الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحرار من الشعب المغربي يتطلعون إلى سقوط الديكتاتور و نهاية حكم القبيلة العلوية الجائر.

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2011 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



يحلم كل مغربي تواق للعدالة ، والحرية ، وحقوق الإنسان ، والمساواة .. أن يُحل يوم ، يستيقظ فيه الشعب جميعا على حقيقة مفادها ، أن المغرب للمغاربة الأحرار ، و أن التوبة أو الموت لكل ُعملاء ، وُخدام ، وسماسرة ، و أقنان وكلاب القبيلة العلوية التي احتلت المغرب ، تحت حكم جبروت الملك الذي يضع نفسه في منزلة الرب و الإله ، لأنه لا ُيعقل في هذا الزمان الذي تحركت فيه كل شعوب العالم من الأفارقة مرورا بالأروبيين ، ثم الأسيويين ، وصولا إلى الأمريكيين الجنوبين ، وأخيرا إلى الشعبين الشقيقين التونسي و المصري ، كموجة واحدة لمواجهة الطغاة بشتى أنواع الأسلحة التي يتوفر عليها الإنسان المناضل الحقيقي الحر ، و بهذا الزحف تغير من الطغاة من تغير ، وأغتيل من أغتيل ، وهاجر من هاجر ، وُحكم من ُحكم ، ماعدا بالمغرب حيث لازالت القبيلة العلوية الطاغية هي الحاكمة ، و الديكتاتور هو المتحكم في الدستور ، و المؤسسات ، و الوزارات و القانون ، وأرض ، وسماء , و بحر , و مال ، ورمال ، وحرية ، بل و أرواح المغاربة ، بلا رقيب و لا حسيب ، وهو أمر يعرفه العام و الخاص بداخل المغرب وخارجه ، ومع ذلك لازال البعض من المغاربة ُيؤمنون بالمسرحيات السياسة التي ُتغير بين حين وحين فقط من ناحية الديكور ، أو الإخراج ، فيما أنها في الواقع مسرحية مكشوفة معروفة لا يتجدد فيها سوى الُممثلين الذين يلعبون أدوار التمسرح الُمؤدى عنه فوق خشبة المسرح الذي هو المغرب ، حيث تلعب الأحزاب و المنظمات و الجمعيات و الإعلام دورا سلبيا في محاولاتها امتصاص غضب الشعب ، بكل السُبل دفاعا منها على استمرارية الديكتاتور وحكمه ، ومن خلال بقائه على الحكم يتم كذلك الحفاظ على مصالح تلك الشبكة الفاسدة ، و العمل على تجويع وتهميش ، وتركيع الشعب المغربي البريء ،.
وذلك بترويجهم وتضخيمهم لما يسمى بالدراسات أو الأبحاث التي تقوم بها بعض الجهات الخارجية المشبوهة ، حيثما تتلقى أجرها عن ذلك ، والخروج بمنزلقات خطيرة لمساندة الديكتاتورية بالمغرب من خلال نتائج تلك الأبحاث التي تستبعد تحرك الشعب المغربي وثورته المنتظرة ضد الديكتاتور ، بإدعائهم أن الديكتاتور قد قام بتحقيق إصلاحات سياسية ، وإقتصادية و اجتماعية ، واستبق الثورة بتخفيفه من بؤس وفقر الشعب المغربي ، وبالتالي فإن إندلاع أية انتفاضة ثورية بالمغرب قد يعد أمرا مستبعدا ، حيث أن المغرب يعتبر استثناء في المنطقة التي عصفت فيها الثورة الشعبية بالطاغية ، وهذا هو نفس التحليل المعتمد على خدعة النفس و الغير من قبل تلك المؤسسات الخارجية وخاصة الأمريكية و الصهيونية منها ، لأن مصالحهم تستدعي مساندة الديكتاتوريات الحاكمة ، ومن ناحية أخرى فإذا إفترضنا جدلا أن تلك الدراسات و التحليلات بريئة من الرشوة عبر تلقيها أجرا ما من قبل مؤسسات الديكتاتور من أجل قيامها بذلك العمل المغرض ، فإن من يحسب هذه الحسابات فهو خاطيء مخطيء إلى الأبد ، لأن نتائج تلك التقارير مبنية أساسا على خلاصات تم استنتاجها من خلال مقالات صحافية و سياسية ، و بيانات صادرة عن المؤسسات الإعلامية والمخابراتية التي تعمل تحت مرآة الديكتاتور ، لأن هذا الأخير يتخد في الواقع كل مؤسسات المجتمع كمجرد كلاب لحراسته ، و الدفاع عن مصالحه ، ومصالح تلك القوى الخارجية التي تقوم بتحريرها لتلك التقارير لا تنفصل هي كذلك عن فصول تلك اللعبة ، التي لا تأخذ معانات الشعب بالحسبان ، وهو ما اتضح للجميع في كل من الثورة التونسية و المصرية ، حيث كان البعض يروج لهما على أنهما نظامين مستقرين بالمنطقة ، إذ لم يكن أحد من الغربيين المساندين للديكتاتوريات يحسب لهما حسابا أخر قبل إندلاع الإنتفاضة الشعبية في كلا البلدين التي هزتا العالم بكامله .
فمن المعروف ب- البكاي - كأول ُدمية لعبت دور الوزير الأول ، مرورا بُدمية - عبد الر حمان اليوسفي - وصولا إلى دمية – عباس الفاسي / الفاشي- فإن المغرب يعاني من حكم ملكي ديكتاتوري مطلق ، فلم يعرف لا حكومة شرعية ، تم إنتخابها حقا من قبل الشعب ، و أحبها الشعب ، و لا وزيرا أولا أفرزته الإنتخابات حتى في شكلها الُصوري المزيف ، وبالتالي فماذا ينتظر المغاربة بعد ؟ هل ينتظرون الأحسن من الحسن ، أم الأسوء من السيء؟ الجواب هو أن المغاربة بالأكيد سُيفضلون الحسن إلى الأحسن ، لكن القبيلة العلوية ترى عكس ذلك ، حيث ستفرض السيء إلى الأسوء ، لأن المؤشرات ُتدل على ذلك ، فالقبيلة العلوية ُتهيء الأن إبن الُعهر ، و الدعارة ، و الفساد المعروف ب - الهمة - الذي ليس في الواقع سوى الُحمى ، وأخطر ُدمية حديثة ُمعينة ، وُمكلفة بإعادة المسرحية المغربية من و إلى نقطة الصفر ، مع الإختيار المناسب لمن يلعب أدوار الُذل و الهوان من جديد ، و الطاعة العمياء للديكتاتور ، الممثلين في أشخاص صعاليك كانوا إلى وقت قريب طلابا يحسبون أنفسهم على ما كان يسمى باليسار ، متسترين وراء شعارات ثورية رفعوها في مراحل معينة حين تم تجويعهم من قبل الديكتاتور الأب الراحل ، حيث تم استدراجهم عبر شراء ذممهم مرة أخرى من قبل الديكتاتور الإبن لملأ بطونهم الجائعة ، وهم الآن من يلعب الدور في تلك المسرحية ، التي لا يمكنني سوى تسميتها بمسرحية الُعبودية ، التي يتم بين حين وحين تمسرحها بالمسرح السياسي المغربي ، وتظل القبيلة العلوية هي السائدة ، صاحبة المسرح ، و المتحكمة في خيوط اللعبة ، و الرابحة من نتائج ومداخيل تلك المسرحية ، فيما أن الشعب المغربي هو الخاسر الأول و الأخير في كل فصولها التي ُتلعب على أرض إسمها المغرب..
و كما العادة فقد تعود قضاء الديكتاتور على الزج بكل من لا يسبح في مسبحه الوسخ بالسجن ، أي إعتقال ومحاكمة كل من لا يرضى على تلك المسرحية ، أو كل من يحاول انتفادها ، أو حتى محاولات الدفاع عن القضايا الاجتناعية للشعب، فمن موت الُفقراء ، كما حصل بقرية ألفكُو التي توفي بها 28 طفلا موتا جماعيا ، وهم دون سن السادسة عشرة من الُعمر ، من جراء حصار قريتهم وتهميشها ، من قبل قسوة الطبيعة وُحراس الغابة ، الذين منعوا الأسر من جلب الحطب لمقاومة البرد القاتل ، إلى موت أكثر من تسعة أشخاص بمنطقة بني ملال ، في يوم واحد من جراء الجوع و البرد ، وافتراشهم الاسفلت حيث مبيتهم في العراء ، ووجود أكثر من تسعين ألف طفل قاصر مرمي بالشوارع بلا حنين ولا رحيم ، ذنبهم الوحيد إما لأنهم أيتام ، وإما لأنهم هاجروا الفقر المدقع وهربوا من البوادي للإحتماء بالمدن التي لا ترحم ، وصاروا بها أطفال الشوارع ، ناهيك عن وجود حوالي ثمانون ألف فتاة قاصرة تقل أعمارهن عن الرابعة عشر سنة مستعبدات كخادمات باليوت بأجر لا يتجاوز ثلاثة مائة درهم في الشهر ، مع العلم أنهن ينمن بالمطبخ ، ويقتتن كالقطط مما تبقي من الموائد ، ويفترشن الأرض بل منهن من يستغل حتى جنسيا من قبل المشغل ، وحكاية الطفلة – زينب – 13 سنة التي أحرقها المجرم القاضي بمدينة وجدة بالزيت المحرق بكل المناطق الحساسة بجسدها ، ممارسا عليها رفقة زوجته كل أشكال التعذيب ، مع العلم أنه قد تمتع بالإمتياز القضائي ، و لم تتم متابعته قضائيا كمجرم ، إذ لم ينال منه القضاء شيء لكونه عضو بنفس المافيا التي لا تعمل سوى على تروض المغاربة من أبناء الشعب ، ثم موت أعداد هائلة من قبل الفيضانات ، بسبب تدني البنيات التحتية ، وإنعدام وسائل الإنقاذ ، دون نسيان الأعداد الهائلة ممن تحصدهم حوادث السير ، من جراء تفشي الرشوة ، وتدني مستوى الطرق ، ونهب الميزانيات المخصصة لتعبيدها ، دون أن ننسى من يبتلعهم البحر ، لأنهم فضلوا الهجرة السرية على البقاء تحت راية الطاغي الذي لا يرحم ، ثم إغتيال المناضلين و المتظاهرين ، وإغتصاب الفتيات من القاصرات ، من أبناء سيدي إفني ، وتنغير و العيون ... وقمع كل المظاهرات حتى وإن كانت مجرد مظاهرات سلمية التي لا ُتنادي سوى بالحد الأذنى من حقوق العمال و المعطلين و الحقوقيين ، ناهيك عن الهجوم الوحشي على مقرات بعض الجرائد ، وخطف ، واعتقال الصحافيين ، بل منعهم من الكتابة لمدة عشر سنوات كحالة المناضل الحر- علي مرابط - كلها ممارسات تعسفية ، قمعية جوهرها إجبار المغاربة على طاعة الديكتاتور ، و بذلك صارت الجرائم مختلفة ومتفاوتة الخطورة لكن المجرم واحد ، متمثلا في شخص الملك ، الذي هو زعيم القبيلة العلوية ، و بإسمه يتم القيام بكل شيء. خاصة بعدما تحكم في الجيش عبر غض الطرف عنه لممارسة كل أشكال النهب و السرقة ، واستغلال النفوذ و السلطة ، حيث أن كبار هذا الجيش يتوفرون على الخدم و الحشم ، ومختلف سيارات الدولة ، مستغلين لعدد هائل من أفراد الجيش كسائقين ، وطباخين، وحراس، منهم من يسوق بالضابط ومنهم من يسوق بالأولاد ، والأخر بالزوجة ، فهم يقطنون الفيلات و القصور ، ويمتلكون ضيعات فلاحية ضخمة وشركات عقارية ، ومباني عديدة ، ومع ذلك منهم من يعتدي على بنات ونساء المواطنين الأبرياء ، فالجيش منهم من هو متوحش لا يهمه سوى المركز و المال و السلطة ، بعدما منع منعا كليا من الإطلاع على الجرائد أو المجلات السياسية ، أو تدخله في نقاشات معينة خاصىة السياسية أو العسكرية أو حول السلطة مع الأخرين من أبناء الشعب ، ومن هنا يظل الجيش المغربي بدون قيمة ، ولا يمكنه أن يرقى إلى مستوى الجيش التونسي أو الجيش المصري للعمل على حماية الشعب ، و ثورته ، فمعلوم أن الجيش بالمغرب سيطلق النار بكثافة على الشعب المغربي في حالة انتفاضته ضد الديكتاتور ، و سيحرق بذلك الأخضر واليابس ، لأنه جيش انتهازي مأمور، مستعبد لن يدافع لا عن حوزة الوطن ولا عن الشعب ، فهو جيش ملكي بإمتياز ، لايخدم سوى قائده الأعلى ، والشعب المغربي لا يجهل ذلك ، كما لا يجهل حماية الصهيونية العالمية لمصالحها بالمغرب من خلال حمايتها للديكتاتور . ودفاعها عنه ، وهذا هو السبب الذي جعل الشعب لم يتحرك بعد للمطالبة باسقاط الديكتاتور وتحرير المغرب و المغاربة من حكم القبيلة العلوية المطلق . ومع كل هذا فالأحرار لن يظلوا مكتوفي الأيدي إلى ما لا نهاية ، ونهاية الطاغي أتية لا ريب فيها .
علي لهروشي
مواطن مغربي مع وقف التنفيذ
عضوا الحزب الإشتراكي الهولندي
عضو بهيئة التحرير لجريدة محلية باللغة الهولندية
أمستردام هولندا
0031618797058








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ساهم متابعي برنامج -ماذا لو- بتطوّره؟ • فرانس 24 / FRAN


.. رومانسية خيالية، غرام مأجور... اليابان، مختبر أشكال الحب الج




.. العنف الجنسي ضد القاصرات: -ظاهرة متجذرة- في الـمجتمع الـمصري


.. فوضى ونهب وعنف في كالدونيا الجديدة.. هل استقر الوضع الأمني؟




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. غاية أم وسيلة؟