الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلطجي وبلطجية.. وعن الثورة المصرية

أحمد بسمار

2011 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


قنابل مولوتوف. سكاكين. بلطات (ومنها كلمة بلطجية المصرية). قناصة مخابراتية من النوافذ والأسطحة. أحصنة وحتى جمال, استعملها زلم مبارك وخصيانه السريين والعلنيين, لمهاجمة المتظاهرين العزل والسلميين ضد حكمه اللادستوري.
عيون العالم كلها شاهدت هذه المناظر, رغم حجب السلطات المباركية للأنترنيت ومختلف القنوات العالمية والصحفيين الذين كانوا يصورون المظاهرات الشعبية مباشرة, محاولين بأشكال حيادية مختلفة ومتنوعة نقل حقائق ما يجري عن هذه التجمعات التي لم تحصل لا في مصر ولا في أي بلد عربي منذ خمسين سنة على الأقل. ما عدا يوم وفاة السيدة الكبيرة أم كلثوم أو جمال عبد الناصر. سبعة أيلم من مظاهرات وتجمعات سلمية جمعت حوالي عشرة ملايين من المصريين, بمختلف معتقداتهم الحزبية أو الفكرية أو المعتقدية وحتى المعيشية. هتافات مختلفة وخطابات متنوعة. ولكن جميعها التزم بالنظام وتآخى مع القوات المسلحة التي التزمت حيادا كاملا وهدوءا وصبرا والاكتفاء بالملاحظة والمشاهدة, وذلك رغم تدخل عناصر عديدة من جماعات مجهولة المنشأ, مختلطة, متنوعة المظاهر والأشكال حاملة يافطات تأييد لحسني مبارك, من بعد ظهر هذا اليوم. ثم فارت هذه الجماعات وتهيجت فجأة هاجمة على بقية المعتصمين, بالعصي الطويلة, بالسكاكين, بالبلطات, وعلى ظهور الأخصنة والجمال, ونهاية بمئات قنابل مولوتوف, حيث أحرقوا المتحف المصري المعروف عالميا, ثم ابتدأ قناصون مختبؤون على اسطحة متعددة بإطلاق الرصاص عشوائيا على الجماهير, مما سبب مئات الضحايا بأعداد كبيرة غير معلنة حتى هذا المساء.
هذا الإنسان الذي أراد إسالة دموعنا ومشاعرنا على سنه وبأنه يريد إنهاء خدمته والموت على أرض الوطن الذي خدمه كرئيس للجمهورية مدة ثلاثين سنة متوالية. ولكنه تغاقل عن التصريح أنه لن يرحل (إلى العالم الثاني أو إلى السعودية) قبل أن يفتك بنصف شعبه على الأقل, كنيرون الذي تلذذ بحرق روما.
يا مبارك.. ولست أدري بعد كل هذا العدد من الضحايا من شعبك تستحق بعد هذا الاسم. ماذا تنتظر؟ ماذا تريد. نهبت وسلبت, وسلبت ونهبت, وملياراتك المكدسة في بنوك العالم, ماذا تفيدك وتفيد شيخوختك. أما كان من الأشرف لنهايتك أن تترك البلد. كما فعل بن علي من قبلك تجنبا لسفك الدماء وآلاف الضحايا. نساء مصر, رجال مصر, فتيات مصر وشباب مصر, رفضوك جمعا. رغم صراخ ذئابك الضارية وخصيانك النادبين... شعب مصر بأجمعه قال لك ولمدة سبعة أيام كاملة : إرحــل. إرحل يا رجل. إرحل بسلام. ولكن بعد وحشية هذا اليوم الحزين, سيحاكمك التاريخ. سيحاكمك الشعب المصري والقانون المصري وجميع المحاكم التي تحترم الإنسان وحقوق الإنسان ودماء الأبرياء والشهداء الذين قتلتهم عصاباتك الإجرامية هذا اليوم.. وخلال ثلاثين سنة من حكمك.
أنت المسؤول, ولا أحد سواك. تريد البقاء لغاية سـبـتـمـبـر؟ ولماذا ولأية غاية؟ لقدت فقدت اليوم أكثر من غيره ثقة شعبك وثقة العالم إلى الأبد.. وأنت بالذات هل تـثـق ـ اليوم ـ بنفسك.. لا أعتقد!!!...
ولـتحـيا مــصــر الحقيقية.. مصر الخالدة.. وليحيا شعب مــصــر.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وجع يعيد شريط الذكريات
فلورنس غزلان ( 2011 / 2 / 2 - 21:22 )
مبارك ليس الطاغية الوحيد ، الذي يتعطش لسفك الدماء ويعشق مشاهد السادية ..تحل بشعبٍ حمَّله ذات يوم مقاليد المسؤولية معتقداً ..أنه سينشلهم من فقرهم ..لأنه جاء من أريافهم ولعب معهم في ترع وبرك القرى..كلهم يا أحمد..أتوا من طبقات ريفية فقيرة..إنما صعدوا كالصاروخ حين بدأ لعابهم يسيل خلف أوراق البنكنوت..وتنكروا للتراب والأهل والأصحاب والوطن..فلا خجل أو ضمير يمكن أن يردعهم...لأنهم حين انزلقت أقدامهم عند الدرجة الأولى لم يعد حينها عدد درجات السقوط مهماً حتى لو جاء على حساب إفناء الشعب والوطن..وكلهم ..كلهم دون استثناء من نفس المدرسة اللاأخلاقية..اللاإنسانية..التي لاتفهم معنى الكرامة..إلا مساوياً للعجرفة..لم أفعل شيئاً اليوم يا أحمد سوى ذرف الدموع...لأن ذكريات الثمانينات في سوريا عاد شريطها ليمر أمامي..وجموع الجياع اليوم في وطني..ربما ...يبشر بثورة شقيقة لثورة مصر..وإن غداً لناظره قريب
مودتي


2 - مصر قامت وشدت الحيل
مارا الصفار ( 2011 / 2 / 3 - 04:14 )
الاخ احمد بسمار
الان هناك اطلاق نار حي بشكل كثيف على المتظاهرين الذين خرجوا بشكل سلمي
بعد صلاة الفجر
هل هناك اهانة للانسان والانسانية اكثر من ذلك ؟

الطغاة هم وكلاء الله في الارض
يميتون من يشاؤون دون حساب

قلوبنا مع ابطال مصر
ان نجحوا في ثورتهم هذه
سيتغير الكثير الكثير

وستسري الثورة مثل النيران دون توقف
وكلنا امل ان تصل نيران الثورة للعراق
كي يطيحوا بنظام المستعمر الديني


3 - محاكمة القاتل
سيمون خوري ( 2011 / 2 / 3 - 08:06 )
اخي أحمد تحية لك أعتقد أنه تطوير شعارنا بدلاً من رحيلة المطلوب الأن محاكمته كقاتل ورئيس عصابة . كلهم قتلة وزعماء عصابات ومافيات مخدرات وتجار سلاح ونساء من العقيد الى الجاويش الى الجنرال. هل تتذكر الذي دخل في صفقة مناقصة حفر نفق بحر المانش شقيق الرئيس القائد الى الأبد ؟؟


4 - رد للمعلقين
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 2 / 3 - 09:46 )
إلى السيدات والسادة
فلورنس غزلان
مارا الصفار
سيمون خوري
أشكركم على ردودكم الواعية الصحيحة,,
وأنا مثلكم بالانتظار, بانتظار قلق حذر...
آملا ألا تعود من جديد إلى هذا البلد الرائع ديكتاتوريات جديدة رهيبة, بلطجية, مخابراتية,مافياوية, إسلامية أو عسكرية.
ولكم مودتي وكل تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


5 - ربما....ولكن
فياض العرنجي ( 2011 / 2 / 3 - 12:31 )
إلى جميع الأخوة والأخوات... من المعروف جليّاً أنّ الشعوب العربية مأخوذة بالعاطفة... ومن هنا علم الكلام وعلوم كثيرة نعرفها أو لا نعرفها في فن الخطابة وغيرها ... منذ قديم الزّمان ونحن شعوب ملئى بالثورة والدموع وننتفض ضمن إمكانياتنا بوجه الظلم وغيره من أنواع الاستبداد. ما يحدث في مصر الآن هو من عمق هذه المفاهيم، من الجوع والقهر والحرمان ونحن جميعا نعي ونفهم ذلك على طريقتنا... أما من يطالب بثورات مماثلة في بقية البلدان العربية، فأنا أؤكّد على شيء واحد، لا تبهركم عواطفكم، جميعا لدينا عقول تستطيع التحليل والتركيب... أنا كليّاً مع الحقوق المشروعة للشعب المصري متمنيا من كل قلبي أن ينجحوا في ثورتهم هذه التي أعادت الأمل كما تقولون وأوافقكم... إلا أنّ كل بلد له طبيعته ونسيجه الاجتماعي والديموغرافي ... فالتروي التروي... الحفر كثيرة والقوى العالمية تتربص بنا وأحقادنا مازالت تحت الرماد
لك استاذنا الذي أحترم جدا السيد أحمد بسمار وللجميع تحياتي


6 - رد للسيد فياض العرنجي
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 2 / 3 - 14:21 )
شعرت من ردك أن الانتفاضة المصرية وبنت عمتها التونسية, طفشة عاطفية. وأنك تخشى ـ عشائريا وقبليا ـ أن تمتد ما تسميه طفشة عاطفية, إلى بلد أو قرية محمية, يسكنها آلك ومن تحب ومن ترغب ألا تمتد إليهم هذه الطفشة العاطفية... وما أسميه أنا وعيا جديدا, بحاجة إلى التوضيح والانتباه والرعاية والمرافقة, حتى نستطيع أن ننشره في جميع باندوستانات المشرق والمغرب, والتي تسلطت عليها أبديا ديكتاتوريات عائلية, لم تبن لشعوبها ـ بلا استثناء ـ سوى العوز والذل والصمت والقهر,
مع كل احترامي لرأيك, رغم خلافي الجوهري لوصفك لهذه الانتفاضة الشعبية الصادقة بالعاطفية.. لأن الفقر والذل والظلم.. حقيقة فيزيائية واقعية ولا علاقة لها بالعاطفة!!!...
مع تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة



7 - توضيح ورد للأستاذ أحمد بسمار الذي أحترم
فياض العرنجي ( 2011 / 2 / 3 - 20:25 )
أستاذي الجليل... قرأت تعليقي عدة مرات، ربما لم أعرف أن أوصل الفكرة مع أنني رأيتها واضحة ربما... قلت في معرض تعليقي السابق أن الثورة المصرية انطلقت من الجوع والفقر والحرمان وقلت أيضا في جملة أٌخرى أنّنا شعوب ملئى بالثورة والدموع، وأظنّ أنّ هذا كافٍ لنفي الفكرة التي قد فهمتها من تعليقي السابق والتي ربما أوردت خطأً فيه أننا شعوب عاطفية. أردت القول أنّ العاطفة بدأت تجرّنا إلى تحليلات وفي بعض الأحيان إلى عرض عضلات فكرية. طبعا لست ضدّ هذه الأمور في حال كانت ضمن إطار منهجيّ مأدلج ومأطّر ضمن أطره الصحيحة. في مصر هناك نسيج اجتماعي معين وحالة من القمع والفساد...الخ أدت في نهاية المطاف إلى هذه الثورة العظيمة... إلا أنّ السؤال هنا: هل هو الحل في جميع البلدان العربية؟ من سيقول لي أنّه نعم هو الحل وفي سبيل الحرية يجب التضحية وإراقة الدماء... أقول له وأنا بمواجهة مع الجميع، ربما أنّه لديك الحق في بقعة ما ولكن ليس في الأخرى... لماذا؟ لأنّه بكل بساطة الخطأ يقع على الجميع، كلنا شركاء في الفساد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة... ومن سيقول لي غير ذلك أنا مستعدّ لنقاش منطقي معه. مع تحية ومساء معطرين بالحرية

اخر الافلام

.. بايدن وترامب وجها لوجه | #أميركا_اليوم


.. منذ 7 أكتوبر.. أميركا قدمت مساعدات أمنية لإسرائيل بقيمة 6.5




.. السباق إلى البيت الأبيض | #غرفة_الأخبار


.. بدء الصمت الانتخابي في إيران.. 4 مرشحين يتنافسون على منصب ال




.. مراسل الجزيرة يرصد تطورات استمرار احتجاجات كينيا رغم تراجع ا