الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ميدان التحرير.....مصر لمن غلب !!

الطيب آيت حمودة

2011 / 2 / 2
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لايمكن لمريء عاقل أن يصدق ما يراه على المباشر من تقاتل بين المواطنين المصريين ، هذا التقاتل الذي سبقته تطمينات بحق التظاهر السلمي صرحها بها قادة الجيش أنفسهم ، فاكتظ في هذه الساحة بالأمس جموع يصعب عدها وحصرها لكثرتها من المناوئين لمعارضين للنظام ،والذين يطالبون ملء حناجرهم برحيل الرئيس .
*** النظام الذي يتباكى على الأملاك ويسكت عن تقاتل الأبناء ..
خطاب الرئيس كله أسف عن الخسائر المادية ، غير أنه لم يتوانى في ايعاز الأمر لزبانيته بتحضير مقلب كبير للمعارضة ، وفق مخطط جهنمي حضّروه ليلا وفكروا فيه مليا ، هدفه إسقاط المعارضة بنفس سلاحها ؟
الهدف :
تحرير ميدان التحرير من المعارضة التي أقلقت النظام ، وأوصلت صوت الغلابى لكل العالم ، فحاجة النظام هو كبت هذا الهدير المقلق الذي تمادى في مطلبه ، فلم يكفيه تعيين نائب الرئيس ، ولا حكومة جديدة ، ولا إصلاحات اجتماعية واقتصادية وسياسية موعودة ، فهو ملح ( على إسقاط الزعيم ! )
الوسائل :
• يجب جعل الجيش في وضع حيادي حتى لا نفسد العرس الإنقلابي ، وحتى لا يشار لمصر بالبنان بأن جيشها يقتل المواطنين ، فالجيش يؤتمر بقيادة خيوطها يتحكم فيها الرئيس ، فهو قادر على خدمة النظام وتسهيل مهامه خلسة وتقية .
•قوات الأمن بتعدادها الذي يمثل 2 بالمائة من مجموع السكان ، يستحسن إبعادها عن ميدانها الفعلي لتترك فراغا ظاهره الخوف من تجدد الإشتباكات مع المتظاهرين ، وخفيهُ تحويلهم إلى ( مدنيين بلطجة ) بالتنسيق مع الحزب الوطني و المستفيدين من خيرات البلد ،و الذين يخافون انفلات الأمر لغير صالحهم .
•الإستعانة بالبدو بخيالتهم وجمالهم وعرباتهم باعتبارهم مدنيين يحق لهم التظاهر ضد الآخر ولو بالقوة ولو أما م مرأى ومسمع السلطة الحاضرة الغائبة ؟
•التنسيق مع قوات الجيش العاملة وقوات الأمن بعمومها في تسهيل مرور الجموع المناصرة للرئيس ، باختيار الوقت المناسب الذي يكون فيه المعتصمون المعارضون متعبون من نهار جلل جراء مظاهرتهم المليونية بالأمس .
التنفيذ :
تجميع المناصرين ( أغلبهم شرطة سرية في لباس مدني )على مداخل ميدان التحرير الذي يحرسه الجيش ، وإحضار كوكبة ( من الحرس البدوي بعد أن أنعم السلطان بفضائله عليهم )، وكان يفترض أن يحرص الأمن والجيش في عدم احتكاك الأطراف فيما بينها ، لأن التظاهر السلمي حق دستوري معترف به ، وكان بإمكان مناصري الرئيس التظاهر في مواقع أخرى بعيد عن ميدان التحرير ، غير أن السلطة ترى أن الغرض هو تحرير الميدان من هؤلاء .. فكان لزاما عليها مهاجمة المكان بالقوة لإفراغه من قوى المعارضة ، فكان الجيش متساهلا في مرورهم وتدفقهم بقوة داخل ميدان التحرير ، وذاك ما أدخل الجمعان في مناوشات كلامية ، أعقبها احتكاك مخطط ، تحول إلى صدام بالأيدي والهراويات ، رافقه رجم بالطوب من الجوار على المعتصمين قصد تفريقهم وتبديد شملهم ، فوقعت حرب وطيس شبيهة بحروب القرون الوسطى ، ميمنة وميسرة ، وقلب ، كر فر ، تقدم وتراجع ، سقط جراءها عشرات المصابين والمصابات من ا لجانبين لا يمكن عدها وحسابها ، كل ذلك على مرأى ومسمع العالم عبر فضائية فرانس 24 ، و قناة العربية التي كانت في معظم أوقاتها بوقا لخدمة النظام ، لعلها بتغطيتها ستكون منافسة للجزيرة التي هجروها وأغلقوا موقعها تماما على القمر نايل سات .
النتيجة :
تصادم بين الأخوة الأعداء ، الذين يجمعهم الوطن ، وتفرقهم السياسة والنظام ، ضرب بالعصي والهراوت ، وتبادل للرشق بالطوب والحجارة ، أمام مرأى ومسمع الجيش الذي بقي واجما بلا حراك ، ( كأن الأمر مدبر مسبقا)، سقطت ضحايا ، وسالت دماء هدرا بين المصريين أنفسهم يصعب تقديرها حاليا .

تقييم وتقويم :

هذه الواقعة المفجعة التي شاهدها العالم برمته على المباشر ، بين أفراد مجتمع واحد مزقتهم الحزبية والسلطة ، تثبت مدى التردى الذي بلغته الأنظمة في واقعنا الحالي خاصة في البلدان المعروفة بالعربية ، فهي أنظمة غير صادقة مع نفسها ومع شعوبها ، ولا يؤتمن جانبها مطلقا ، فهم مستعدون للتضحية بنصف السكان للبقاء في عروشهم ، ومستعدون للتعامل مع الشيطان للبقاء في مناصبهم ، فالوطنية ملك يمينهم يتصرفون بها كيفما شاؤا وأرادوا ، والبقية من خلق الله أوباش ولصوص وأراذل ، يجب عليهم أن يسكتوا ويخضعوا أو يقتلوا ، فالسلطة باقية في يد الرئيس مبارك ، وينقلها سلميا لمن يريد ، فتتغير الشخوص ويبقى النظام جاثما كما كان ولو أن مبارك مقبور وهو رميم .
•لا يتصور عاقل بأن أ مرا كهذا يحدث في بلد إسمه ( مصر ) البلد الذي ينظر إليه العالم بأنه قلب الوطن العربي ، البلد العظيم بشعبه وثوراته وإسهاماته الفكرية والفنية والحضارية ، كيف استطاع النظام أن يدجن هذا الشعب ويكبله بقيود يصعب الإنفلات منها ، كيف يرتضي جزء من الأمة خيرا لنفسه وآخرون مؤواهم الجحيم ؟
•كلمة الفصل لم تقلها المعارضة الشبانية ، والتي وإن أفصحت عن رغبتها في تنحية الرئيس سلما وقولا ، فإنها لم تلتجيء بعد إلى المكروه والخروج الفعلي عن السلطان ، ولعل ذلك ما يريده النظام لإيجاد ذريعة بينة و مناسبة لقتل هؤلاء جميعهم ، وعلى أيدى الجيش الشعبي الذي يؤتمر بأوامرهم وطبقا للدستور وقانون الطواريء طبعا ؟؟؟
الخاتمة :
محاولة التفاف الرئيس على الثورة ، واستعمال أساليب الخداع والقوة في كتم أصوات المظلومين استغلالا للفوارق المادية وإلإمكانات اللوجيستية المتباينة بين الفريقين ، أثبت مدى دناءة الأفعال المرتكبة ، ومسؤولية ما وقع يتحمله الرئيس وحده ، والدماء التي سالت سيُحاسبُ عليها عند العلي القدير ، و مواساتنا لأهالي المفقودين والمتضررين ، وعزاؤنا للشهداء الذين سقطوا غدرا بتواطيء الأمن والجيش ، ولعل في الحادثة ما يخبيء منعرجات خطيرة بسيناريوهات عدة لا نعلم مداها وقوتها ، فالمظلوم ينام قرير العين ، والظالم ينام خائفا مرتعدا من هبة المظلومين . ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب