الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقد النسائي (النسوي)

أحمد صقر

2011 / 2 / 2
الادب والفن


إن كون "مسرح نصرة المرأة" اتجاها دراميا جديدا يترتب عليه بطبيعة الحال أن يصحبه اتجاه نقدى جديد يسبق هذا الاتجاه، ويعاصره أو يسبقه فى بعض الأحكام النقدية التى تتوافق مع بنية المسرحية النسوية فكريا وأيديولوجيا وتقنيا، ذلك أن الناقد "تيرى ايجلتون Terrey Eagleton" أثار قضية المدخل الجديد لقراءة نصوص تؤكد دلالة وأهمية صوت المرأة وظهورها فاعلة فى الإبداعات المسرحية.
إن "مسرح نصرة المرأة" كظاهرة اجتاحت غنجلترا فى سبعينات القرن الماضى وانتشار هذا المصطلح بعد ذلك فى بلدان أوروبا وأمريكا ساهم بدوره فى بلورة اتجاه نقدى جديد، الذى أصبح يؤدى دوره بالفعل حاليا، فسوف يجده فى النقد النسائى- أى المنهج الذى يطلق عليه منهج نصرة المرأة Feminist Criticism فلا يوجد مشروع نقدى آخر جاهد بمثابرة ليجمع كل هذه الأهداف المتفرقة كما فعل النقد النسائى الذى يشغل فيه نقاده بالبحث وراء الإبداعات المسرحية النسائية وما تحمل من أيديولوجيات ليبرالية أو راديكالية أو مادية، ويذهب اهتمام القائمين على نظرية النقد النسائى إلى أبعد من فنون العرض، "فهى تأخذ فى اعتبارها الجهاز الفكرى الذى يبدع هذه الصورة للجمهور، وعلاقته ببنية الثقافة النابع منها وتقسيم السلطة فيها. أما مسائل خشبة المسرح والإضاءة والديكور والتمثيل والحركة، وكل أشكال العرض المادية فإنها تأتى فى مرحلة تالية للإبداع الفكرى، لتحديد شكله الفنى ومعناه النهائى. كما تؤكد هذه النظرية أهمية اعتبار المتفرج بوصفه مشاركا فعليا فى العرض المسرحى وفى تكوين معناه .
وفقا لنظرية العرض المسرحى النسائية المادية تتحدد ملامح النقد النسائى الذى يعول كثيرا على المضمون الفكرى وعلى التوجه الأيديولوجى فهو الذى يشغل اهتمام النقاد فى محاولة التركيز على القضايا النسائية بشتى توجهاتها الفكرية مما يجعل بعض المعارضين لهذا الإتجاه يؤكدون أن الإبداع المسرحى النسوى وكذا النقد المسرحى النسوى يحرصان على المضمون وهو ما يخشى منه تحول خشبة المسرح إلى منصة تعتليها المصلحات من النساء وتصبح الخطب والكلمات الرنانة هدفا تحرص عليه الممثلات النساء، وهو ما يؤثر على جماليات العرض الإبداعية التى حددت منذ البداية المضمون هدفا أوليا يليه بعد ذلك مسائل خشبة المسرح، لتعول كثيرا على الجمهور المشاهد الذى أصبح شريكا فعليا فى العرض المسرحى وفى تكوين معناه، دون أن تجعل منهج تجسيد هذه القضايا المهمة مرافقا لهذا الإبداع.
مصادر النقد النسائى
وموقف المعارضين

لا شك أن تطور الوعى النقدى منذ بدايات الربع الأول من القرن العشرين الذى صاحب بطبيعة الحال تطور تقنيات الدراما، انعكس ذلك على المناهج النقدية السائدة، فأصبح النقد علما يمزج بين العلوم النفسية والاجتماعية وعلوم الرياضة وجانب الجبر، هذا إلى جانب تراجع المعنى الواحد والأحادى الذى ساد النظرية النقدية الأرسطية وترتب على ذلك أن اعتمدت النظرية المسرحية النسائية المادية والنقد المنتمى إليها على "آراء ونظريات فرنسية متنوعة، متعلقة بالتحليل النفسى، مثل آراء ونظريات "هيلين سيسكو Helene Cixous" و"جوليا كرستيفيا Julia Kristeva" و"لوس ايرجاراىLuce Irigaray" وكذلك تعتمد على استراتيجيات "ديريدا" التفكيكية، وتحليل "ميشيل فوكو Michel Foucoult" للسلطة والجنس، وعلى مراجعات "جان لاكان Jacgues Lacan" للتحليل النفسى، ونظريات ما بعد البنيوية .
مما سبق- ونظرا لتعدد مصادر النقد النسائى- واجه النقد النسائى موجة من الرافضين والمعارضين لهذه النوعية من النقد التى تسعى فقط لحشد جميع الآراء والنظريات النقدية الفرنسية المتعددة، دون أن تبلور منهجا نقديا واحدا يقدم رؤية نقدية حاضرة ومستقبلية تترجم بحق متطلبات هذه النظرية المسرحية، ولعل ذلك تشكل نتيجة خشية أصحاب هذا الإتجاه من النساء من موجة الرفض وعدم القبول التى يتوقعنها من الرجال، لذا فإن "تنوع مصادر هذه النظرية وتعددها يمكن أن يكون قد أبعدها جدا عن التجربة النسائية الشخصية التى كان من المفترض ان تتميز بها هذه النظرية النسائية، لذلك أصبحت محل نقد من الفروع الفكرية النسائية الأخرى، ومحل سخرية فى الثقافة الشعبية، مما أضعف من فعاليتها .
مع تحيات أ.د أحمد صقر- جامعة الإسكندرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07


.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب




.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج


.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت




.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال