الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيف الوقت يقطع اوصال المالكي !!؟

شلال الشمري

2011 / 2 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اجبرت حكومة المالكي في ولايتها الثانية على تحقيق اوسع مشاركة للفرقاء في تقاسم السلطة بحيث تطلبت جلبابا خرج عن نطاق مقاييس الازياء العالمية وقصم ظهر الموازنة العامة بعجز مالي بلغ 11 احد عشر مليار دولار . واتذكر جملة من منهج اللغة الانكليزية في ستينات القرن الماضي تقول :ـ
(every body s business is no body s business )
بمعنى ان العمل الجماعي يسقط المسؤولية الفردية وهي حكمة تنطبق على تشكيلتنا الحكومية . مشاركة افتراسية ضمنت تفرق دم العراقيين بين القبائل الكتلوية ، التي تيسر لها خط شروع جديد في سباقها الدموي نحو السلطة ، بعد ان افلس من تخلف منها عن ركوب القطار الامريكي عند انطلاقه في 9/4/2003 وبقى يتسول على اعتاب الجوار الاقليمي .
وهذا الشروع الجديد حدث بضغوطات امريكية وبتوازنات اقليمية مرر عبر صندوق الانتخابات واتخذت اصوات الناخبين غطاءا له . وبالرغم من صعوبة افتراض النية الحسنة تجاه الحكومة الجديدة الا اننا مجبرين على القبول بسياسة الصفقات التوافقية التي راجت في الاونة الاخيرة ،ٍ مع بقاء الشك قائما نتيجة لجملة من الاسباب منها :
ـ طبيعة التشكيلة الوزارية التي بلغت ( 42 ) حقيبة لا تحتكم حكومات الدول العظمى على نصفها . وبكلفة تشغيلية للمناصب الرئاسية فقط ، استلبت (21 % ) من الميزانية العامة للدولة بمعنى ان مايتقاضاه اقل من الف شخص (كاش ـ نقدي ) يعادل ما خصص ل (7,500,000 ) سبعة ملايين وخمسمائة الف عراقي مجتمعين يسمعون بها ولا يرونها ( حكومة دفيانة و شعب بردان ) .
ـ الاصرار على ان يكون لمجلس السياسات الاستراتيجية سلطات تنفيذية مشابهة لسلطة مجلس الوزراء لتتشكل لدينا حكومة ( براسين ) هذا اذا تناسينا عن الراس الثالث في كردستان . وكيف سيكون حال الشعب والعلاقة الحميمة بين ( مقلدي المالكي و مقلدي علاوي ) !!؟.
ـ تجاوز السقف الزمني لتشكيل الحكومة العام ولايزال مفتوح الافق ، وهو لايقل برودة من برودة دم القتلة والسفاحين لان كلاهما استهتر بارواح الابرياء العراقيين من ليس لهم حلم بالمناصب السيادية او الخاصة ، وكنا نظن ان الوقت هدر لانصاف المستضعفين.....؟ . لهذا نقترح ان تكون الدورة الانتخابية كل عشر سنوات بدلا من اربعة ليتسنى لسياسة الشراكة التوافقية توزيع المناصب ابتداءا من الزبال والكناس والفراش والرزام والكاتب و...... صعودا الى منصب رئيس الجمهورية ونوابه بالشكل الذي يضمن توزيعها طائفيا ومذهبيا وعرقيا واخذ الكوتا النسوية بنظر الاعتبار لكي لانقع ب(الجندر) وسعوديا وايرانيا وتركيا وقطريا ....... ولانقول امريكيا لان الجميع ( يبيض ) في السلة الامريكية ؟ .
ـ يغلب على حوارات الفرقاء سياسة المساومات التي وصفها القادة الكرد ونجحوا وبرعوا وامعنوا فيها وهي نهج غير اخلاقي عندما يوظف داخليا وعكس ذلك عندما يستعمل مع الدول الاخرى وهذه المساومات هي التي عطلت الوظائف الحكومية الجديدة والاستثمار وابقت الشعب في مساكن الصفيح لا بل وصلت الى توظيف الارهاب والتساهل بالفساد الاداري والمالي واطلاق سراح الارهابيين والمفسدين وتامين الغطاء والملاذ الامن لهم .
ـ الابتعاد عن مبدا الشخص المناسب في المكان المناسب في التشكية الوزارية وتغليب رجال الثقة على رجال الكفاءة وهذا يكشف كذب الادعاء بان الوقت استنفد لتبني واختيار افضل البرامج لبناء الوطن وباجدر الكفاءات، واستخفاف بعقول الشعب و مؤشر لمبدا ( فاقد الشي لايعطيه ) واننا ضيعنا عاما في تشكيل الحكومة و سنضيع عاما او اكثر لكي يفقه السادة المسؤولون الجدد ( الف باء ) المهمة المناطة بهم . ويبدوا ان الاطراف لاتمتلك الشجاعة الكافية للافصاح عن السيرة الذاتية CV لوزرائهم العباقرة لكي تتجنب الحسد وهذه الحالة مؤشر لفقر دم حاد بالكفاءات المنظوية تحت لواء القبائل الكتلوية وانعدم الشعور بالمسؤلية وخلل تصنيعي (خلقي) في نخبنا السياسية كونها تفتقد للبوصلة الوطنية وبحاجة الى اعادة تصنيع .
ـ اعتماد مبدأ (من دخل دار ابي سفيان فهو آمن ) بخصوص السيد المطلك بالرغم من مجيئه متاخرا وهو امر مرحب به لكنه مؤشر يدخل في خانة الصراعات والمساومات والتوازنات و لايعبر عن الحنكة السياسية او صحوة متاخرة للثقة المفقودة .
ـ عدم وجود معارضة برلمانية يعد خللا في الحكومة والنظام الديمقراطي و ضمانة لانتشار الفساد وسوء الادارة .
ـ نخشى ونراقب ان تكون بعض الاطراف التي تبوأت مناصب عليا في الدولة ممثلة لدول الجوار الاقليمي اكثر مما هي ممثلة للشعب العراقي عرفانا لسخائها في اغداق المال السياسي وتمويل الدعاية الانتخابية االاخيرة .
ـ اتباع سياسة اللعب بالوقت الضائع من قبل الاطراف السياسية لفرض طبخة سلق البيض على بعضها البعض لتمرير طبخات ( نص ردن ) .
ـ تسلق القياديين ( ممن بلغوا درجة العصمة ) في التكتلات القبلية للمناصب الوزارية يجعل من عملية انتقادهم بمصاف الخطيئة والكفر بل قد يعرض الحكومة الى زلازل وارتطام للكتل البرلمانية و توابع تنعكس على الشارع قتـلا وتفخيـخا ( لما يحتكمون اليه من اليات ديمقراطية...؟) .
ـ بعد ان فشلت القبائل الكتلوية في تنحية المالكي عن السلطة اتفقت على قضم اطول فترة ممكنة من السنوات الاربعة القادمة لحكومته وتضييع الوقت عليها باجراءات التوافق على تشكيلها وها نحن دخلنا العام الثاني من سقفها الزمني دون ان تفعل ماكنتها التنفيذية .
ليس امام الشعب الا القبول بالحكومة العرجاء تجنبا للفتنة العمياء لان بيضه بالكامل داخل السلة العراقية عكس قياداتنا السياسية فبيضها وكتاكيتها في حواظن امنة خارج اسوار الوطن .
لابد من التمسك بالمسار الديمقراطي لانه كفيل بارتقاء المجتمع وانضاج وعيه في اختيار نخب سياسية تمثل وتعبر عن الوجه الحضاري وعن ثقافة الديمقراطية وما الفرصة الحالية التي سنحت للمدعين الا نتيجة للوضع الامني السيء وسيادة العقلية العشائرية وفوبيا الاسلام السياسي وتاثيارات ثقافة العنف والاقصاء والتهميش والدكتاتورية وتغليب الاثنية على الهوية الوطنية عند مختلف الكتل السياسية التي تدعي الديمقراطية . فاجواء المفخخات والاحزمة الناسفة واللواصق والكواتم و مافيا الميليشيات لايمكن ان تشكل بيئة حاضنة للنخب الديمقراطية الحقيقية انها بيئة الفوضى الخلاقة الغرض منها استنزاف الدخلاء على العملية الديمقراطية واغراقهم باوحال الطائفية والعنصرية والفساد الاداري والمالي واسقاط او ترويض البعض واتخاذه قنطرة لعبور مستنقعات المرحلة الانتقالية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خيوط
وسام محمد ( 2011 / 3 / 16 - 19:32 )
سيدي ابا فرح ارى هذا المقال كبكرة خيوط متداخلة هي عرض لمخاوف سياسية اكثر من حلول مقترحة عموما ستكشف لنا الايام القابلة تخبطات خطيرة للمالكي قد تقلل من سطوة حزبه وتعيد توازن التحالفات السياسية بما يخدم المناخ السياسي في العراق
تحياتي لخدودك الوردية


2 - أسلحة الدمار الشامل
خليفة حسن ( 2011 / 3 / 29 - 18:21 )
أخي أبا فرح إن أسلوبك في الكتابة يشبه إلى حد كبير أسلحة الدمار الشامل حيث لا تبقي ولا تذر، فأنت لم يسلم من انتقادك اللاذع لا اليمين ولا اليسار ولا الشمال ولا الجنوب وكان ينبغي لك وأنت كاتب محترم أنت تفرز بين الغث والسمين وأن تخرج الزؤان من بين الحنطة.

اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي