الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة العراقية مطالبة بدعم الشعب المصري

تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)

2011 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ما يجري في مصر ، حركة تحررية شعبية حقيقية تستهدف استعادة حرية وكرامة شعب مصر العريق واقصاء نظام قمعي مستبد عن الحكم ، وقد قتل النظام حتى الان مئات من الشباب المصري وجرح الالاف منه ، هذه الحركة اصبحت محل اهتمام العالم كله ، وتتابع الحكومات والمنظمات العالمية وهيئات المجتمع المدني احداثها ساعة بساعة ، ويجري التعليق عليها بين حين واخر ، وجل هذه التعليقات تصب في مصلحة شعب مصر الناهض اذ دعت الحكومات الامريكية والاوربية صراحة الى احترام رغبة شعب مصر بتنحي حسني مبارك واجراء تغيير في الحكم بانتقال سلمي للسلطة وبصورة فورية ، كما دعى رئيس الوزراء التركي السيد اردوغان، مبارك الى تغيير السلطة واحترام ارادة شعبه ، كما صدرت اشارات قوية من الامم المتحدة ومن امينها العام تدين القمع واعمال البلطجية التي تمارسها حكومة مصر المترنحة وتشيد بشجاعة شعب مصر واحقيته في اختيار حكامه ونظامه السياسي عبر انتخابات نزيهة وشفافة ، واتخذت عدة حكومات افريفية الموقف نفسه.
ومع ان مبارك ونظامه الاستبدادي يرتكب المجازر والمذابح على مرأى ومسمع العالم ، ومع ان الحكومات العربية اولى بها ان تهتم بحركة شباب مصر وهي اكثر معنية ، والشعوب العربية اقرب الى شعب مصر من غيرها ، وان احداث مصر تؤثر سلبا وايجابا على توجهات ومصير الشعوب العربية ، الا ان من الغريب ان هذه الحكومات اصابها الخرس تجاه احداث عظام تجري على مقربة منها ، واذا كانت العلة معروفة في امتناع الكثير من الحكومات العربية دعم وشد ازر المصريين لخشيتها من كل حركة تحررية وخوفها من سريان عدوى المطالبة بالديمقراطية في بلدانها ، ولتشابه الانظمة القمعية في عديد من هذه الدول ، فما هو حجة وعذر حكومة السيد نوري المالكي في التزام الصمت مما يجري في مصر الشقيقة ؟ لماذا لا يكون للحكومة العراقية موقف مغاير للموقف المشين لغيرها من حكومات عربية ؟
ان مفهوم التدخل في الشؤون الداخلية قد سقط منذ زمن ، ومفهوم احترام حقوق الانسان وحقوق وحريات الشعوب يتقدم عليه وكفته راجحة عند اجراء الموازنة بينهما ، كما ان ما يجري في مصر ليس شأنا داخليا يخص المصريين وحدهم ، فمن ناحية تؤثر الحركة المصرية تاثيرا مباشرا على مستقبل ومصير الحركة الديمقراطية في المنطقة والعالم ، ومن ناحية اخرى هناك جرائم ضد الانسانية ترتكب في ميدان التحرير بمصر، وبمنهجية ووفق خطة مسبقة .
ان الموقف المخزي للحكومات العربية يجب ان لا يكون سببا لصمت الحكومة العراقية ، هذه الحكومة التي تقود شعبا انتفض قبل عقدين ضد نظام جائر قمعي ، وهي مطالبة بالدعوة لمبارك بالتنحي والرحيل والاصغاء لارادة شعب مصر ، وعلى الحكومة العراقية ان تدين وتشجب باشد العبارات جرائم نظام مبارك القمعي ، عليها ان تقدم درسا للحكومات العربية وان تحترم مشاعر العراقيين وتضامنهم مع شباب مصر وشعبها .
نحن ندرك ان الحكومة العراقية تواجه ظرفا غير اعتيادي وانها تعمل للعودة الى المحيط العربي ، وندرك انها تأمل في انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد ، لكن كل ذلك لا يعني تمسكها بالصمت وعدم انحيازها الى جانب شعب مصر في صراعه مع حكومته القمعية ، لقد قالت امريكا وهي ترفع يدها عن حماية نظام مبارك ان المبادئ تتقدم المصالح في كثير من الاحيان ، وعلى الحكومة العراقية ان لا تكون مصلحية الى هذا الحد خاصة وان المصلحة الحقيقية لشعب العراق هو دعم شعوب المنطقة وكسب صداقتها والعمل على تحريرها ونيلها الديمقراطية . الحقيقة لا يشرف شعب العراق صداقة حكومة مثل حكومة مبارك ، وليس من مصلحته الوقوف بصف مثل هذه الحكومات الدكتاتورية .
ان احدى العوامل التي تدفع حكام المنطقة لمحاربة الشعب العراقي ودعم وتشجيع الارهاب فيه هو الخشية من التزام الديمقراطية في العراق ، فهل من المعقول ان لا تكون الحكومة العراقية منحازة للتحولات الديمقراطية في المنطقة ؟
اننا ننتظر موقفا شجاعا ومبدئيا من حكومة المالكي باعلان دعمها التام لحركة مصر التحررية ودعوتها المباشرة نظام مصر الى الرحيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل