الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب النخب في الإنتفاضات الشعبية في العالم العربي

عبد الرزاق السويراوي

2011 / 2 / 1
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


للرموز النخبوية تأثيرها المعنوي في أيّ إنتفاضة شعبية ضد سلطة إستبدادية , فلا أقل من أنها - أيْ النخب والقيادات السياسية – إضافة الى دورها المعنوي المحفز , فإنها تملك من الدربة السياسية والوعي الذي يساعد في بلورة ورسم منهج لسير الانتفاضة سواء على مستوى التنظيم أو البرنامج السياسي البديل ,طبعا هذا القول لا يلغي الدور الجماهيري , لأنه هو اللاعب الأول في النهوض للتغيير أو الثورة . وهنا أورد مثالين كمصداق لما ذكرته في المقدمة .الأول هو الإنتفاضة الشعبية الكبرى في العراق في عام 1991 والتي سُميت بالإنتفاضة الشعبانية كونها حدثت في شهر شعبان , وقد تم إسقاط 14 محافظة من محافظات العراق بحيث خرج زمام الامور عن يد سلطة صدام , وكانت الإنتفاضة في اعقاب إنكسارالجيش العراقي امام اكثر من 30 دولة هي من اقوى دول العالم تكنولوجيا وعسكريا في حرب الخليج الثانية , وعلى إثرها إنطلقت شرارة الانتفاضة العارمة من ساحة سعد في البصرة , حينها وبالرغم من وجود احزاب ونخب سياسية سواء داخل العراق او خارجه , إلاّ انها لم تنضم في صفوف المنتفضين الذين واجهوا جيشا جرارا فاكتسحوه واسقطوا الدولة من شمالها الى جنوبها , ولو ان هذه الاحزاب او القوى السياسية والنخبوية شاركت المنتفضين بما لديهم من برامج تقوّم من عفوية الانتفاضة لنجحت الانتفاضة ولسقط النظام , حتى قيل في وقتها ان صداما وحاشيته هيئوا أنفسهم لمغادرة العراق ,إذْ لم يبقَ لديهم ما يمكنهم على الاستحواذ مرة اخرى على ازمة الامور , لكن الامريكان وبعض الدول المجاورة فضلا عن غياب القوى النخبوية عن ساحة الصراع , ساعدوا صداما بأن يستعيد قواه الخائرة ويسيطر على الامور بإستثناء اقليم كردستان الذي وقف الامريكان الى جانبه .
والمثال الثاني هو ما يحدث الآن في مصر من ثورة شعبية بكل معنى الكلمة والتي يقودها شباب مصريون إنتفضوا لتغيير سلطة الجور وعلى رأسها الرئيس مبارك , حيث غاب طيلة الايام الاولى بل ولحد الان , القوى السياسية المعارضة بإستثناء بعض التصريحات الخجولة من قبل هذا الطرف أو ذاك , وللأنصاف فانّ المعارض محمد البرادعي هو الشخص الوحيد الذي دخل وسط حشود الجماهير في ميدان التحرير واعلن بشكل واضح وجلي بأنّ على الرئيس مبارك وحاشيته التنحي عن السلطة , مما سلط الاضواء على شخص البرادعي , فخشيت بعض القوى السياسية المعارضة من أنْ يكون البرادعي على رأس السلطة في حال تمّتْ تنحية الرئيس مبارك نهائيا عن السلطة . في حين ما دامت الامور الآن بيد الجماهير الغاضبة يفترض بكل القوى المعارضة النزول بقواعدها الشعبية الواسعة وترك نقاط الخلاف القائمة بين هذا الطرف أو ذاك , لكي يؤازروا الشباب المنتفض ليتكلل هذا الغضب بتنحية السلطة الكتاتورية وتشكيل حكومة إنتقالية تعقبها انتخابات عامة وتغيير ما يمكن تغييره من الدستوروالانطلاق لإرساء اسس البناء الديمقراطي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تشخيص صحيح
مازن البلداوي ( 2011 / 2 / 1 - 16:36 )
الأخ الفاضل عبدالرزاق السويراوي
ماتفضلت به صحيح 100%،وكنت حاضرا لهذا المشهد العراقي،واود اضافة بسيطة، لقد شهدت بنفسي مشاركة بعض الشباب من القوى اليسارية العراقية باندفاع شخصي وكانت مشاركاتهم فعالة،الا ان خروج بعض المجاميع الشعبية التي رفعت شعارات طائفية بحتة،ادى للحكم عليها بانها انتفاضة فاشلة،لعدم وجود الحضور والتنسيق
وهذا ما قلته تكرارا تجاه الأنتفاضة المصرية،بان لايتم اعادة المشهد العراقي الشعباني
تحياتي لك مع الشكر

اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام