الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخوة حكام العربية السعودية ..رسالة تضامن

عارف معروف

2004 / 10 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


1- ليس ثمة خطأ في العنوان فمثلكم جدير بالتضامن والتعاطف ، خصوصا واني ارى ، كما يرى غيري من المنصفين ولا بد ، ماتنوءون بحمله وتتصدون لما لاطاقة للبشر على مثله لو لم تكونوا فعلا وحقا ، فتية آمنوا بربهم فزادهم ايمانا ، والا فمن غيركم يمكن ان يتصدى لادخال جمل في خرم ابرة في زمن انتهت فيه المعجزات ، ومن يمكن ان يفرض القرن السابع في القرن الواحد والعشرين ومن يملك من الشجاعة والفروسية مايطوع به عفاريت العلم والتكنولوجيا والدجيتال لمرابط ابن باز وابن عثيمين وابن سيرين! من عساه يستطيع ان يهنأ بالهواء المكيف والليل البراق المتلأ لأ والشاشات الرقمية وشبكات الكومبيوتر والهواتف النقالة عبر الاقمار الصناعية ونتائج ابحاث الجينوم البشري ومعجزات الكيمياء الحديثة وخوارق الفيزياء المعاصرة ووسادات الهواء المضغوط وسيارات الدفع الرباعي والاقراص المدمجة والليزرية وفتنة اللحم الادمي البض ، اوروبيه واسيويه ، ويهدهد نفسه مطمئنا في اخرة الليل اورابعة النهار ، في خيمة على مشارف الصحراء اومتكئاعلى عمود مسجد بأن كل شيء على مايرام وبان الاخرة لا الاولى هي مناه ومبتغاه معربا عن موافقته الاكيدة بهزات رأس خاشعة على كل مايحّدث به شيخ ضرير ، بائس عن ان كل ذلك محض متاع زائل! ايها الاخوة الكرام ، اوافقكم على ان كل ذلك يحمل شروره معه وان لكل متعة منه لعنة وعليه فان من يريد الكومبيوتر والانترنيت فلابد له من ان يعرف روح عصر الكومبيوتر ولغة الانترنيت ، وافضي اليكم بما لم يعد سرا ، المشكلة ليست في الموقع الالكتروني ، مهما يكن ، المشكلة في الالكترون والحياة الالكترونية ، المشكلة في الكومبيوتر ذاته وفي هذا الاعصار القادم في الافق بقوة جبارة وسرعة هائلة ، فبعض اخوان " بريدة "، هم الاكثر صدقا وانسجاما حينما لم يكتفوا بالسواك بدلا من معاجين الاسنان وانما رفضوا السيارات ولجأوا الى الانعام وتركوا المباني الاسمنتية الحديثة وسكنوا الى بيوت الطين وعافوا حتى الطرق الاسفلتية المعبدة الى النياسم الترابية العزيزة ، فالعصر واحد والعلم واحد والمصيبة انه لايمكن الاخذ باسبابه وترك اخلاقه ومبادئه كما نحب ونشتهي والا ، فهبوا ايها الاخوة انّا اغلقنا هذا الموقع او ذاك او منعنا كل شبكة الانترنيت بالمرة فما
عسانا نصنع بثغاء النعجة " دوللي " الذي يملأ الافاق؟!
2-لا حظت كما لاحظ غيري ان الكثير من الانظمة العربية ، وعلى رأسها نظامكم العتيد ، بادرت عند كل واقعة تحمل قدرا من التحدي ، الى مايمكن ان يفعله كل نظام حصيف ، كيّس، فراجعت اجراءاتها ، ورتبت اولوياتها ، واعادة جدولة مهامها ، وحاولت تشخيص مواطن الضعف لديها ومكامن القوة ، حصل ذلك، كمارأينا، بعد انقلاب افغانستان ذي الصبغة الحمراء واغتيال السادات وثورة ايران واحداث الجزائر ...