الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثاني من فبراير يحمل بصمة جمال مبارك

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 2 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لو سُألت عن أهم شخص يسهم في إستمرار الثورة حتى تنجح في الإطاحة بنظام مبارك ، لأجبت : حسني مبارك ذاته ، و بمعونة ولده المدلل جمال .
صدق أول من أطلق عليه لقب البقرة الضاحكة ، بالفرنسية ، عندما كان حسني لا يزال نائباً للرئيس ، و صدق كل من ردد ذلك اللقب بعده .
حسني هذه الأيام مثل البقرة المجنونة التي تصر على أن تنطح الحائط لتعبر للجهة الأخرى ، مهما ثبت لها صلادة الحائط .
في كل مرة أتوجس خيفة على مستقبل ثورتنا من فكرة نيرة تلمع فجأة في عقل حسني ، يطمئني حسني على مستقبل الثورة بقرار ، أو تصرف ، غبي .
في البداية أطلق أمنه المركزي ليسفك دماء المتظاهرين ، فكان أن إشتعل الغضب ، و إزداد عدد الثائرين ، خاصة بعد إنتصار الشعب المصري المدوي يوم جمعة الغضب ، في أكثر من مدينة مصرية ، على جيوش الأمن المركزي .
ثم ، و كما ذكرت في مقال : حمداًُ لله إنه غبي ، لكن الخوف هو من طعنة في الظهر ، بدلا من أن يحاول طريق أخر ، كشق صف المعارضة بعرض منصب رئيس الوزراء ، أو نائب الرئيس ، على الدكتور محمد البرادعي - خاصة أن البرادعي ، و مع إحترامي لشخصه ، يبدو ذو شخصية ضعيفة ، و محاط بعملاء لنظام مبارك ، من أعضاء جمعية التغيير المشبوهة التي تريد سرقة الثورة لحسابها - إلا أنه - أي حسني - بث الطمأنينة في نفسي بإختياره سليمان ، المكروه من الشعب ، و الجيش ، كنائب للرئيس ، و شفيق ، تابعه المخلص ، لمنصب رئيس الوزراء .
ثم أطلق بلطجيته ، و أمنه ، لمهاجمة الناس ، حتى في بيوتهم ، فكان أن فاز بإحتقار الشعب ، الذي رأي إن ذلك المجرم لا يصح أن يظل رئيساً .
ثم حاول تجويع الشعب ، بمنع صرف الرواتب ، بحجج لم يبتلعها الشعب ، فكان أن عم الغضب .
و ها هو اليوم ، الثاني من فبراير 2011 ، يقدم لنا هدية أخرى ، تزيدنا تصميما ، و ذلك بالرجوع لعادته القديمة ، في إستعمال البلطجية ، و الأوباش ، و من يرتدي ملابسهم ، و يسلك سلوكهم ، من رجال السلك الشرطي ، ليحاول إخماد الثورة - التي سبق أن تغلبت على الأمن المدجج بالسلاح - بهؤلاء المرتزقة الأقذار .
ليس هناك ما هو أفضل من ذلك الهجوم ، في هذا التوقيت الحرج ، لتعزيز الثورة ، و زيادة لهبها توهجا ، لأن الحادثة تحمل بصمة جمال مبارك .
ليس فقط في هجوم البلطجية ما سيزيد ثورتنا إضطراما ، و توهجا ، بل أيضا الهتاف الذي ردده البلطجية ، و الذي يبدأ بالبداية التالية : يا جمال قول لأبوك ... .
هتاف بدايته تذكرنا بيوم هتك فيه أمثال هؤلاء المجرمين ، أعراض نساء ، و فتيات ، مصريات عفيفات ، خرجن في مايو 2005 ، يهتفن ضد التعديلات الدستورية الجائرة ، فقوبلن بعصابات جمال ، من البلطجية ، الذين كانوا يهتفون : يا جمال قول لأبوك دوس دوس ، قبل أن يشرع هؤلاء البلطجية في تعريتهن ، بتمزيق ملابسهن ، و هتك حرمات أجسادهن الطاهرة العفيفة بأياديهم النجسة ، في يوم أطلقت عليه في مقال سابق : يوم المناضلة المصرية ، ليكون تخليد ، و عرفان ، بجهد مناضلات ذلك اليوم ، و تذكير دائم بجريمة بشعة إرتكبها رئيس ، و إن كان غير شرعي ، و ولده الطامع في الحكم ، بحق نساء مصريات وطنيات ، و بث الخجل من النفس في نفس كل من سكت على تلك الجريمة الشنيعة ، و يوجد تسجيل صوتي لذلك المقال في قناة حزب كل مصر ، في يوتيوب :
allegyptparty.
هل هناك ما هو أفضل لثورتنا من أن يحاول حسني ، و جمال ، إخمادها بعصابات البلطجية ، و عصابات الشرطة المتخفية في جلد البلطجية ، و أن يعيد لذاكرة الشعب ما حدث في يوم هُتكت فيه أعراض نساء ، و فتيات ، مصريات ، مناضلات ، بأمر من الرئيس ، و ولده المدلل ؟؟؟
هل هناك ما هو أفضل لإستمرار ثورتنا ، و زيادة شعلتها إشتعالا ، من أن نعرف أن جمال لازال له دور ، و أنه مازال يمارس أساليبه القذرة من وراء الستار ؟؟؟
ما حدث اليوم لن يكون إلا إلهاب للصدور ، لأنه يذكرنا بجريمة ماضية ، و بشبح التوريث ، و يؤكد لنا أن النظام لم يتغير ، و لازال يفكر بنفس أساليبه القديمة ، فجمال له نفوذ ، و لازال يحبك ألاعيبه القذرة ، و أن الحل الوحيد مع ذلك النظام هو بتره .
شكراً يا حسني ، شكراً يا جمال ، على هدية الثاني من فبراير ، و نتمنى المزيد من أمثالها ، حتى نطيح بنظامكما .
حقا : إن الحماقة أعيت من يداويها .
لا خوف حتى اليوم على الثورة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً