الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر بين جمعتين

رحمن خضير عباس

2011 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


مصر بين جمعتين
رحمن خضير عباس
يبدو ان سنابك الخيول التي اجتاحت ميدان التحرير قد قلبت طاولة اللعب . وكشفت عورات المحللين الذين يتحدثون عن العقل والتعقل في ادارة الأزمات . كما انها كشفت ورقة التوت عن النظام الذي يتحدث عن الحضارة , وعن التفاني في خدمة الوطن . وها هي خيول وجمال ( الحضارة ) تنقضّ على المحتجين في ميدان التحرير مستخدمة الهراوات والأسلحة اليدوية وكأنهم يشنون غارات التحرير ضد العدو الطبقي الذي اراد ان يحتج ضد الفساد ... ممنوع هو الأحتجاج , وممنوع ان تفتح فمك ايها المواطن . فكيف يمكن ان تتطاول على انصاف آلهتك ؟؟ لقد مر الغزاة وهم يعتلون صهوات خيولهم على كل المنافذ التي اغلقها الجيش . ومروا من خلال المصفحات والدبابات التي تحرس الطرقات . دون ان يوقفهم احد من جنرالات الجيش او الشرطة الذين يدعون انهم في خدمة الشعب وفي خدمة الوطن . حتى قالت مراسلة اجنبية ان المنظر يذكرها بما كانت تقرأ عن الحروب الجاهلية .
لقد سقط الرئيس فعلآ , متمرغاً في وحشية لامثيل لها , حينما وجه هذه الثيران المتوحشة لتفتك بجموع من الشباب , لاسلاح لديهم سوى لغة الرفض . كما ان دعواتهم ليست عدوانية . حيث ان شعارهم هو طلب الرحيل فقط ولم يطلبوا غير ذلك كالموت اوغير ذلك من مطالبات .. لقد رفعوا شعارا رقيقا (ارحل ..) فهل يستحقون ان توجه اليهم كل هذا السيل من العنف الهمجي ؟!
لااعتقد ان احدا من الزعماء في العالم المتحضر من يتمسك بكرسي الحكم اذا ما رأى اجماعا على رفضه بعكس زعمائنا العرب الذين يستميتون في البقاء الأبدي , لا يزيلهم عن الحكم سوى الموت او الأنقلاب . ففي الوقت الذي كان من المنتظر من الرئيس مبارك ان يعلن تنحيه عن السلطة واعطائها الى نائبه كي يقي بلاده من ازمة خطيرة .ولكي يصلح ما افسده , اصرّ على البقاء وذكرهم بخدماته اليهم وكأنها منّة منه وبذلك فقد ترك الأزمة مرشحة لكل الأحتمالات . ولكنه نجح فقط في اظهار التعاطف معه من الذين ركبوا موجة المعارضة محافظة على مواقعهم من السلطة المحتملة . كما ان ثمة ايحاءً بان المجتمع قد انقسم ما بين معارض ومؤيد . وهذه المعزوفة ممكن ان تنقذ النظام بعض الوقت كي يلتقط انفاسه ومن ثم ينقلب على القوى الوطنية المعارضة .
ان بقاء مبارك يعني بقاء كل الأنظمة القمعية التي تشد خناق المواطن العربي من المحيط الى الخليج . انه انتصار لعلي عبد الله صالح في اليمن والقذافي في ليبيا اي انه انتصار لكل داينصورات الأنظمة العربية المهترئة . اما هزيمته فهي صفحة جديدة لمستقبلنا , نحن الشعوب المضطهدة. لذالك ينبغي ان نتجاوز هذه المحنة بالثبات على المباديء التي قامت عليها حركةالشعب بتلقائيتها واخلاصها للوطن . وفتح القنوات مع الرأي العام العالمي متمثلاً بالقوى التقدمية , التي سوف تسند المصريين في معركتهم العادلة ضد نظامهم الدكتاتوري .
كما ينبغي ان لاتجيّر حركة التغيير باحزاب تريد ان تصل الى السلطة وهي لاتؤمن بالتبادل السلمي للسلطة عن طريق الخيار الديمقراطي . كما حدث في ايران حيث انفردت القوى الأسلامية في السلطة بعد سقوط الشاه , وقامت بقمع القوى الأخرى .
الجمعة القادمة ستكون ثقيلة على النظام الذي تمترس خلف ترسانة اسلحته . وخلف مرتزقته وازلامه واعتقد جازما بان انهياره وشيك . ولكن ذلك يعتمد على الصمود السلمي للذين جعلوا مبادئهم سلاحهم في وجه آلة القمع , هؤلاء الشباب الذين تدثروا بسماء القاهرة وافترشوا التحرير سينتصرون لامحالة .
اوتاوة 02/02/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القصف الإسرائيلي يجبر سكان أحياء شرق رفح على النزوح نحو وسط


.. عرض عسكري في العاصمة الروسية موسكو بمناسبة يوم النصر على ألم




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بعد عودة وفد التفاوض الإسرائ


.. مستوطنون يغلقون طريقا بالحجارة لمنع مرور شاحنات المساعدات إل




.. مراسل الجزيرة: جيش الاحتلال يواصل السيطرة على معبر رفح لليوم