الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر تولد من جديد و المخاض عسير!

رشا ممتاز

2011 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


كنت فيما مضى أشعر بالخجل عندما كنت اسأل عن جنسيتي!!
كنت أتلعثم وأنا أصرح بأنني مصريه ! ويعتصرني الألم عندما ينطق أسم مصر العظيمة مقترنا بالفساد والتلوث والفقر والأمية والجهل والمرض والطائفية والانحطاط العام في كافة الميادين حتى الفن الذي كنا رواده يوما من الأيام ..
كم كان قاتلا هذا الشعور بفقدان نور الأمل والتخبط فى ظلام اليأس كم كان محبطا هذا الصمت التام للشعب المصري الأبي , كم كان مستفزا هذا الصبر الأسطوري على قتلته وجلاديه ...

لم أكن لأتصور أنني سأحيا لأشهد هذه اللحظات التاريخية الغير مسبوقة والتي ستكتب بأحرف من ذهب في التاريخ المصري وثورات الشعوب الحرة هذه اللحظات التي كسر فيها الشعب المصري حاجز الخوف الفولاذي الذي صنعه النظام البوليسي , ووضع فيها حدا لصمته وصبره الأسطوري ليصرخ عاليا مطالبا بالحرية والعدالة الاجتماعية ....لا فرق فيهم بين مسيحي و مسلم بين شاب وكهل بين امرأة ورجل بين غنى وفقير بين متعلم وأمي أتحد الجميع على ميلاد جديد لمصر.

كم أنا فخورة وأنا اسمع من شقيقتي كيف أن المتظاهرون يتقاسمون الطعام والشراب وكيف يؤثرون على أنفسهم لإطعام ضعيفهم ,كيف توزع المحال التجارية الأغذية وزجاجات المياه والبطاطين المجانية على الحشود المقاتلة من أجل الحرية ...

كيف يجمع المتظاهرين المخلفات وينظفون أماكنهم قبل المغادرة واستكمال المسيرة في اليوم التالي حرصا على نظافة شوارعهم ..

كم أنا فخوره بمصر الوليدة وأنا اسمع عن القيام بإنشاء لجان شعبية لتحل محل رجل الأمن الغائب من الشارع وتتصدى للمخربين والمجرمين وترفض أن يتم إجهاض ثورتهم وابتزازهم للضغط عليهم بورقة الأمن الغائب كيف تلاحم شباب مصر, مسلمين ومسيحيين لحماية الكنائس والمساجد والممتلكات والأرواح ...

كم أطربني الصوت المبحوح لصديقتي المشاركة في مظاهرات الإسكندرية المليونية وهى تحكى لي أن الحشود الثائرة رفضت العبور من ميدان مزروع بالورود وغيرت اتجاه المسيرة للمحافظة على حماية الزهور و جمال المدينة ...

كم أسعدني صوت شقيقتي وهى تقف في صفوف اللجنة الشعبية للحفاظ على المتحف المصري وتطمأننى بعبارات واثقة ( متقلقيش مش حنسمح لحد يسرق تاريخ مصر)


هذا هو الشعب المصرى المغيب على مدار الحكم الدكتاتورى هذا هو شباب مصر الرائع وثروتها الحقيقي الذى همش وأجبر على التواجد في المقاهي وأهدرت طاقته وقدراته .........


لم تعد الأجساد تشعر بالتعب وهى تفترش الاسفلت ليل نهار حيث تتحد وتتلاقى الأصوات والرغبات في هدف واحد لن ترضى عنه بديلا
(الشعب يريد تغيير النظام) جملة تنم عن وعى عميق يليق بحضارة 7000 عام.

لن نكتفي بمجرد تغيير للوجوه لن نكتفي بتغيير حكومي شكلي.. بل نريد تغيير جذري ..

يجب أن ينتهي عصر القائد المظفر والزعيم الملهم...

يجب أن ينتهي عصر إعلام ماسبيرو الحكومي الذي يهتف إلى الآن بحياة الرئيس !!!
يجب أن ينتهي العصر الذي أصبح فيه المنتفعين من لاعبي كرة القدم والراقصات ومطربات الكليبات و الممثلات والعاهرات ودعاة الدين وتجار الفضائيات هم المتكلمين باسم مصر بوصفهم مثقفيها و نخبها على الفضائيات!!!

يجب أن ينتهي عصر حيتان الفساد و رجال الإعمال والحزب الواحد
وتزوير الانتخابات وشراء الأصوات وتنامي الفقر و العشوائيات ..