الخ ، وذلك هو عين الحكمة ، لكنني الاحظ كما يلاحظ غيري ، ان ثمة واقعة كبرى ماتزال طرية وطازجة وجديرة بالاعتبار لم تحض بما هي اهل له من التأمل والدرس ، تلك هي السقوط المثير للسخرية والرثاء الذي آل اليه نظام عربي طالما تغنى بجبروته وطغيانه ، نظام صدام حسين ، الذى آمن تماما من انه بمنجى من كل شر وعصيّ على كل تغيير ، تقولون ان ذلك فعلته امريكا ، نعم ، صحيح ، ولكنه كان يمكن ان يكون مستحيلا لو لم يكن الشعب العراقي كله يريده ، سرا وعلانية، والسعيد ايها الاخوة ، كما قال حكيم دوس من اتعض بغيره ومن لم تنفعه التجارب ضرته!
3- يحكى ان احد ولاة بني عثمان ، وكان رجلا حديديا وجبارا عنيدا ، مما يحضى بالاعجاب والتعظيم في عرفنا ، نحن العرب، خرج للقاء قنصل او مفوض او مبعوث اوروبي ، في جمع من رجاله في باحة قصر غناء، وكان هذا الرجل الرجل-تعبير مستعار من صحافة العرب الغراء وهو يفيد القوة والمنعة- يأمل في ان يلقي الروع في قلب ذلك الغربي او يبهره بعظمته فينتزع منه ما يريد، فأهتم بهندامه اعظم اهتمام ولبس من النياشين ما ناء به صد ره الرحب وتكلف في وضع طربوشه على افضل حال وبالغ في فتل شاربه بالزيت وتثبيته معقوفا الى الاعلى على النحو الذي امتاز به بني عثمان ، كان الاتباع يحيطون به معظّمين لشخصه متجنبين لنظراته المتوعدة ابدا ، وقبل ان يصل الاوروبي ، صادف ان مر عصفور صغير فذرق على طربوش الوالي، لطخ الذرق بالوانه الفاقعة مقدمة طربوش الوالي دون ان ينتبه الاخير ، لكن افراد حاشيته والحرس الذين رأوا ذلك كتموا انفاسهم ولم ينبسوا ، من يستطيع ان يخبر مولانا بما ينبغي ان يخبره به ، لااحد . حضر المبعوث الغربي فتنطع امامه الوالي بنياشينه وحركاته الرجولية لكن الاول وبدلا من ان يتهيب جبروته اونظراته النافذة راح يغرق في ضحك متواصل! ثم نبهه ببساطة الى ان العصفور قد نال منه ، طبعا يمكنني ان اتصور ماحصل من الوالي بعد ذلك لرجاله ، فقد ترعرعت في ظل نظام صدام حسين ولم اعرف كلمة يمكن ان ينطق بها الحاكم العربي لحظة غضبه الا.. اعدام.. !! ومهما كان من امر فان هذا الوالي قد خسر صدق رجاله وخسر دورا مهما يمكن ان يضطلعوا به لصالحه ولصالحهم ، دور المرآة التي تريه العيوب ، ماكان اغناه عن ان يضحك الغربي منه لو تمكن رجاله من ان ينبسوا ؟ اخوتي... لماذا لانسمع لاخواننا وابناءنا ، لماذا لانفهم مايدور حولنا ، لماذا لا ننظر حتى الى ماوراء الشتيمة نفسها ونلتمس لها الدافع والحافز ونستقريء الحل ؟ لماذا يتعين ان يحضر الغربي نفسه ليقول فينا كلمته ، وعندها ترانا نتلجلج ونتخبط ونرقّع ونبرقع ، ونسلك سلوكا متصاغرا غير جدير برجل ، حديديا كان ام من الالمنيوم؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قمة مجموعة السبع في إيطاليا.. برنامج مثقل بالأزمات| #الظهيرة


.. ملاحظاتُ حماس على مقترح بايدن.. إعلان رفض أم مُسودة جديدة؟|




.. القوات الإسرائيلية تشتبك مع عشرات الفلسطينيين في جنين وتدمر


.. عروض تمثيلية لطلاب سوريين لدعم أطفال غزة




.. نافذة على الحرم.. الحجاج يواصلون القدوم إلى الأراضي المقدسة