الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تضامناً مع الحوار المتمدن …تضامناً مع شعبنا العربي في نجد والحجاز وما حولهما

كامل السعدون

2004 / 10 / 4
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


لي في السعودية أهل وأحبابٌ كثرّ وأعرف أن هذا الشعب الطيب في تلك الأنحاء لا يقل عن أي شعبٍ من شعوب الشرق الكسيح في حسرته على حاله وألمه لمآله ورغبته في الخروج من مستنقع الوهابية العفن الذي حبس الناس قرابة المائة عامٍ في سجن سلفية سطحيةٍ عقيمة خنقت الناس دهراً وأذلتهم وابتذلت كرامتهم وجففت عقولهم وهدرت ثروات بلدهم .
ليس فينا من لا يعرف أن الوهابية كما القاديانية ، هما صنيعتان إنجليزيتان استعماريتان ، قُصد منهما أشغال الناس بالتوافه وذبح بعضهم بعضاً على درجة الولاء للسلف ، وقد فشلت مؤامرة محمد بن عبد الوهاب في البصرة كما فشلت في النجف ولم تجد لها صدى إلا في نواحي الدرعية حين تبنى أحد أمراء الأسرة السعودية الأوائل تلك الدعوة وبمباركة الإنجليز ، وبنية تقاسم النفوذ بين محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من جهة وآل سعود من جهةٍ أخرى ، وكان الذي كان فصار الوعظ والإرشاد وتربية الأجيال وإخضاع النساء والرجال لفكر بن تيميه وبن القيم ومحمد بن عبد الوهاب مسؤولية هذا الرجل وأتباعه أما السلطة الدنيوية وثروات البلد الجبارة فكانت حصة البيت السعودي المغمور الذي غدا أمةٍ بفضل السيف وقطعان الوهابيين الأجلاف الذين حملوا هذا السيف …!
لم تكن الحجاز ونجد أقل مرحاً وطيبةٍ وبراءةٍ وإنسانية قبل أن تغزوها قطعان الوهابية …!
كان الناس مثلنا في العراق والشام ومصر واليمن …!
كانوا مثلنا يحبون الفن ويقرضون الشعر ويعشقون الحياة …!
كانوا مثلنا ينظرون للرّب كما ينظر المرء مرة أو اثنتين للسماء في اليوم الواحد ، بتأملٍ وشفافية وقليلٌ من الأبالية …!
حتى حل بينهم الفكر الوهابي فأفسد حياتهم وهدد حياة البشرية جمعاء بقطعان الإرهابيين الذين صدرتهم جامعات السعودية التي يديرها أحفاد محمد بن عبد الوهاب من ( آل الشيخ ) …!
حسناً …. ويرومون الإصلاح أو يدعون أنهم يرومونه ولا ندري كيف لهم بالإصلاح وآل الشيخ لا زالوا في السلطة الدينية ، يعظون ويكفرون ويبذرون الملايين بل المليارات من الدولارات في دعم بن لادن وألف بن لادن في كل بقعةٍ من هذا العالم الجميل ، بينما لا زال حلفاء محمد بن عبد الوهاب يتعاقبون على السلطة السياسية ، ملكاً إثر آخر …!
ويزعمون الإصلاح أو يدعونه … وهم يدعمون مئات المواقع التكفيرية المنتشرة في العالم ، بينما يطفئون كل بصيص ضوءٍ يطل من هذا العالم محاولاً لإيقاظ الشعب العربي في تلك الأنحاء ، ليعرف حقوقه وواجباته وما يصح وما لا يصح في دينه وأديان الآخرين …!
لقد أغلقوا على شعبنا الطيب في نجد والحجاز وما حولهما ، أغلقوا بوابة الحوار المتمدن ، وما كانت تلك البوابة ذات توجهٍ سياسيٍ خاص ضد آل سعود أو آل محمد بن عبد الوهاب ، ولكنها كانت تتداول الشأن الفكري بحرية …!
أ فيفزعكم أن نتحدث بحرية ونقارع التاريخ بسياط الكلمات ، فندميه حيناً ويدمينا أحيانا…؟
أ فيفزعكم أن نتداول مبضع تشريح تاريخنا ، فنحفر هنا ونستأصل هناك دون أن نتعرض لشخوصكم ورموزكم التي لا تهمنا بأي حالٍ من الأحوال ؟
أو يفزعكم أن نقول كلمة الصدق بحق ميراث محمد بن عبد الله ومحمد بن عبد الوهاب ، ونحن نثني الرقاب على سندان الأمريكان بينما مطرقة وهابيوكم الجدد توشك أن تهوي على رءوسنا الخاوية إلا من الأفكار والأمنيات ..؟
لماذا تحرمون الناس من أن تعي لتنقذ نفسها وبلدها من هذا المستنقع الذي أغرقتموه به …؟
لماذا تحرمون الناس من أن تساعد أنفسها وتساعدكم ( ربما ) في التخلص من نير محمد بن عبد الوهاب ، بأن تتعلم كيف تكتحل بنور المعرفة الصادقة لتدلي بدلوها في الإصلاح فتفلت من استحقاقات هذا الذي أصاب العراق وسيصيب ألف عراقٍ في هذا الشرق البائس …؟
أيها الطغاة ، لن تنجحوا في أن تلزموا الناس بالمكوث زمناً آخر في مستنقع الوهابية ، ولو أغلقتم كل النوافذ …!
لن تنجحوا في أن تطفئوا شمس الحقيقة التي انفجرت فتيةٍ نقيةٍ لتغمر ل الأنحاء …!
لن تنجحوا وإن أغلقتم الحوار المتمدن ، فالحوار الداخلي الذي أنفجر في عقول وقلوب شباب السعودية لن يكف حتى تصلحون حالكم وتستجيبوا لضغوط العالم وتتركوا الناس وحالها ، تؤمن بما تريد وتكفر بما لا تريد …!
إن إغلاق نافذة الحوار المتمدن ، شرفٌ كبيرٌ للأساتذة محررو هذه الصحيفة ولكتّابها الرائعين المتنورين وقرائها المتميزين …!
وستنتصر قضية الحوار المتمدن …ستنتصر رغم أنف الطغاة السلفيين المتخلفين المتخشبين …!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مناظرة تبادل الاتهامات بين بايدن وترامب | الأخبار


.. انقطاع الكهرباء في مصر: السيسي بين غضب الشعب وأزمة الطاقة ال




.. ثمن نهائي كأس أوروبا: ألمانيا ضد الدنمارك وامتحان سويسري صعب


.. الإيرانيون ينتخبون خلفا لرئيسهم الراحل إبراهيم رئيسي




.. موريتانيا تنتخب رئيساً جديداً من بين 7 مرشحين • فرانس 24