الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الانترنيت تسقط الانظمة الفاشية

اميرة بيت شموئيل

2011 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


في 13-2 2003 ذكرت في مقالي المعنون (سيحدث غدا) وما زال متواجد على صفحتي في الحوار المتمدن، ذكرت بان القوة العظمى ستعمل على ((تشجيع الصحافة الحرة في الداخل وادخال وسائل الاتصالات في كل مكان (بما فيها الانترنيت) لتسهيل نقل الاخبار وفضح اسرار وتحركات الاقطاب السياسية ( الحاكمة والمعارضة) والدينية والعسكرية وحتى العشائرية، وتسهيل عملية جمع المعلومات عنهم )) كما جاء في البند السادس من المقالة.
هاهي ثورة المعلومات من خلال شبكات الاتصال المختلفة تجني فوائدها بتعريف وتثقيف وتأليب الشعوب المغتصبة على حكامها الدكتاتوريين، لتتحول شيئا فشيئا الى السير في طريق الديمقراطية العالمي.
الرئيس حسني مبارك كان يملك افضل الفرص للتنحي عن كرسي الرئاسة دون اراقة الدماء، عندما عاد الى البلاد بعد اجراء عملية جراحية في القلب، فكان يمكن ان يكتفي بتتنازله بكلمة قصيرة يعلن خلالها حاجته الى الراحة، ليحافظ على احترام الشعب لمسيرة الثلاثين سنة من الرئاسة، وربما لينسى هذا الشعب دكتاتورية نظامه، ولكنه ابى ان يبتعد عن كرسي الرئاسة اللعين الا باراقة الدماء. هكذا فعل صدام من قبله. اربعة رؤساء امريكا تناوبوا على كرسي الرئاسة ومبارك وغيره قابعين في مكانهم بلا خجل. اهذه ديمقراطية؟
المآسي التي عاشها المناضل بو عزيزي واقدامه على حرق نفسه المعذبة، انتشرت بسرعة البرق في كل انحاء العالم عبر ثورة الاتصالات الانترنيتية (يوتيوب، فيسبوك، تويتر وغيرها)، لتعصف بهدوء العالم وتحوله الى ثورة ضد الدكتاتورية المقيتة، ليس في تونس (بلد المناضل بو عزيزي) فحسب، بل في كل بلدان الشرق الاوسط، التي يتعشعش على اقتصادها الوفير وخيراتها حكام لا حدود لجشعهم وانتهازيتهم.
الثورات المشتعلة في تونس ومصر والمرتب لاشتعالها في بقية بلدان الشرق الاوسط، فضحت زيف وكذب وافتراء الحكام وانظمتهم حول اوضاع شعوبهم التي استبد بها اليأس من السلطة لتلبية طلباتهم بالعمل الجاد لرفع مستوى المعيشة والتعليم والكف عن مناصرة العنف والتمييز داخل مجتمعاتهم.
مما لا شك ان العالم اليوم يبدو كقرية صغيرة يعرف من فيها بعظهم البعض، بفضل ثورة الاتصالات (الانترنيت خاصة) والشعوب الشرق اوسطية قد ادركت ان كثرة خيراتها واهمية واستراتيجية موقعها في العالم، لابد وان يجعلهم يعيشوا بعزة وكرامة ورفاهية ، لولا جشاعة وبخل ودكتاتورية حكامها. وها هي الاف بل ملايين الصور والمعلومات (العربية والاجنبية) للكثير من العلماء والمحللين على الشبكة العنكبوتية يؤكدوا ذلك.
المشكلة في الحكام المستبدين انهم لا يريدوا ان يقروا الامر الواقع، الذي فضح اكاذيبهم، فنجدهم مع استمرارهم على الكذب، يحاولوا قطع شبكات الاتصال عن شعوبهم، بدل تغيير مناهجهم الى الديمقراطية والسعي الى تحسين سمعتهم ومسيرتهم امام شعوبهم.
ثورة الكادحين والجياع لشعوب الشرق اوسطية والتي اشعلها المناضل بو عزيزي، ستستمر بلا توقف لتقلع جذور القمع والفساد والتعسف الدكتاتوي الجاثم على صدورهم، مادامت هنالك شبكات اتصالات في كل مكان في العالم، تبقيهم على اتصال مع العالم الحر واحباءهم واهاليهم المستبعدين غصبا ما على الحكام المستبدين.
طوبى لمخترعي شبكات الاتصالات، فلهم ملكوت السماوات والارض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلم قلمك أيتها الأديبة
د. خالد الحيدر ( 2011 / 2 / 3 - 07:16 )
مقالة موفقة وهادفة تحكي منطقاً لا جدال فيه، فالعاصفة لا زالت في أوجها وستكتسح كل النُظم الدكتاتورية المتهرأة بالمنطقة ومن دون رحمة وستلعب بالتأكيد أطر وسائل التكنولوجيا المتطورة دوراً إيجابياً بذلك، وليت حكامنا يتعظوا من غضب الجماهير ويعطوا شعبهم الجريح الصابر بكل أطيافه الأثنية والدينية ما يستحقه من حقوق للعيش حياة حرة كريمة وتحقيق أهدافه الأنسانية بما ناضل من أجله لأسقاط الطاغية المقبور ونظامه الفاشي
تحياتي لأديبتنا العراقية الأصيلة اميرة بيت شموئيل


2 - شكرا جزيلا عزيزي د. خالد الحيدر
اميرة بيت شموئيل ( 2011 / 2 / 4 - 08:13 )
شكرا جزيلا عزيزي د. خالد
لا ليت الرؤساء يقروا شيئا مما نكتب لكانوا اصلحوا الكثير في انفسهم ولكنهم لا يقرأون. هؤلاء لا يدركوا ان ترك المنصب الرئاسي لغيرهم هو جزء لا يستهان به من الديمقراطية


3 - الاستبداد والثورات
محمد البستاني ( 2011 / 2 / 11 - 00:20 )
طالما تمتعت بمقالاتك مما اجرتني ان اقرأ الكتابات القدية ...
إن الشباب العربي في غالبية المدن قد يصبح جيلا محترقا . أحرقته حكومات فاسدة .. أحرقته استبداد أنظمته وسؤ الإدارة ..حرقته البطالة المزمنة 0
فلم تعد إشكالية الديمقراطية أو معضلة النظم السياسية في العالم العربي هو الشغل الشاغل للشارع العربي بل مشكلة الغلاء وما يتبعها من مشاكل الجوع والفقر وتقيد الحريات , وتاريخ البشرية يمتلئ بلائحة طويلة لأسباب ثورات الجياع التاريخية المعروفة فما حدث ويحدث في ميدان الحرية ( التسمية احب لى ) هو نتيجه حتمية لعقود من الاستبداد وفق نظرية صراع الاضداد لذلك تداعت الأحداث وانجلت مظاهر الاحتجاجات على شكل اعتصامات وتظاهرات في عواصم عربية إنارة دربها مشاعل الحرية من ساحة الفردوس في بغداد فأوقدت ثورة الياسمين في تونس وأطلقت شرارة الغضب في ميدان التحرير.. وغدا ستنهض شعوب لتتهاوى عروش الزمن العربي المظلم0 0


4 - شكرا جزيلا
اميرة بيت شموئيل ( 2011 / 2 / 11 - 03:43 )
العزيز محمد البستاني
شكرا جزيلا لاهتمامك بكتاباتي وصدقت في تعبيرك لما يحدث اليوم في الساحة العربية
مودتي
ا

اخر الافلام

.. بعد الصين.. بوتين بحاجة لدعم كيم | #سوشال_سكاي


.. 9 دول حدّثت أسلحتها النووية وتأهبت.. وخوف من كارثة مقبلة




.. الجيش الإسرائيلي: نسيطر على 70% من مدينة رفح


.. غارة تستهدف منزلاً ببلدة ميس الجبل جنوبي لبنان




.. قراءة عسكرية| ما غاية التوغل الإسرائيلي غرب وجنوب مدينة رفح؟