الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يبق إلا القليل ، فإلى مزيد من التصعيد

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 2 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


عندما يسافر شخص ما ، معتمدا على نفسه ، سالكا طريق لم يسلكه من قبل ، فإنه يعتمد على العلامات الإرشادية ، التي توجد على جانب الطريق ، ليعرف هل يسير في الطريق الصحيح أم لا ، و كذلك ليعرف كم قطع من الطريق ، و كم تبقى منه ليصل لهدفه المنشود ، و ذلك لو كان الطريق لمسته يد الحضارة الحديثة ، أو يعتمد على معالم الطريق ، و يقارنها بالخريطة ، أو الكتاب الإرشادي ، ليعرف نفس المعلومات ، صحة الطريق ، و المسافة المقطوعة ، و ما تبقى ، لو كان طريق مهجور .
شعب مصر الأن يسافر بنفسه ، من حقبة سياسية ، إلى أخرى ، دون معونة ، أو إرشاد ، من أحد ، في طريق لم يسلكه منذ مدة طويلة ، حتى كاد أن يكون منسيا بالنسبة له .
نعم الشعب المصري ثار من قبل ضد حكامه ، و التاريخ المصري يشهد على ثوريتنا ، و لكن أصبح طريق الثورة الشعبية منسيا ، لطول إهماله .
كما يجب الأخذ في الإعتبار أن طريق الثورة الشعبية السلمية ، و إن لم يتغير إسمه ، إلا أن معالمه ، و تضاريسه ، تتغير من عهد إلى عهد ، و أقصد بذلك التفاصيل الدقيقة ، لأن الأنظمة الإستبدادية التي تواجهها الشعوب تختلف من نظام إلى أخر ، و أيضا الظروف السياسية المحلية ، و الخارجية ، تختلف ، من عصر ، إلى عصر .
شعب مصر الأن يسافر ، عبر طريق الثورة الشعبية السلمية ، و يحتاج لأن يعرف ، هل يسير في الإتجاه الصحيح أم لا ؟ و كم تبقى من الطريق ليصل إلى أول محطة في طريقه لهدفه المنشود ، و هي محطة إسقاط مبارك .
لكي نعرف مدى صحة الإتجاه ، و كم تبقى من الطريق للوصول للمحطة الأولى ، فيجب أن نعرف طبيعة شخصية مبارك .
مبارك ، و بوصفه لنفسه ، و كما سبق أن ذكرت في مقال : مبارك الأب يقامر بمستقبل أسرته ، شخص عنيد .
مبارك عنيد ، يحتقر الشعب المصري ، و يعتبر أي تنازل للشعب المصري إهانة شخصية ، كما إنه شخصية كتومة ، إنتقامية ، دموية .
عندما يبدأ مبارك في تقديم تنازل كل فترة ، مع كل ضربة شعبية سلمية يتلقاها ، و هي التنازلات التي بدأت بحل حكومة نظيف ، ثم تعيين نائب له ، و تشكيل حكومة جديدة ، ثم بالأمس التعهد بعدم ترشيح نفسه لفترة رئاسية أخرى ، فهذا دليل على مدى الضعف الذي وصل إليه .
تنازلاته المتتالية ، هي المعالم التي بها نسترشد في سلوكنا لطريق الثورة الشعبية ، و هي تدل على أن طريقنا صحيح ، و أنه بمرور الوقت يصبح أقصر ، و أن وصولنا للمحطة الأولى ، أصبح وشيكا .
القلعة العنيدة ، المتشامخة ، التي طالما نظرت للشعب من عليائها ، هازئة به ، و محتقرة له ، أصبحت ترفع أبراجها رايات الإستسلام بعد كل هجمة .
الأبراج تتساقط ، و بات من الضروري الهجوم المباشر على باب القلعة .
أي تراخي ، أو توقف للتفكير في عروض زائفة ، منتهية الصلاحية حتى قبل أن تُطلق ، لا يعني سوى أن القلعة ستسترد أنفاسها ، و ربما تستعيد أبراجها المفقودة تدريجيا ، لتبدأ بعد ذلك في الإنتقام الدموي ، فلا يجب أن نغفل أيضا عن المواصفات الأخرى لشخصية مبارك ، و المذكورة أعلاه .
لا للحلول الوسط ، و لا للتفاوض .
مصر على رحبها ، لا تتسع لكلانا ، لا تتسع لمبارك و هو في السلطة ، و الشعب المصري .
على إننا يجب نظل غير غافلين عن أن سقوط مبارك ، و أسرته ، ليس إلا محطة أولى فقط ، في طريق ثورتنا ، لأننا لا نريد لديمقراطيتنا الثانية أن تصبح مثل ديمقراطية رومانيا ، يخلع الرأس ، ليحل مكانه رأس أخر ، على نفس الجسد .
فإلى مزيد من الضربات القوية ، كتلك التي كيلت لمبارك ، و نظامه ، بالأمس ، الأول من فبراير 2011 .
إلى مزيد من التصعيد ، إلى مزيد من الضربات ، فالضربة القاضية التي ستطيح بمبارك ، لن تأت إلا و هو يترنح تحت تأثير الضربات القوية السابقة .
لا يجب أن يأخذ فرصة للتماسك ، أو إلتقاط أنفاسه .
إلى التصعيد ، فنتائجه مبهرة .

المنفى القسري : بوخارست - رومانيا

02-02-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