الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إقتتال عنيف بين أبناء مصر : فما أنت صانع أيها الرئيس مبارك ؟؟؟

عبد الرزاق السويراوي

2011 / 2 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


على ما يبدو , أنّ الأوضاع في مصر ,أخذتْ منحىً أكثر تعقيداً من ذي قبل . والعقدة الرئيسية تكمن في نقطة تتمثل بإصرارين متقاطعين تماما , أولاهما أصرار حشود المتظاهرين في مدن شتى على تنحية الرئيس مبارك عن السلطة , أما الوجه الثاني من العقدة , فهو إصرار الرئيس مبارك على عدم التنحي وإكماله ماتبقى له من وقت لولايته ,وقد أكد ذلك في خطابه الليلة البارحة , ولعلّ الذي يدعو الى القلق من تصاعد الأوضاع نحو الأسوء , هو ظهور جماهير محدودة مؤيدة للنظام ولا ندري أين كانت في الأيام الماضية , الأمر الذي يمكن ان يشكل مصدر قلق وخطر في ذات الوقت , إذ ليس من المستبعد أن يصطدم الطرفان عندها لا احد يمكنه التكهن بما ستؤول إليه الأمور وكيف هو موقف الجيش في حال حدث مثل هذا التصادم . ؟
وأنا أكتب هذه السطور فقد حدث المحذور بالفعل , فالإصطدامات بدأتْ بين المتظاهرين وبين مؤيدي الرئيس مبارك , وعبر الفضائيات شاهدنا ان أنصار مبارك هم الذين بدئوا بالتحرش وكان البعض منهم يمتطون الخيول والجمال والى الآن التراشق بين الطرفين ما زال مستمرا دون تدخل من الجيش .
في الواقع أن المسؤولية مشتركة بين الجميع ولكن الرئيس مبارك يتحمل الجزء الاكبر . ان ظهور مؤيدي الرئيس مبارك بهذا الشكل بعد غياب منذ بدأت ثورة الشباب يخفي ورائه جهات حكومية خصوصا وأن المتظاهرين أمسكوا باحد المؤيدين لمبارك فتبين على وفق شاهد عيان انه ضابط أمني مندس بين الصفوف .
ان الكثير من المؤشرات بيّنت ان مبارك إعتمد في تعامله مع المتظاهرين او عموم الوضع الحالي بإعتماده على عامل الزمن ,وما يثبت صحة هذا الاستنتاج هو ظهور مؤيديه منذ امس وإشتباكهم مع المتظاهرين العزل . لا شك بأن الأوضاع في مصر , ليست بالشكل الذي نقرأه من ظاهره فقط , ففيه من التشعبات , الداخلية والخارجية ما يدعو للوقوف عندها وان معالجتها هي من الاهمية والحساسية بحيث تحتاج الى معالجة محسوبة بعقلانية وتضع الامور بنصابها الحقيقي سواء في تداعياتها الداخلية وبمستوييها الشعبي والرسمي أو الخارجية وخصوصا التحالف الستراتيجي بين مصر وامريكا ومن خلفها الاتفاقات المبرمة مع اسرائيل .
الموقف الامريكي تجاه ما حدث وما يحدث الآن خصوصا وأن الاشتباكات جارية بين المؤيدين والرافضين ,غير واضح كفاية , ففي الليلة الفائتة وبعيد خطبة مبارك اتصل اوباما به هاتفيا لمدة نصف ساعة , لكن الموقف الامريكي متذبذبا , وقد تكون هناك بعض الاشارات من البيت الابيض في اطار تقديم النصح لمبارك بضرورة الانتقال السلمي للسلطة تجنبا لمخاطر يمكن ان تحرق الخضر واليابس , غير ان تصريحات البيت الابيض بما فيهم الرئيس اوباما ضبابية ولا يستشف منها الاعلان الصريح بحث الرئيس مبارك على الاستجابة لمطالبة الجماهير وقوى المعارضة وكأنها ترقب أيّ الكفتين تترجح على الاخرى لتنقض عليها وتملي عليها اجندتها المعروفة بحكم ثقل مركزها العالمي .
الآن والإشتبكات جارية بين ابناء الشعب الواحد , ألا يهتز لها ضمير الرئيس مبارك ويتنحى عن سلطة أمسك بها قرابة 30 سنة فضلا عن تقدمه في العمر . أين إذنْ هي الشعارات التي لا يخلو منها ايّ خطاب من خطاباتك ؟؟؟ والتي تتحدث فيها عن الاصلاحات ومصلحة الشعب المصري وتحقيق العدالة ؟؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام