتي يقدمونها بنفس راضية فداء تراب مصر الغالي.....والمجد للشرفاء...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجرد رأي
احمد الجوهري ( 2011 / 4 / 9 - 09:17 )
ان كنا نتكلم عن حمرة الخجل
فاين حمرة الخجل لمن اقتحموا ثورة الشباب وازاحوهم وركبوا الموجه كام يقال
واين من قاموا بثورة الشباب هل اختفوا ام نسوا او عادوا يلهوا مع الانترنت
ان كنا نتكلم عن حمرة الخجل
فاتمني ان يلتزم كل فرد بعمله ويكز فيه اكثر من غيره وان يعطي كل ذي حق حقه ان كنا نتكلم عن حمرة الخجل فدعوا مصر امنه بعيد عن الصراعات والاحزاب المندسه التي علت وظهرت بعد ثورة الشباب ام انكم تتمنوا ان يتولوا الاخوان الامر فى مصر فليكن ذلك ولننتظر ما جنته ثورة الشباب
ولكن ايم هم الان ( الشباب) اين اختفوا وتوارو عن الانظار وهل سيكافوا بمقاعد حتي لا نسمع اصواتهم
اين حمرة الخجل لمن لا يعرفوا الخجل

اخر الافلام

.. محمود ماهر يخسر التحدي ويقبل بالعقاب ????


.. لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة.. نزوح جديد للنازحين إلى رفح




.. ندى غندور: أوروبا الفينيقية تمثل لبنان في بينالي البندقية


.. إسرائيل تقصف شرق رفح وتغلق معبري رفح وكرم أبو سالم




.. أسعار خيالية لحضور مباراة سان جيرمان ودورتموند في حديقة الأم