الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا للكنيسة! لا للأزهر! لا للإخوان المسلمين! ولا لمبارك!

شريف مليكة

2011 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


وجدتني أبكي وأنا أستمع لحديث البابا شنودة الثالث للتليفزيون المصري ليلة 30 يناير 2011. دمعت عيناي وأنا أشهد الكنيسة المصرية وهي تذبح الشباب المصري المسيحي اللذين نزلوا للشارع المصري مع إخوانهم من المسلمين، والذين تنامى إلينا مواقفهم الملتحمة بأقرانهم دون النظر إلى أي دين أو ملة وسط المتظاهرات التي اندلعت يوم 25 يناير بالرغم من دعوة الكنيسة لهم بألا يشاركوا. لايمكن أن ننكر أن أعدادهم وتواجدهم قد تأثر بالقطع بأمر البابا شنودة لهم بألا يتظاهروا. ولكني موقن والصور التي انتقلت إلينا أكدت أيضاً أن المسيحيين المصريين نزلوا للشارع، مدفوعين أيضا كأقرانهم برياح التغيير التي هبت على كل شباب مصر.
هل يعتقد البابا شنودة إنه رئيس لحزب الأقباط السياسي التي يساوم بأصواتهم في شتى المعتركات السياسية؟ لا يا سيادة البابا! لست زعيما سياسيا للأقباط، ولست مسئولا سياسيا في مصر مضطرا للإدلاء برأيه إزاء حدث جلل كالذي تمر به مصر اليوم، وإن اضطررت لأن تفعل، فعليك تجنب حديث السياسة الملطخ بما للساسة من حسابات وموازين قوى وتحايل وخداع وتبدل في المواقف، والإلتزام بدور سيادتكم كرجل دين ورئيس كنيسة وقائد روحي ومثل أعلى لشعب كنيستك. لست بصدد أن أقدم نصحا لسيادتك فأنت أكبر من أن ينصحك شخصي المتواضع. ولكن لي عند سيادتك سؤال أرجو أن يتسع لي صدرك للتفكر فيه.
في مصلحة من تقول وتعلن على الملأ في التليفزيون الرسمي بأن الأقباط لم يشاركوا في تلك الثورة الشعبية الشبابية التي هبت تعبر بشكل حضاري وبأحجام غير مسبوقة امتدت إلى كل أنحاء مصر؟ من يرضى بالعزلة التي تريدون أن تفرضوها على الأقباط بقولكم بأن هؤلاء المصريين المسيحيين قد عفوا عن التظاهر جنبا إلى جنب، وتكاتفوا مع اخوانهم وأخواتهم من باقي المصريين؟ ألا يؤيد ذلك مبدأ العزلة السياسية التي يريد البعض أن يفرضونها عليهم؟ ألا يأسر ذلك الأقباط في ركن وحيد بينما البلد برمته يعيش حالة من الثورة لم يسبق لهم أن عايشوها ولا حتى في عام 1919؟
وبمناسبة الحديث عن عام 1919 ألم يكن شعارها الدين لله والوطن للجميع؟ أتتذكر سيادتكم أن صرح بابا الأقباط يومها بأن الأقباط لن ينضموا إليها لأنها لا تتواكب ومصلحتهم إزاء مناهضة الملك والحكومة وقتها؟ أو بأنها كانت لسبب أو لآخر ضد صالح الكنيسة؟ وما شأن خطاب القمص جوارجيوس الذي اضطلع به من فوق منبر جامع الأزهر، والذي نادى بموت جميع الأقباط من أجل أن تبقى مصر؟؟ وحتى ثورة 1919 أرى أنها كانت أقل وطنية وشأن من ثورة يناير 2011 وذلك لأنها لم تقم بناء على طلب زعيم أو دعوته للشعب ليثور كما كان من أمر الزعيم السياسي سعد زغلول. كما إن ثورة 1919 كانت أقل حشدا وعددا من الثورة اليوم، كما أن الثورة اليوم لم تكن بسبب وجود احتلال أجنبي يرزح فوق أرض مصر فيكون من البديهي الثورة ضده، وإنما نرى اليوم ثورة الشباب المصري يثور ضد مصريين مثله، من أجل حياة أفضل ومن أجل إعلاء قيم الحرية والمساواة والديموقراطية. فلصالح من تبغي سيادتكم أن تحرمون الأقباط شرف المشاركة في ثورة المصريين هذه، في وقت يشهد العالم أجمع تفاصيلها دقيقة بدقيقة؟
وأقول أيضا بأنني تألمت من موقف شيخ الأزهر الشيخ الطيب المماثل، وهو يؤيد الرئيس مبارك ويدعو الشباب للمصري للخنوع. لا يا سيادة شيخ الجامع الأزهر، الذي انطلقت من ساحته أول شرارة لثورة 1919 "العلمانية" ضد الاستعمار والفساد. لم تكن ثورة إسلامية وقتها، كما لم تكن ثورة 2011 الشعبية إسلامية أيضا، بالرغم من محاولة اختطافها من الإسلاميين الذين هبوا يوم "جمعة الغضب"، فطبعوا الثورة السلمية أولا بعنف وفوضى لم تكن طابعها في الأيام السابقة. وإلا فما معنى أن يقوم عشرات من المتظاهرين بالسجود للصلاة بين جحافل المتظاهرين، فوق كوبري قصر النيل، بينما عربات الأمن تحاول أن تفرقهم بخراطيم المياه؟ أكان ملحا إقامة الصلاة وسط ساحة التظاهر، وماهي الرسالة التي كان هؤلاء المصلين يبتغون إرسالها؟ وماذا عن معظم المتظاهرين الذين لم يشاركونهم الصلاة؟ أهم أقل وطنية أم أقل دينا، أم كانوا من بين المغضوب عليهم أو الضالين؟ لم يقبل الثائرون من الشباب على أي حال السماح للإخوان المسلمين أو حتى باقي أطياف المعارضة الصعود فوق أكتافهم، ليرتفعوا ويبدون وكأنهم أصحاب الثورة.
ومن هنا أريد أن أقول وبكل وضوح أن القانون المصري والدستور يعليان مبدأ المواطنة والمساواة، ويمنعان ممارسة العمل السياسي لأية هيئة أو جماعة دينية. لست هنا بصدد التقليل من شأن الدين أو المساس بدوره وأهميته، فنحن شعب متدين ومحافظ، وأنا أدعو للتمسك بالصلاة وممارسة شعائر الدين جميعها، ولكن ينبغي للجميع أن يدركوا أن العمل السياسي ممنوع بأمر القانون، للكنيسة، وللأزهر، ولجماعة الإخوان المسلمين على حد سواء. كفانا لعبا بالنار لئلا نحترق بها. كفانا نفاقا فنتحدث عن أعضاء برلمانيين من أعضاء الجماعة المحظورة، وعن موقف شيخ الأزهر أو رئيس الكنيسة من أمر سياسي يلم بمصر وشعبها. تلك المظمات الدينية لها دور أسمى وهو الارتفاع بروحياتنا والسمو بأخلاقنا فينعكس ذلك على قيمنا الإنسانية وعلاقاتنا بعضنا ببعض.
إستمرت الثورة المصرية لليوم الثامن وستستمر. رفض الشباب المصري المساومة على مطالبهم. غيروا الوزارة النظيفة بوزارة عسكرية أقيل خلالها الحبيب العادلي، رمز القمع والظلم في الشارع المصري، فقال الشباب مصرا: لا لمبارك، فالشعب يريد إسقاط النظام! لاشيء آخر يرضيهم، ولم تنجح المحاولات للتهدئة. لم تفلح سياسة العصا والجزرة في إثناء الشباب عن الاستمرار في التظاهر والبقاء بالشارع حتى يرحل مبارك ومعه منظمة الفساد والقمع والخنوع. وبات النداء هو الشعب يريد إسقاط الرئيس. فهل يستمع مبارك لنداء الشعب المصري لو استمرت الحشود المليونية المتوقعة غدا وبعد؟ أم إن هناك مؤامرة جديدة تحاك من وراء الكواليس لوأد تلك المظاهرة المرتقبة، والتحايل ضد انجازات الثورة المصرية الشعبية. لماذا أشتم رائحة غدر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مع إخوتهم المصريون جنبآ الى جنب
مريم رمضان ( 2011 / 2 / 2 - 01:54 )
لا يا عزيزتي ليس أحدآ في مصر ينكر أو يساوم على وطنية البابا.لكن الإتضهاد وتفجيرات الكنائس هو الحافز الوحيد الذي منعهم من المشاركه خوفا على أبناءه. لكن الكنيسه أعطتهم الحق بأن يتظاهروا ويطالبون بحقوقهم ولكن مسالمين .أليس له الحق أن يحمي أولاده من المؤامرات إذا كانت ضدهم.وها هم الآن مع إخوتهم المصريون جنبآ الى جنب.


2 - وضوح
مازن البلداوي ( 2011 / 2 / 2 - 09:04 )
كلام جميل وواضح وصحيح الى حد كبيرنياليت ان يطلع عليه الكثير من الناس،ليعرفوا اين موضع القدم التالي
تحياتي

اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب