الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأهداف الأولية للثورة المصرية

مجدى عبد الهادى
باحث اقتصادي

(Magdy Abdel-hadi)

2011 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


أهداف الثورة المصرية

بمجرد انتهاء خطاب مبارك الثاني خرج علينا بعض الجهلة والمغرضين بالقول بضرورة إنهاء الاحتجاجات والانتظار، فالرجل قد وعد بتحقيق كل ما طلبه المصريون والمحتجون، وهو ما أكد على نفاق وضيع من أصحاب هاته الدعوات.

فما قدمه الرئيس يمكننا تلخيصه فعلياً فيما يلي :
1 - تعيين نائب، بما يقلل ولا يلغي فرص التوريث، وإن كان لا يعطى الأمل في نظام مدني تقل فيه السطوة العسكرية على الدولة المصرية، وبما لا يغير كثيراً في معادلة السلطة في مصر، إذ يبقى الأمر توريثاً على ذات الطريقة التي عانيناها مع السادات وعبد الناصر.
2 - تعيين حكومة جديدة، وهو أمر هزلي لا يعول عليه فمبارك هو الأساس، وكل الحكومات لا قيمة لها، وهو غير عشر حكومات، ولم نر اختلافاً جوهرياً فقط ثباتاً على خط واحد هو خط الانحدار والاضمحلال والسقوط، ويا ليته كان أكثر احتراما لشعبه في تكوين تلك الحكومة، بل أتى أكثر من نصفها من الحكومة القديمة بما يدل على مدى احتقاره للشعب المصري، وأكثر من هذا فرئيس الحكومة ونائبه من خلفية عسكرية، بما يدل على النوايا الحقيقية لمبارك الذي لا يؤمن ولا يعترف بحقوق الشعب المصري في التغيير، ما يلجأه أوقات الأزمات للمؤسسة العسكرية كملاذ أخير.
3 - الوعد بعدم الترشح لفترة جديدة، وهو ما نرد عليه بالقول {قديمة}، فقد سبق وفعلها آخرون، ثم يخرج علينا من يطالبه بالبقاء، فهو مجرد وعد لتجاوز الموجة الثورية، كما أنه يدل على مدى الكذب والنفاق، فالرجل هو نفسه الذي سبق وقال أنه لن يترك السلطة ما دام في الصدر قلب ينبض ونفس يتردد.
4 - تعديل المواد 76 - 77 من الدستور، وهى المواد التي سبق تعديلها منذ عدة سنوات، وكانت وقتها قمة الديموقراطية، ثم اكتشف الرجل فجأة أنها لا ديموقراطية ولا هم يحزنون، متجاهلاً أن الدستور المصري الذي وضعه السادات عام 1971 لم يكن سوى دستوراً مهلهلاً، لا أمل لإصلاحه، بل يجب استبداله كلياً.

والرجل تجاهل في كل هذا المطلب الأول برحيله

هذا هو ما قدمه الرئيس، لاشئ فعلياً، مجرد تغييرات شكلية تافهة، لا نضمن حتى تحقيقها هى نفسها، ثم يخرج علينا الأغبياء والأوغاد مطالبين بإنهاء الثورة التي قُتل فيها ما يتجاوز الـ 300 شخص -وحسب بعض التقديرات أكثر من 1000- وجُرح أكثر من 5000 شخص حتى تاريخه، وكأنما هذه الدماء ذهبت للاشئ.

ومطالبنا هى حتى لا يحدث أي تشتيت من أي طرف كان :
1 – جمهورية برلمانية : يصبح فيها منصب رئيس الجمهورية منصباً شرفياً محدود السلطات.
2 - دستور جديد : يكفل حقوق الإنسان الأساسية، والدولة المدنية، والحرية الدينية والاعتقادية، والجمهورية البرلمانية، وتحديد سلطات الرئيس، والحق بالإضراب والاعتصام ..إلخ
3- إشراف قضائي كامل على كافة العمليات الانتخابية بما يضمن نزاهتها.
4 – أن تصبح الانتخابات هى الآلية الوحيدة في الوصول لأي منصب سياسي أو إداري أساسي في أي جهة سيادية أو ذات أهمية في كامل البلد، كالمحافظات والمدن والقرى والجامعات والكليات وغيرها.
5 – النقابات العمالية والمهنية الحرة، بعيداً عن سطوة الدولة، بما يضمن التمثيل الحقيقي والديموقراطي لكافة الفئات المهنية والاجتماعية في مصر.

ومن المفروغ منه أن أياً من هذه المطالب لا يمكن تحقيقه في وجود مبارك، بل إن البداية تبدأ برحيله، وبإلغاء قانون الطوارئ، وتأسيس جمعية وطنية تمثل كافة أطياف الشعب المصري، ترعى عملية الانتقال ووضع دستور جديد، ونقترح أن تُضم إليها شخصية عسكرية وطنية محترمة تحظى بدعم مدني وعسكري، فالمؤسسة العسكرية لا يمكن تجاهلها في مصر.

هذه هى أهداف الثورة، وأي تخاذل عنها هو خيانة للثورة، ونحب أن نذكر من صدقوا نغمة الأمن والاستقرار التي يعزف عليها النظام الحاكم بمقولة فحواها أن "الشعب الذي يفضل الأمن على الحرية، لا يستحق أي منهما".









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فيس بوك
على السيد ( 2011 / 5 / 14 - 22:44 )
الله ينور على الجيش المصرى وحكومه عصام شرف مع انهافيها شويه تحفظات من باقيا النظام القديم

اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث