الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيد برهم صالح .... رؤية متعقلة للتغيير في اقليم كردستان العراق

دياري صالح مجيد

2011 / 2 / 1
حقوق الانسان


يعرف الجميع هذه الشخصية المتزنة التي نحتت لسمعتها الطيبة مجرى واسعا في قلب كل مخلص غيور في العراق وكردستان . لذا جاء رده المتزن هذه المرة على ما تقدمت به كتلة التغيير من مطالب خاصة باجراء الاصلاحات السياسية في الاقليم عبر المطالبة بحل البرلمان والحكومة . ليقول باحقية هذه الجهة في المطالبة بالتغيير لخدمة ابناء الاقليم . لكن مثل هذا التغيير يشهد اليوم بحق على حنكة السياسي المتمرس في التعامل معه من عدمه .

يحاول قادة التغيير العمل على استثمار ما يجري في المنطقة عموما عبر تصعيد حدة الخطاب السياسي فيها ورفع سقف المطالب التي تقدمت بها سلفا الى الحكومة الكردية , متخذة من الشباب ومطالبهم المشروعة اساسا لقوة تحركها تلك خاصة وان القيادات تدرك جميعا بان حركة التغيير التونسية ومن ثم المصرية قد تشكلت معالمها بايادي الشباب ذاتهم , وهم يعدون فئة ذات ثقل مهم لدى حركة التغيير في كردستان العراق .

بالمقابل يهب الدور الرسمي للحزبين البارزين في الاقليم في محاولة لتكذيب الاتهامات التي يتوجه بها دعاة التغيير متهمين اياهم بانهم يحاولون تعطيل العملية السياسية في كردستان واشاعة روح الفوضى والدمار التي ستلحق كبير الاذى بمجل الاقليم وبما يهدد بفقدان المكتسبات التي تحققت خلال الاعوام الماضية . وهنا نود التذكير فقط للتاكيد على ماقاله السيد برهم صالح بحق حركة التغيير حيث ذكر " حركة التغيير تحولت من مطالبة للتغيير والإصلاح إلى مطالبة بالانفلات وحل المؤسسات الشرعية المنتخبة"، مؤكدا بان بيان حركة التغيير الأخير أزم المنطقة وأثر على السوق وحركة العمل" .

بين هاتين الرؤيتين يقف الالاف الشباب الكردي الباحث عن فرصة عمل والراغب في تحقيق مطالبه بالعدالة الاجتماعية وبالحياة الحرة الكريمة , وهو استحقاق لابد له من تطبيق على ارض الواقع . فالمعدمين والمحرومين من فرص العمل لا يهمهم الشعارات السياسية ولاتقف بوجههم جيوش الارض ولا تحيلهم الوعود المعسولة عن الاستمرار في فورتهم التي لاتعرف لها نهاية . والغريب في الامر ان هذه الالاف من الشباب بدات اليوم تتحول الى مصدر قلق حقيقي يؤرق من لا يريد الاستماع الى صوتها ويتعامل معها بطريقة عقلانية بهدف التوصل الى حلول منطقية لمعاناتها الانسانية المستمرة , وهو ما يقود الى امكانية تحولها الى كتلة ملتهبة يخشى المرء من تفجرها في اي لحظة من لحظات هذا الزمن العاصف وبطريقة قد ياسف فيها البعض على ما ستؤول اليه النتيجة .

من جهة اخرى لو امعنا النظر في الخطاب المقدم من كلتا جهتي الخلاف في الاقليم , لوجدنا ان الجميع يحاول شق وحدة الصف الشبابي هذا وتشتيت رؤاه التي بدات تتجمع عند نقطة محددة هي التغيير الذي يؤمل له ان يطور واقعهم المعاشي الى افضل , لكن مثل هذه الرؤية شبه غائبة عن هذا الخطاب فالكل يتهم الكل بالفساد وبالتسبب في تصعيد الازمة في الاقليم , وهنا نعود مرة اخرى الى كلمات السيد برهم صالح الذي يقول في هذا الصدد مايلي "النظر إلى السلطة السياسية في الإقليم باعتبارهم فريقا من الفاسدين واعتبار المعارضة فريقا من المخلصين الذين يحاربون الفساد، هو معادلة غير صحيحة"، واستمر بالحديث ليشير الى أن "هناك فساد يجب محاربته داخل السلطة كما أن هناك فاسدين وحاقدين داخل حركة التغيير وقادتهم الذين كانوا جزءً من المشهد الحزبي الموجود، وعليهم أن يتحملوا ما آلت إليه الأوضاع الخدمية نتيجة صراعهم السياسي".

المسالة في حقيقتها كما يشير السيد صالح يجب ان تكمن في كيفية محاربة الفساد باعتباره الافة التي بدات تدب في الاقليم وفي العديد من مؤسساته التي بدا يعجز الكثير منها بحسب راي المراقبين عن تلبية المطالب الشعبية وتوفير الخدمات الضرورية . مثل هذا الامر هو الذي سيحمي الاقليم من انهيار المؤسسات وسيحول الشباب فيه وبقية الطبقة الوسطى الى مصدر دعم وتعزيز لتطور الاقليم واستقراره وانهاء العديد من ملفات الازمة فيه . لذا نتمنى ان لا يتحول الصراع على محاربة الفساد في الاقليم الى صراع حزبي على السلطة مُستغلا فيه الالام الناس ومعاناتهم فضلا عن مطالبهم المشروعة في العيش بحرية وسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغرب يصدر لنا فاسدين
سعد المهدي ( 2011 / 2 / 1 - 16:33 )
الفاسد لايمكن الوثوق به ان برهم صالح وصديقه الجعفري متورطين في قضايا فساد من ضمنها الاستيلاء على اراضي على شط دجلة وشراءها بطرق احتيالية .ان برهم صالح يحاول ان يطرح نفسه ديمقراطي نظيف لكن هذا الديمقراطي عندما يشعر ان قوى اخرى ممكن ان تنافسه بشكل مشروع وربما تطيح به حتى ينقلب الى ذئب مفترس .ثم من اين تعلم هو السياسة فهو كان مجرد وكيل لشركة بريطانية .يحاول ان يقلد بعض الساسة الغربيين كاي سياسي يعلن في خطابه الطهر وفي الخفاء تكمن رغبات شرسة للاستثار والاحتكار بغية التممتع بكل مباهج الحضارة الغربية القائمة على قوة المال وهذا المبداء يعيه تماما سياسي العراق من عاشوا في الغرب حيث اصبحوا مصدر للفساد لانهم ببساطة ادركوا ان المال هو الرب الارضي في الغرب في وقت كانوا يعيشون على فتات السوشل ولفر

اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار