الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دمار وفوضى في الشارع العربي

محمد أبو هزاع هواش

2011 / 2 / 2
السياسة والعلاقات الدولية


مما لاشك فيه حجم الفوضى والدمار الذي يعرفه الشارع العربي الآن. هل هي مصائب سيأتي منها فوائد فيما بعد؟ أم هي مصائب كالعادة تؤدي إلى مصائب أكثر وأكبر؟ التغيير آت لامحالة، لكن السؤال هنا وقبل التهويش لأحداث جديدة يتمحور حول نقطة مهمة: من سيستفيد من كل هذا؟ وهل من مصلحة المنطقة الإشتعال وتغيير الحكام؟ هل ستأتي الديموقراطية أم سيأتينا نظام أعرج جديد كما تعودنا؟

الدول المسماة بالعربية التي خلقت في القرن العشرين ضعيفة الإنتاج عموماً وهشة التكوين. حدود وهمية تضم بين أطرافها طوائف وإثنيات لايمكنهم بالطبع التعايش. حقوق الإنسان والأقليات بالطبع مختفية. لديهم فوق ذلك إنفجار سكاني واضح، مقرون مع إضمحلال مصادر المياه متزايد. يمكنك وضع تدهور وضع التعليم فوق ذلك ومع رشة ديكتاتورية وغياب الديموقراطية يصبح لديك طبخة فاشلة محروقة سلفاً. هنا لم نذكر الدين، أو الأقليات أو الطوائف ومشاكلهم بعمق لأنه لدينا كفاية من مصادر الخراب مايكفي لنا لنقول بثقة أن الوضع تعيس مع أن للدين والأحزاب الدينية يد بما يحصل. بالطبع سيثور شعب تحت كل هذه الظروف التعيسة من الفقر وغياب الديموقراطية، لكن هل هذه التظاهرات والمشاكل ستحل كل هذا أم ستقود إلى وضع أتعس آخر؟ إذا وضعنا المواد المذكورة في خليط ماذا سيحدث؟ هل من الأحسن التخطيط لكل هذا، أم تكون هوشة النشامى كما هي عادة أهل الشرق الأوسط؟ قلة التخطيط واضحة في كل شيئ مع أنه لدينا الكثير من المحرضين على التغيير والذين كما يبدو لم يأخذو بعين الأعتبار للكثير من الأمور.

من النظر إلى مايحدث في بعض الدول العربية، والذي يحاول البعض تكريره في أخرى نرى أن مايحدث كارثة للإقتصاد المحلي على المستوى الآني وللفترتان القريبة والبعيدة. تعد الدول العربية التي شهدت تظاهرات وصدامات من الدول الفقيرة. معدل التنمية قليل ومعظم الشعب يعيش على دولارين أو ثلاثة لاأكثر. بنى تحتية بنيت بمعجزة بعد السلب والنهب والسرقة والفساد بالطبع. ماخرب ونهب ربما يعاد ترميمه أو شرائه ولكن حركات كهذه توقف إرتباط هذه البلدان بالعالم الخارجي الذي يعتمدون عليه بشكل كبير من الناحية المادية. هناك مساعدات وهناك رؤوس أموال في القصة وفوقها هناك إرتباط عولمي يزداد يوماً بعد يوم. كتب الكثير عن هذا وعن تأثيره الكارثي على إقتصاد هذه البلدان. لن تقود المصادمات والتخريب إلا إلى مصائب وفقر وهنا ستدور الدائرة مرة أخرى وتتكرر القصص.

أدت هذه التظاهرات والإحتجاجات على فرض تغيير في بلدين حتى الآن: تونس ومصر. لاتزال التظاهرات والتصادمات جارية في تونس حتى اليوم، والمصادمات تتوسع كل يوم. في مصر مصادمات متوقعة قادمة وحالة من اللاإستقرار في الأفق، على الأقل للفترة القريبة القادمة. تختلف حال مصر عن تونس بالطبع. هنا لابد من الإنتباه إلى أهمية النظر إلى إذا كان المتظاهرون من المنظمون والمنتمون إلى أحزاب وأجندات معينة.

حكمت مصر وتونس تحت مبارك وبن علي بنظام الحزب الواحد الأحد. كان هناك بالطبع أحزاب أخرى على الورق لكنها كرتونية الطبع وهمية الفكر. لايعرف أحد من أعضاء هذه الأحزاب ومعظمها لم يضم سوى الأمين العام واللجنة التنفيذية التي كانت بالطبع مع الحزب الواحد ويقبض القائمون عليها الرواتب. أدى هذا الفراغ السياسي التمثيلي إلى بحث الشعب عن بديل. بالطبع لم يكن في الميدان سوى الجامع ليعبئ الفراغ والعقول وينظم المظاهرات بشكل مباشر أو غير مباشر. لم تظهر أحزاب علمانية لأن الدولة بالطبع كانت تشجع الدين وتدعيه، وبالطبع حاربت الدولة الفكر اليساري. هنا بالطبع كان الفكر الديموقراطي الأخطر على هذه البلدان ولعبت هذه الدول دوراً مهماً بمنع وصول هذه الأفكار إلى شعبها. هنا في هذه المرحلة وجدت الإنترنت لتعبأ الكثير وتعلب دور الكتب والكاسيتات التي كانت الدول الشرق أوسطية تمنع من الوصول إلي الشعب. ليس هناك حاجر على الإنترنت كما بدا وبالطبع إستخدمت لتنظيم هذه المظاهرات. إستخدم الإسلاميون هذه الوسيلة .

من هم ركاب هذا الشارع العربي المتظاهر؟ ليس هناك من شك من وجود أنصار العلمانية والليبرالية لكن كم هو حجمهم وهل يقتنع الجميع بالديموقراطية؟ ليس هناك نكران لما لعبه المتدينون في التظاهرات وخصوصاً في مصر. هل يلعب متدينو بلدان أخرى بهذه الطريقة ويحرضوا محازبيهم وأبناء بلدهم على التظاهر والمصادمات مع الدولة؟ الجواب على هذا السؤال سهل لأنه نعم تلعب الأحزاب الدينية دوراً في كل هذا ويرى قارئ مواقع المتدينين العلاقة بين التظاهرات والدعوة لحكم الدين بدلاً من " الكفرة. "

التغيير سيأتي بلا محالة ولكن من سيأتي؟ بدأنا برؤيته هنا وهناك بينما مازات المظاهرات مستمرة. ينقسم المتظاهرين لنوعين: نوع بأجندة واضحة ومنظم ونوع آخر يكره النظام وقد كسر حاجز الخوف ونزل إلى الشارع مؤايساً عن الحياة واضعاً نفسه في قلب الدمار والفوضى. هنا سنرى من سيفرض أجندته في الأيام القادمة وسنرى حجم كل معسكر. من الواضح أن أجندة الفكر الديني ستأتي بلا محالة فقد رأينا في تونس هذا التغيير. نتكلم هنا عن الإسلام بالطبع لأن الأديان الأخرى لاعلاقة لها بمايحصل وعليها أن تحسب جيداً أيام الدمار والفوضى القادمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رؤية
مازن البلداوي ( 2011 / 2 / 2 - 14:54 )
الأخ العزيز محمد
رؤية تستحق التقدير،وماتفضلت به صحيح ...من باب من سيأتي،لا ادري متى تتعلم هذه الشعوب بان تنظم نفسها وان بدأت بلا انتظام
تحياتي


2 - رد للأخ مازن البلداوي
محمد أبو هزاع هواش ( 2011 / 2 / 3 - 12:35 )
تحية أخ مازن. شكراً على الكلمات اللطيفة وبالطبع ياصديقي الكريم متى سيتعلم أهل المنطقة أهمية التخطيط الصحيح. إنظر إلى كيف ستتحول هذه المظاهرات إلى شيئ آخر. هذه هي عادة أهل الشرق الأوسط. لايحسبون للكثير من الأمور. مع التحية.

اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه