الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طائرات الريس بغداد قاهرة

شذى احمد

2011 / 2 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



عندما اشتكى قبل أيام احد أصدقائنا بلوعة وهو يشاركنا أروع مشاهد الاحتفال بأسطورة السينما العالمية انطوني كوين كتب بمداد من دم حسرته على عمالقة العراق وهم يموتون مثل المشردين المنبوذين في بقاع العالم . ولا يحظى اغلبهم حتى بمراسيم دفن تليق بمكانتهم تذكرت ذلك وانأ أطالع الأخبار واسمع عن حرص سيادة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على عودة العراقيين أو اصح إجلاء العراقيين من مصر وإرساله ثلاث طائرات وطائرته الشخصية حرصا على سلامتهم وتماشيا مع خطوات اتخذها نظراءه من قادة العالم.
سيكون الأمر في غاية الروعة فيما لو كان العراقيون الذين نقلوا سيعودون مثل نظرائهم الأمريكان او الأوربيون او حتى الأتراك. يعودون الى الأمن والأمان والعيش الرغيد وأنهم ذهبوا للسياحة والاصطياف في مصر والتمتع بفيض الدخل الثابت الذي نعموا به بعد التغيير الديمقراطي لبلادهم. ولم يتواجدوا في مصر طلبا للجوء او أهون الأمرين اما الموت والتصفية في بلادهم ام الهرب بجلدهم من فرق الموت وميلشياته التي روعتهم والتفجيرات بعد ان أصبحت بلادهم مشاعا لتصفية الحسابات من أطراف متعددة .
ترى من هم هؤلاء الذين تم إخلائهم وخاف عليهم سيادة رئيس الوزراء إن كانوا من العراقيين الحفاة فأنهم سيعودون الى وطن تمت به سرقة بيوتهم وتهجيرهم تهجيرا قصريا، والكثير منهم ذهب الى مصر وغيرها من البلاد هربا من جحيم بلده الذي انعدمت به كل سبل العيش والخدمات . اما ان كانوا من كبار موظفيه الذين أوفدوا لمصر للتدريب او لايفادات لا يعرفها الا أولي الأمر فهذا أمر أخر. وعودتهم الى المنطقة الخضراء امر لا بد منه.

اما ان كان للتفاخر والتباهي في مكايدة السعودية التي سارعت بدورها لإظهار حرصها على مواطنيها فهذا أمر أخر.

يبقى في كل الأحوال وبمختلف الاحتمالات التصرف يدل على تكبر ومكابرة لا يتصف بها الا من يحكم العرب . فكما خرج صدام مهزوما من عاصفة الصحراء ليحتفل بام المعارك ها هو سلفه يسوق نعيم العراق رغم جحيم القتل والدمار وعدم استتباب الأمن وانعدام الخدمات والفساد المستشري و الإصرار على الحفاظ على المنصب وعدم التفريط بالحكم.
أمر في غاية الغرابة حالة من يحكم الشعوب العربية،
التفت باحثة عن مقولة او بيت شعر او جملة تليق بالحدث فتعثرت بالكثير الذي كنت ابحث عما بعده. سألت السيدة العراقية ذات التحصيل العلمي العالي وهي تنظف السلالم في عمارة في دمشق فأدارت لي ظهرها مترفعة حتى عن زفرة أسى
وتلك شابة دفعها الاحتلال وحكامه الى الضياع في أزقة مظلمة وتعليق شهادتها على رف الإهمال تهز رأسها.
وذاك شاب يمزقه الحزن و تآكله الحسرة لاجتهاد القائمين في وزارة التعليم ي في منعه هو و أمثاله من إكمال دراستهم.
وذاك وهذا وتلك وهذه. لم أجد الا مثلا عراقيا شانه شان كل الأمثال التي تضرب ولكنها ربما تضرب اليوم بمن لا توجعه .. يختصر هذا التكبر والتباهي والتعالي والتعامي عن واقع حال العراق ستة ملايين مهجر يفترش الكثير منهم الشوارع وطرقات العالم ويختبئون في الزوايا المظلمة خوفا من دوريات التفتيش لترحيلهم إلى بلدهم فيواجهوا الموت من جديد ترى كم من الطائرات سيحتاج سيادته لإعادتهم وهل ستكفيهم أساطيل الدنيا .. ليس هناك من مجيب الا صدى المثل العراقي.. هجم بيتها الباميا شكد تنفخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غسل رجلة وصعد على فراش العز
الحكيم البابلي ( 2011 / 2 / 2 - 00:11 )
دكتورتنا العزيزة السيدة شذى
أعتقد أن أسباب إرسال الرئيس العراقي لطائراته لمصر لإعادة الرعايا العراقيين هناك كانت تتطابق مع تخمينك الأخير ، وهو : ( للتفاخر والتباهي في مكايدة السعودية التي سارعت بدورها لإظهار حرصها على مواطنيها ) ، ههههههههههه وهنا ينطبق على المالكي المثل العراقي العريق القائل : لمن جَوي يِنّعْلون الفَرَسْ ... الخنفسانة شالت رِجِلْها
ما يحدث في مصر اليوم حدث لنا وما زال يحدث منذ أكثر من أربعين سنة ، ولو كان وطننا العراقي ومن فيه يحترمون حرمة مواطنيهم ، لما هاجر البلد أكثر من خمسة مليون عراقي ، والمصيبة أن أغلبهم من ذوي الإختصاصات والشهادات والمهارات العالية
ولو كانت حكومتنا مخلصة حقاً في دعوتها لإعادة مواطنيها وإحترام حرياتهم وكرامتهم وشرفهم وآدميتهم ومعتقداتهم ، لكنا أول العائدين وعلى حسابنا الخاص ، ولكن
طبعاً ( البامية تُنفُخ ) ، عندما يكون بائع المحابس والسبح ، الطائفي ، وأحزاب الطائفيين ومليشياتهم الوسخة هم الذين يتلاعبون بمقدرات ومستقبل العراق
ما شاف وشاف ، والأسف والأويلي على ولد الأوادم وأهل الأخلاق المشردين في كل أصقاع العالم
تحياتي سيدتي العراقية


2 - سؤال
مازن البلداوي ( 2011 / 2 / 2 - 05:01 )
العزيزة د.شذى
قامت انتفاضة تونس الشعبية نتيجة للفقر والفساد الذي ضرب المجتمع التونسي منذ 23 سنة،وقامت انتفاضة مصر للأسباب ذاتها ولازالت مستمرة.........اين العراق من هذين؟
يكتب العديد من المثقفين والكتّاب بهذا الصدد ويدعون الى الأنتباه....الا ان البرلمانيين وكأنهم يعيشون في كوكب آخر،ناهيك عن السلطة التنفيذية التي هي على تماس بواقع الناس وهي اعلم بحالهم......... فهل رياح التغيير قادمة نحونا؟


3 - حكيم بابل
شذى احمد ( 2011 / 2 / 2 - 05:43 )
تحية لصديقنا حكيم بابل التي صارت ملكا مشاع لمن جاء رافعا شعارات التغيير والوطن والمظلومية .. وكل كلمات القاموس السياسي لمثل هذه المناسبات. ان الملايين الخمسة او الستة التي هجرت وما يزيد عن نصف هذا العدد من ابنائها الذين تمت تصفيتهم وقتلهم والاغارة على مدنهم الامنة لا يتلفت اليها اليوم هؤلاء الذين سقت لهم مثل الخنفسانة . لانهم باختصار مشغولون هم والتابعين لهم في العراق وبلاد الارض في مطاردة الكلمة والكفاءات التي تفضلت بذكرها ليغطوا على اميتهم وجهلهم واجرامهم الشنيع. لكن مع كل المضايقات وكل اختلافات الرأي بين كل القوى الرافضة لهذا الوضع الشاذ تضع حركات التغيير الاخيرة في تونس ومصر قواعد جديدة للعبة الحاكم والمحكوم .من المؤسف ان يشعر المرء بالخجل وهو يسمع صراحة الدعوات لتجنب انزلاق البلد لمصير العراق وكانه وباء الطاعون وان لم يبتعدوا كثيرا عن الحقيقة .الغريب ان القنوات العراقية تنقل الاحداث كان مواطنيها يعيشون في منتجعات سويسرا وكان الامر لا يعنيهم البته. عجبي


4 - الصديق مازن البلداوي
شذى احمد ( 2011 / 2 / 2 - 06:01 )

حية طيبة ابدا من حيث سطرك قامت انتفاضة تونس الشعبية نتيجة للفقر والفساد الذي ضرب المجتمع التونسي منذ 23 سنة،وقامت انتفاضة مصر للأسباب ذاتها ولازالت مستمرة.........اين العراق من هذين؟
العراق ليس بفقير ولاتحكمه حكومة صنفت في مقدمة دول العالم الاكثر فسادا اداريا وماليا. وهم برلمانيون الارض المنفردون والداخلون لموسوعة غينس في البقاء طيلة فترة انتخابهم تحت قبة البرلمان لتصريف امور المواطنين والعراق باحسن حال فالجميع متساويين ويتقاسمون نفس الفرص ويعيشون في رجاء وسلام وارادته محترمة ونتائج الانتخابات تم الاخذ بها فورا ولم تحتج الحكومة القديمة الجديدة لاي دعم من طهران ليقوى موقفها وتقدم الاطراف الاخرى اينازلات للاحتفاظ بمناصب افرادها فلما هم في كوكب اخر مجرد سؤال ؟!!. شكرا


5 - عذرا
شذى احمد ( 2011 / 2 / 2 - 06:04 )
اختفت لسبب ما التاء من تحية فصارت حية طيبة لا اعرف ان كان هناك حية طيبة ام لا الا انني اعتذر لهذا الخطأ غير المقصود


6 - الدكتورة شذى أحمد المحترمة
ليندا كبرييل ( 2011 / 2 / 2 - 11:16 )
لا بد من التفاخر والتباهي أمام المجتمع العالمي ليصفق لجهودهم في المحافظة على أرواح مواطنيهم , ولولا أن الدول الغربية سارعت لنجدة مواطنيها لما حركهم حس ولا شعور تجاه أبناء وطنهم , أليست هجرتكم بسببهم ؟ هؤلاء الذين يتمسحون الآن بالوطنية والمروءة ؟ تزعزع الحجر الأول في البناء الصلب وها هو الثاني ينهار والبشرى للأحرار لم تعد مستحيلة أتمنى لحركة الثائرين على الفساد النجاح , ولك أطيب تحياتي

اخر الافلام

.. جماهير ليفربول تودع مدرب النادي التاريخي يورغن كلوب


.. ليبيا: ما هي ملابسات اختفاء نائب برلماني في ظروف غامضة؟




.. مغاربة قاتلوا مع الجيش الفرنسي واستقروا في فيتنام


.. ليفربول الإنكليزي يعين الهولندي أرنه سلوت مدرباً خلفاً للألم




.. شكوك حول تحطم مروحية الرئيس الإيراني.. هل لإسرائيل علاقة؟