يجب أن ينتهي العصر البوليسي الذي يحمل شعار الشرطة والشعب فى خدمة الرئيس!!!

يجب أن ننتبه أننا من نصنع الأصنام من الرؤساءونألهها ونعبدها!!


الشعب يريد تغيير النظام الدكتاتوري الشمولي العسكري القمعي يريد نظام آخر يضمن الحريات يريد تعديلات دستوريه حقيقية تضمن التداول الديمقراطى والفصل بين السلطات يريد آليات وضمانات بغض النظر عن الشخصيات...
يريد ضمان استقلال ونزاهة القضاء , يريد دولة المؤسسات دولة العلم والتكنولوجيا دولة المواطنة التي لا تفرق بين مواطنيها على أسس طائفية أو عرقية دولة القانون و العدالة الاجتماعية... ببساطة الشعب يريد موظف يشغل وظيفة رئيس جمهورية!

كم أنا حزينة وناقمة على المسافات التي تحيل بيني وبينكم جسدا لاروحا ونبضا... كم أود أن أتلاحم معكم و أكون بينكم كم أنا فخورة بكم وقلقة عليكم كم يبهرنى صمودكم وإصراركم

الآن وبفضلكم يا من تتظاهرون في كافة إنحاء المعمورة ضد الظلم والفساد , يا شعب مصر الأصيل الأبي وشبابها البهي الآن فقط يمكنني أن ارفع صوتي ورأسي وأقول بكل فخر وثقة.................. أنا مصرية.
- -------------------------------------------------------------
بعد كتابة هذه الكلمات ومع تسارع وتيرة الاحداث و بعد الخطاب الهزلى الذى القاه الطاغية المحتضر مبارك الذى يصر على تحدى إرادة شعبه وتحدى العالم لم يعد هناك مجال للتراجع فإذا استمر مبارك فى السلطة إلى حد نهاية ولايته فسوف تدفعون الثمن غاليا يا شعب مصر سوف ينتقم منكم الأسد العجوز الجريح
ونظامه البوليسي الاجرامى لا مجال للتراجع إكراما لدماء شهداءنا لا مجال للتراجع خوفا على مستقبل ابناءنا لا مجال للتراجع يا ثوار مصر فإما الحياة أو الموت..
-----------------------------------------------------------------------

تحيا مصر وعاش شعب مصر الثائر الحر و لا لحكم العسكر لا لحكم طائفي وليذهب الطاغية الشيطان مبارك وعصابته إلى الجحيم...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انت منين؟
حسنى عرفى ( 2011 / 2 / 2 - 07:12 )
معك كل الحق ايتها الكاتبه المحترمه ,بالفعل فقد المصريون ايمانهم ببلدهم وبحضارتهم وبقوتهم
لقد رأيت بعينى شباب ينكر الجنسيه المصريه عندما يسأله احد عن جنسيته,لقد رأيت مصريون يهانون فقط لأنهم مصريين فى الدول العربيه.كان ذلك فى ليل التاريخ الطويل الذى نامت فيه مصر وتركت الاقزام يلعبون بمقدراتها.اما الان فقد لاح الفجر فجأةعلى يد اجمل شباب فى الدنيا.شباب
انتظر الفجر طويلا ولما تأخر طلوعه قاموا وجلبوه عنوه,وسوف يرغمون الشمس ان لا تغيب ابدا عن مصر,شمس النور و الحريه والعزه بحيث انه سوف يتشوق المصرى فى اى مكان ان يسأل عن جنسيته ليرد وبكل لهفه وفخر انا مصرى
.


2 - سلمت يا رشا
جليل البصري ( 2011 / 2 / 2 - 08:28 )
سلمت يارشا
انه شعور كل من يعيش في دولة دكتاتورية ..شعور احسسنا به في زمن صدام واجتاحتنا الفرحة بقرب سقوطه عندما اندلعت انتفاضة الشعب العراقي عام 1991 والتي شاركنا فيها وبكينا من الفرحة ثم بكينا من الالم لكن احساسنا لم يرقى الى مرحلة الشعور بالعزة الا اذا احسسنا ان نظامنا الجديد جاد في محاربة الفساد ورعاية مصالح الشعب والا فان التغيير قادم لا محالة لان الشعوب لن تسكت.


3 - مبارك يحرق مصر
رشا ممتاز ( 2011 / 2 / 2 - 16:01 )
بلطجية مبارك يحرقون المتحف المصرى ومنازل بميدان التحرير ويقذفون المتظاهرين بالقنابل


4 - تعليق
سيمون خوري ( 2011 / 2 / 2 - 17:01 )
أختي رشا المحترمة تحية لك أعتقد أنه أصبح مطلوباً ليس رحيل مبارك بل محاكمته كقاتل . فهو يتحمل مسؤلية المجزرة التي يقودها دفاعاً عن لا شرعيته . نعم لمحاكمة هذا القاتل البلطجي .مع التحية لك


5 - السيدة رشا ممتاز المحترمة
ليندا كبرييل ( 2011 / 2 / 2 - 19:52 )
تحية لشعورك الوطني الصادق وأرجو لانتفاضتكم المباركة النجاح وأتمناها لكل الشعوب المستعبدة , دمت سالمة


6 - سناريو معااد
شريف عزب ( 2011 / 2 / 2 - 21:53 )
عملها البرادعي وخلع
عملها العميل وباع
عصابة وشلة ناور
هتكو امن مصر وسلامها
لعبوها صح
لعبوها من زمان
ضحكو على البت بخمسين الف
كرسات اخذتها وفلووس غرقتها
بس المصيبة ان الشعب صدقها
والبت خذت وراها شنبات كثير
جبتهم في الميدان وهيا في بتها راحت تنام
دلوقتي امريكا بتقول هندخل مصر
عوزين يرجعو سناريو العراق بس
مصر حرا ومبارك فوق الجميع
انا معاك يا مبارك حتى لو كنت لوحدي
بس لوحدي ليه وفيه 70 مليون بيحبوك


7 - الى عميل المجرم الغير شريف
رشا ممتاز ( 2011 / 2 / 3 - 02:21 )
وضع مصر غير العراق تماما مصر اللى قاد ثورة التغيير فيها شعبها وزهورها اليانعة من الشباب الوطنى الشريف وانا اعرفهم شخصيا و اشهد بنزاهتهم وعفويتهم وحبهم لبلادهم مبارك كان فى الامس دكتاتور واليوم سفاح وخائن ومرتكب جرائم ضد الانسانية اذهب
لميدان التحرير وستجد جثث وجرحى بالالاف مبارك يضرب شباب مصر الان بالقنابل والرصاص الحى ويلقى بماء النار على المتظاهرين فى المحلة مبارك مستعد ان يحرق مصر ويقتل اخر من فيها حفاظا على كبرياء زائف....


8 - كسر حاجز الخوف
كريم ماجد ( 2011 / 2 / 4 - 07:54 )
تحياتي واحتراماتي لكي يا استاذة رشا
كنت فاكر ان المصري جبان ومنافق ومتملق ومرتشي وجاهل وعبد لله وعبد للشيخ وعبد للرئيس.
لكن اعترف بأني غلطان ومخطئ في حق الانسان المصري عندما اثبت لي وللعالم العكس تماما بأن الجبان كان مؤدب فقط.والمنافق كان صبورا فقط وأن المرتشي كان فقيرا فقط وأن العبد كان مؤمن فقط.
وان المصري ما زال شاب ويستطيع ان يصنع تاريخ جديد بعد ما اعتقدت انه ميت .أكتشفت أنني انا كنت لابس نظارة سوداء كنت اري مصري بهذه النظارة ولكن حان الوقت لخلع النظارة.
كلماتك عظيمة فسلاما لكي من تلميذ صغير لأستاذة كبيرة .


9 - اختي المصريه الحبيبه
رغده ممتاز ( 2011 / 2 / 8 - 20:52 )
تحياتي الى من علمتني الكرامه والعزه والشرف ولولاها ما كنت في ميدان التحرير 15 يوما باركك الله يا زهره من اعطر زهور مصر ووفقنا جميعا فيما نفعله لتحريرك يا مصر ضد الاستعمار الغاشم من مبارك وشركاه.........


10 - ممتاز رشا
محمد ضريف ( 2011 / 2 / 19 - 15:53 )
مقال راثع رشا، فعلا ابان الشعب المصري على انه شعب عظيم.
اتمنى ان تتوج ثورته باصلاحات عميقة

اخر الافلام

.. عاجل | المبعوث الأممي إلى سوريا: ليس لدي أي معلومات عن بشار


.. سقوط نظام الأسد.. ما الضمانات التي قدمتها تركيا لروسيا وإيرا




.. ساحة الأمويين تحتضن الاحتفالات في وسط العاصمة دمشق


.. هل ستكون فترة بقاء رئيس الوزراء مكلفا بإدارة المؤسسات العامة




.. كاميرا الجزيرة تدخل منزل بشار الأسد في دمشق