الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل السلطة للشعب

جورج حزبون

2011 / 2 / 3
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


كل السلطة للشعب

تدخل البلدان العربية ، مرحلة جديدة غير مسبوقة ، فقد انتهت مرحلة الردة ، والتي دشنها البترودولار ، وسياسة السادات ، ومكوكية كيسنجر ، وكامب ديفيد ، وحرب 82 لبنان وخروج م ت ف ، حتى اتفاقات اوسلو.
وسقط رهان الامبريالية وإسرائيل ، وعلى نظرية التحالف مع الأنظمة ، واستخدامها لقمع الشعب ، فقد فاضت المحيطات العربية، وقدمت شكلا غير مسبوق في ثورة شعبية حازمة واضحة ، جعلت الجيوش تقف إجلالا لها ، وليس حرباً معها ،ولتقول حيث إننا لم نحقق نصرا فلن نكون جلاوزة، وهذا التحالف بين الجماهير بمختلف مشاربها المتعانق مع الجيش ، يسجل عصراً عربياً جديداً ، بل وشرق أوسط بمواصفات شعبية، وبصيغة ديمقراطية مسقطة رهانات الامبريالية.
لقد انتهى زمن الانقلابات العسكرية ، وذلك إن القوات المسلحة اليوم ، تضم فئات وعناصر مثقفة و منتمية بفعل الضرورة الزمنية واحتياجات التعامل مع السلاح الحديث والتطورات التقنية ، ولقد أدى التراكم القهري الى انتفاضات شعبية ، لم تطلقها الأحزاب السياسية القائمة بل التحقت بها وأحيانا احتوتها، وهكذا حصل في الانتفاضة الشعبية الفلسطينية عام 87 ، وحين التحقت بها التنظيمات والفصائل ، حرفتها عن مسيرتها ثم احتوتها ، وأخيرا خرجت بها إلى اتفاق أوسلو ، خوفا من تبلور قيادة وطنية بالداخل ومن ثم يضعف دور الخارج فقبل بما لم تقبل به الانتفاضة ؟! وهذا لا يعني بالضرورة عدم جدوى الأحزاب والتنظيمات بل ان عامل الزمن يجب ان تأخذه بالحساب ، وان تظل قياداتها ( معاصرة ) .
يطيب لبعض المثقفين إطلاق تعبير ( الفوضى الخلاقة ) على اعتبار ان الهبات الجماهيرية وان كانت غير منضبطة لا بد إن تخلق واقعاً جديداً ، والصحيح ان الذي يطلق الانتفاضة هم فقراء المدن وفلاحي الريف وكادحين المصانع والمؤسسات متحالفين مع / البروليتاريا / التي أصبحت في زماننا غنية بالكفاءات أيضا بفعل احتياجات التطور والصناعة ، وليس صدفة ان تجد أوساطا مختلفة تلتحق متحالفة مع الكادحين والفقراء في مشهد موحد على طريق الحريات والديمقراطية، وان تطور الراسمالية احتاج معه لتطور الكادحين ، فأسهم بخلق ( حفار قبره ) .
والفوضى الخلاقة ، هي ثورة الشعب على الظلم ومعاقبة الظالمين المستغلين ، وما يظنه بأنه فوضى ، ليس الا ردة فعل طبيعي عن رفض الظلم وانطلاق للمحتجين مضحين بأرواحهم من اجل التغير ، وهم فقط من تسيل دمائهم دون تذمر أو انتظار لبديل ، في حين تنطلق الفئات الأخرى ، خاصة في غياب الطليعة الثورية ، لتفسير الظاهر ، والباس الثورة خطباً وشعارات ومناهج لم تنطلق من اجلها ، وهنا خطورة ما يجري بالشارع العربي ( إمكانية خطف الثورة ).
أن تشكيل لجان مواقع في ( مصر ) مؤشر رائع ، وتشكيل قيادة موحدة جيد ، لكن الضمان إن يتشكل كمجلس موسع يضم هؤلاء الشبان الذين انطلقوا ورفاق الشهداء والجرحى لتكون كمرجعية للهيئة التي أعلن عنها للتفاوض مع النظام ومن في حسابه ، وحتى يكون لهم ضمان بان التفاوض لن يتم على المحاصصة بل على برنامج يجب إن يصادق عليه المجلس ، كما ومن الضروري بقاء المعتصمين في مكانهم وان لا يتفرقوا حتى تتم الاستجابة للمطالب ونجاح الثورة .
بدء فجر الشعوب العربية من الغرب ( تونس ) بحريق للذات على مذبح الشعب ، وأدخلت الثورة الى دهاليز السياسة والذي يجب او لا يجب ، وبهذا يضيع الزخم ، وتحيط المخاطر ، والشيء ذاته في مصر هناك من يناقش عن دستورية الخطوات والضرورات والمحظورات وقد نسي أولئك ، ان الشرعية هي الشعب وان الدساتير تكتب بالدم وان القانون يضعه الشعب وان الثورة ( تجب ) ما قبلها ، فلا داعي لالتفات الى كل ذلك ، فقط تقدموا واصنعوا غدكم ونظامكم واحترسوا التجار والباحثين عن دور فكل السلطة للشعب والنصر محتم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر